ويكيبيديا-عبد الرحمان الثعالبي مفسر وفقيه مالكي صوفي ومتكلم على طريقة أهل السنة من الأشاعرة. ولد بالجزائر موطن آبائه وأجداده الثعالبة، وهو أحد أعلام الأشاعرة المالكية في القرن التاسع الهجري.
وقد صار رمزا لمدينة الجزائر التي أضحت تعرف بمدينة سيدي عبد الرحمان ، ومسجدها الرمز يحمل اسمه ويحتوي ضريحه
الميلاد
هو أبو زيد عبد الرحمان بن محمد بن مخلوف بن طلحة بن عامر بن نوفل بن عامر بن موصور بن محمد بن سباع بن مكي بن ثعلبة بن موسى بن سعيد بن مفضل بن عبد البر بن فيسي بن هلال بن عامر بن حسان بن محمد بن جعفر بن أبي طالب .
ولد عبد الرحمان الثعالبي سنة 786هـ /1384م بوادي يسر بمدينة (يسر) الواقعة حاليا بولاية بومرداس والقريبة بخمس كيلومترات من مدينة برج منايل شمال شرقي العاصمة الجزائرية، حيث تبعدها بمسافة 62,3 كلم، وهذه المدينة هي موطن آبائه وأجداده الثعالبة،يقال أبناء ثعلب بن علي من عرب المعقل الجعافرة.
النشأة والتكوين
نشأ عبد الرحمان الثعالبي في بيئة علم ودين وصلاح، استهل تعلمه على يدي علماء منطقته.
ثم انتقل وتكون في الجزائر ثم قصد المغرب الأٌقصى بصحبة والده محمد بن مخلوف فتعلم أصول الدين والفقه فأخذ عن العجيسي التلمساني المعروف بالحفيد
وزار مدينة بجاية فمكث بها سنة ثم عاد إلى مسقط رأسه بعد وفاة والده ثم رجع لمدينة (بجاية) فنزل بها سنة 802هـ/1399م مكث فيها حوالي السبع سنوات، وتعلم على أبو الحسن علي بن عثمان المنجلاتي، وأبو الربيع سلمان بن الحسن، وأبو العباس أحمد النقاوسي، وأبو القاسم المشدالي، وأبو زيد الوغليسي، وغيرهم.ثم انتقل إلى تونس سنة 809هـ/1406م فتعلم على الأبي، والبرزلي تلميذ ابن عرفة.
ارتحل إلى مصر سنة 819هـ /1414م، فلقي بها البلالي، وأبا عبد الله البساطي، وولي الدين العراقي وغيرهم،ثم ارتحل إلى تركيا، ومنها قصد الحجاز فأدى فريضة الحج، واختلف إلى مجالس العلم هناك، ثم قفل راجعا إلى مصر واصل دراسته فيها، ومنها إلى تونس، فوافى بها ابن مرزوق الحفيد التلمساني، فلازمه وأخذ عنه الكثير.
عاد بعد هذه الرحلة الطويلة في طلب العلم والمعرفة إلى الجزائر، فاهتم بالتأليف وصار يلقي دروسه بأكبر مساجدالجزائر آنذاك، تخرج على يديه كثير من العلماء، من بينهم:
1 محمد بن يوسف السنوسي
2 أحمد زروق
3 محمد المغيلي التلمساني
4 أحمد بن عبد الله الزواوي.
5 محمد بن مرزوق الكفيف، وغيرهم.
تولى القضاء زمنا قصيرا، ثم تركه لينقطع إلى الزهد والعبادة، كما قام بالخطابة على منبر الجامع الأعظم بالجزائر العاصمة، ويروى أن من بقايا آثاره المتبرك بها إلى اليوم بهذا المسجد (مقبض عصى خطيب صلاة الجمعة).
آثاره العلمية
كتاب حقائق التوحيد عبارة عن رسالة صغيرة في علم التوحيد (علم الكلام وأصول الدين).
كان معروفا عن عبد الرحمان الثعالبي، أنه عالم زمانه في القطر الجزائري في علم التفسير والذي تميز فيه باتباع «منهج مميز» جمع بين «النقل والعقل»]3[، وكذا علم العقيدة (علم الكلام وأصول الدين) والفقه والتصوف، وغيرها من العلوم الدينية الأخرى وهو أحد أعلام القرن التاسع الهجري ذلك أن الإنتاج الفكري للثعالبي انتشر في مختلف مكتبات العالم العربي والغربي.
