عاشت ولاية غرداية الأيام الأخيرة وضعا متوترا، في أسوأ حالة من حالات الفتنة التي يروجها بعض المخططين والمحبطين لزعزعة استقرار المنطقة.
عاد الهدوء تدريجيا لعدد من المناطق والنقاط التي كانت بؤرة في تجدد المواجهات بين الفرقاء. عاد تلاميذ المدارس إلى مؤسساتهم التربوية بعد نداء الاساتذة وفتحت جامعة غرداية أبوابها. للطلبة وهو الأمر الذي يؤكد عودة الهدوء من جديد، خاصة مع تمركز عدد كبير من قوات الدرك الوطني في أعالي الجبال والأحياء السكنية.
وقد حل منذ يومين اللواء شريف عبد الرزاق قائد الناحية العسكرية الرابعة لمعاينة الوضع الأمني في المنطقة، حيث جال العديد من المناطق والأحياء عن طريق المروحية، تأتي الخطوة من أجل إعادة استتباب الأمن من جديد ومواصلة الخارطة الأمنية الجديدة التي تم مباشرتها منذ 20 يوما، حيث عزز الشريف عبد الرزاق مختلف الأجهزة الأمنية والمدراء الجهويين للأمن والدرك بعدد من القيادات، بعد اجتماعات حثيثة رفقة والي ولاية غرداية والتي قد يتم فيها نشر عدد من رجال الجيش الوطني الشعبي في بعض النقاط لتأمين الاستحقاقات القادمة خاصة وأن السكان أقروا أن الأحداث لن تمنعهم من المشاركة في الانتخابات القادمة.
وحسب بعض المصادر، فقد تم رصد الأجهزة الأمنية لعدد من نقاط التوتر التي تشهدها المنطقة في كامل وادي ميزاب أي عبر بلديات غرداية وبنورة والضاية بن ضحوة إضافة إلى بريان التي تشهد مناوشات كبيرة في منطقة كاف حمودة ومنطقة بالوح.
وكانت المناوشات قد تجددت مخلفة أزيد من 600 جريح في صفوف المواطنين الفرقاء ورجال الشرطة والدرك الوطني، كما خلفت الأحداث خسائر فاقت العشرات من الملايير شملت حرق وتخريب المحلات والمنازل وحتى المؤسسات العمومية لم تسلم من التخريب وحرق المكاتب والسيارات.
وتفيد مصادر رسمية، أنه خلال عملية تكثيف المراقبة بعدة وسائل منها استعمال المروحيات تم كشف وجود بعض المجموعات التي كانت تحاول تأجيج الوضع، حيث تأكد رسميا وجود تحركات لعدد من أصحاب الدراجات النارية في الصحراء، وفي بعض المنازل التي يستعملونها وكرا لصناعة مختلف الأسلحة التقليدية.
من جهة أخرى، ناشد عدد من المواطنين القاطنين بحي القرطي، تدخل السلطات الأمنية لفك الحصار الذي يعانون منه، أمام ترصد هذه العصابات التي تمنعهم من الخروج وتقوم باستهدافهم، حيث أكدت إحدى النساء البالغات من العمر 50 سنة، أنها لم تجد ما يأكله أولادها منذ 4 أيام، كما طالب أعيان مختلف المجالس للمالكيين والإباضيين بقطع رؤوس الفتنة.