مع دخول معركة العالم مع فيروس كورونا شهرا، يواصل الوباء تفشيه، حيث تجاوز تعداد المصابين الثلاثة ملايين، في حين تخطى تعداد الوفيات حاجز الـ240 ألف حسب الأرقام الصادرة، أمس، وإذ تعتبر أوروبا القارة الأكثر تضررا، فإن الولايات المتحدة سجّلت كدولة بمفردها أعلى حصيلة وفيّات، وتأتي إيطاليا ثانية في عدد الوفيات، ثم بريطانيا وإسبانيا وبعدها فرنسا.
هذا ولأول مرّة في التاريخ أحيا العالم، أمس، عيد عمال عالمي غير مسبوق، غابت فيه مظاهر الاحتفال المعهودة في مثل هذا اليوم، بسبب إجراءات الحجر التي اتخذتها الحكومات لوقف تفشي الوباء. وفي ظل هذا الوضع دعت النقابات لأشكال جديدة من التعبئة، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم يقم أي تجمع تقليدي بهذه المناسبة التي تعد يوم عطلة رسمية في عدد كبير من دول العالم (مع استثناءات مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا). وهذا الأمر غير مسبوق في تاريخ النقابات التي دعت إلى أشكال أخرى من التحرك: تعبئة افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي أو الوقوف على الشرفات وواجهات المباني مع حمل لافتات، وهذا بسبب إجراءات الحجر.
اتهامات ترامب متواصلة
جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتهامه لمختبر ووهان الصيني بالتسبب في نشر الفيروس، مشيرا إلى أنه لا يستطيع كشف الأدلة التي اطلع عليها.
وقال إنه يدرس فرض رسوم على الصين بسبب تعاملها مع أزمة فيروس كورونا، وإن عليهم أن يفصحوا عن ملابسات نشأته، وهل حدث خطأ ما أم أنه سرب عمدا؟
اتهامات ترامب جاءت رغم أن وكالات الاستخبارات الأميركية قالت في بيان مشترك إن فيروس كورونا ليس من صنع البشر أو معدلا وراثيا.
رئيس وزراء روسيا مصاب
في موسكو، أعلن رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، الخميس، أن فحوص تحديد إصابته بفيروس كورونا المستجد جاءت إيجابية وسيخضع لحجر ذاتي لحماية باقي أعضاء الحكومة.
وفي لندن، أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الخميس، أن بريطانيا، ثاني أكثر البلدان تضررا بفيروس كورونا المستجد في أوروبا «تخطت ذروة» تفشي الوباء الذي بدأ يتراجع.
من جهتها، قررت ألمانيا تخفيفا إضافيا للحجر العام، الذي فرضته لاحتواء فيروس كورونا المستجد، عبر فتح دور العبادة والمسارح وحدائق الحيوانات بشروط.
عربيا ارتفع عدد ضحايا فيروس كورونا في خمس دول عربية، عقب تسجيل وفيات وإصابات وفق إحصاءات رسمية.
الصحة الدولية تحذّر
في المقابل، خففت ثلاثة أرباع دول أوروبا إجراءاتها الاحترازية، رغم تأكيد هانز كلوغ، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا أن فيروس كورونا ما زال يشكل خطرا في القارة.
وأضاف كلوغ أن دولا منها إيطاليا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، ما زالت تسجل أعدادا كبيرة من الحالات المؤكدة، وأن المنطقة الأوروبية تمثل حاليا 63% من الوفيات على مستوى العالم، مؤكدا أنها لا تزال في قبضة هذا الوباء.
آمال لقاح
من جهة أخرى، وحّدت شركة الأدوية البريطانية «أسترا زينيكا» جهودها مع جامعة أوكسفورد لتطوير وإنتاج وتوزيع لقاح محتمل لمرض كوفيد-19 الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا، مع تسابق شركات الأدوية في أنحاء العالم لإيجاد علاج للمرض.
ورحب ألوك شارما وزير الأعمال بالتكاتف بينهما بوصفه خطوة مهمة لإتاحة لقاح جامعة أوكسفورد في أسرع وقت ممكن إذا أثبت نجاحه بالتجارب السريرية.