وقد عكف على التدريس والتأليف، وكانت معظم مصنفاته في علوم الشريعة، وقد ترك في هذا الحقل ما يزيد على تسعين مؤلفا في التفسير والحديث والفقه واللغة والتاريخ والتراجم وغيرها،]٧[من أهمها:
1. تفسيره الجواهر الحسان في تفسير القرآن في أربعة أجزاء ،وقد انتقاه -كما يقول- من كتب التفسير السابقة وأضاف إليه ما تيسر له، فجاء تفسيره مملوءاً بنفائس الحكم وجواهر السنن الصحيحة، طبع أول مرة بالجزائر 1909، ثم طبع طبعة ثانية في السنوات الأخيرة بتحقيق الدكتور عمار طالبي.
2. حقائق التوحيد.
3. روضة الأنوار ونزهة الأخيار في الفقه.
4. جامع الهمم في أخبار الأمم.
5. جامع الأمهات في أحكام العبادات.
6. الأربعين حديثا في الوعظ.
7. جامع الأمهات للمسائل المهمات مخطوط بالمكتبة الوطنية بالجزائر وهو في الفقه.
8.رياض الصالحين وتحفة المتقين في التصوف مخطوط بالمكتبة الوطنية الجزائر تحت رقم 833.
9.وله مخطوطات في التوحيد واللغة والفقه في تنبكتو بالنيجر الشاوي التاريخي.
10. الدر الفائق، والأنوار المضيئة بين الحقيقة والشريعة ويعني بالتربية الروحية، وحقيقة الذكر،
11.الذهب الإبريز في غرائب القرآن والعزيز.
كما لدية تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن وهو من أهم كتب التفسير عند أهل السنة والجماعة.
لقد تأثر الثعالبي في تفسيره بمصادر مشرقية، كما تأثر بمصادر مغربية وأندلسية، فجاء تفسيره مزيجا بين الفكر المشرقي والفكر المغربي، حيث ضمنه المهم مما اشتمل عليه تفسير ابن عطية، وزاده فوائد من غيره من كتب الأئمة، حسبما رآه أو رواه عن الأثبات، وذلك قريب من مائة تأليف، وما منها تأليف إلا وهو منسوب لإمام مشهور بالدين، ومعدود في المحققين.
بلغت المخطوطات التراثية للشيخ الثعالبي ما يفوق 200 مخطوطة.
من أقواله
يقول الثعالبي ـ ـ في كتابه الجامع الذي ذيل به شرحه لمختصر ابن الحاجب الفرعي ما نصه وينبغي لمن ألف أن يعرف بزمانه وبمن لقيه من أشياخه فيكون من يقف على تأليفه على بصيرة من أمره ويسلم من الجهل به وقد قل الاعتناء بهذا المعنى في هذا الزمان وكم من فاضل انتشرت عنه فضائل جُهل حاله بعد موته لعدم الاعتناء بهذا الشأن
وقال عنه الشيخ أبو زرعة العراقي: «الشيخ الصالح الأفضل الكامل المحرر المحصل الرحال أبو زيد عبد الرحمان بن محمد بن مخلوف الثعالبي» ووصفه العلامة عيسى بن سلامة البسكري: «بالشيخ الصالح الزاهد العالم العارف أبو زيد عبد الرحمان الثعالبي»، وقال عنه تلميذه الشيخ أحمد بن زروق: «كانت الديانة أغلب عليه من علمه».
وفاته
توفي يوم الجمعة 23 رمضان 875هـ منتصف شهر مارس 1471م. ودفن في زاويته بالجزائر العاصمة حيث ضريحه بها إلى اليوم في مقبرة سيدي عبد الرحمان الثعالبي.
وقد رثاه كثير من العلماء من معاصريه، كان من بينهم تلميذه أحمد بن عبد الله الزواوي، ومن ذلك قوله:
«لقد جزعت نفسي بفقد أحبتي وحق لها من مثل ذلك تجزع ألمّ بنا ما لا نطيق دفاعـــه وليس لأمر قدر الله مرجع»