بعد أن سجّلت الأرقام إنخفاضا في معدّل الإصابات اليومية بفيروس كورونا حول العالم ، بدأت بوادر تخفيف إجراءات الإغلاق التاريخية المفروضة مند اسابيع .
وفي السياق ، باشرت دول أوروبية أسبوعها برفع تدريجي لتدابير الحجر الصحي التي اتخذتها لمكافحة وباء كوفيد19، في حين تجاوز عدد الإصابات المسجلة عالميا ثلاثة ملايين حالة و الوفيات أزيد من 200 ألف ،نحو تسعين في المئة منهم في أوروبا والولايات المتحدة ، فيما يتواصل البحث عن لقاح أو دواء ناجع له، و فيما أبدت منظمة الصحة العالمية تحفظات حيال فكرة إصدار «جوازات مرور مناعية» عرضتها بعض الدول لمواكبة رفع إجراءات العزل.
و تشكل الولايات المتحدة البلد الذي حصد الوباء فيه أكبر عدد من الأرواح، وتليه إيطاليا ثم إسبانيا ، ففرنسا، و أخيرا المملكة المتحدة التي يستعد رئيس وزرائها بوريس جونسون الذي أصيب بالمرض، للعودة إلى العمل غدا الاثنين.
إسبانيا تسمح للأطفال بالخروج
وفي إسبانيا، ثالث أكثر الدول تضررا بالوباء، سمحت السلطات بدءا من امس الأحد بخروج الأطفال من منازلهم للمرة الأولى منذ ستة أسابيع.
وقالت الحكومة إنها ستسمح بخروج الأطفال دون سن 14 عاما، لمدة ساعة واحدة من النشاط الخارجي الخاضع للإشراف في الفترة من التاسعة صباحا حتى التاسعة مساء، على ألا يبتعدوا أكثر من كيلومتر واحد عن منازلهم.
وتخضع إسبانيا منذ 14 مارس الماضي لإجراءات عزل مشددة، مُددت حتى 9 ماي القادم، وكانت تحظر خلالها الخروج على من تقل أعمارهم عن 14 عاما، حتى لو كانوا برفقة أهاليهم.
ويقدم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز غدا الثلاثاء خطته الموسعة للخروج من الإغلاق، التي يرجح تنفيذها في النصف الثاني من ماي.
ويكشف نظيره الفرنسي إدوار فيليب فير نفس اليوم أيضا أمام البرلمان عن «الإستراتيجية الوطنية لرفع العزل»، الذي يفترض أن يبدأ في 11 ماي القادم.
الإيطاليون يغادرون منازلهم بداية ماي
أما في إيطاليا، فقد أعلنت السلطات أمس الاول خططا لوضع حد لأسعار الكمامات الواقية، وزيادة اختبارات الأجسام المضادة، مع اقترابها من نهاية أطول فترة إغلاق وطنية لاحتواء فيروس كورونا المستجد.
وتنتظر البلاد اتخاذ قرار مصيري نهاية هذا الأسبوع بشأن اختبار القيود التي سترفع عندما ينتهي العمل بفترة الإغلاق الحالية في 3 ماي المقبل. والأرجح أن يُسمح للإيطاليين مع بداية الشهر المقبل بمغادرة منازلهم بحرية لأول مرة منذ 9 مارس الماضي.
وتبدأ إيطاليا -وهي ثاني أشد الدول تضررا في العالم- حملة اختبارات للأجسام المضادة على 150 ألف شخص على المستوى الوطني، في محاولة لمعرفة المزيد حول هذا الوباء.
مظاهرات ضد التدابير الوقائية
ولا يزال نصف البشرية تحت العزل، مع ظهور معارضة -ولو أقلية- في بعض الدول لهذه الإجراءات.
وأوقفت السلطات في العاصمة الألمانية برلين نحو مئة شخص لمخالفتهم تدابير التباعد الاجتماعي، خلال مظاهرة مناهضة للتدابير الوقائية، ضمت نحو ألف شخص.
وفي كندا، انتقد رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو داغ فورد متظاهرين نددوا بتدابير العزل وتوقف العجلة الاقتصادية، قائلا إن هناك مجموعة من الأشخاص «يحتجون ويخرقون القانون ويعرضون الجميع للخطر، بما في ذلك أنفسهم».
وأكدت السلطات الكندية أن خططها لإعادة فتح الاقتصاد لا تقوم على تحلي السكان مستقبلا بمناعة ضد الفيروس، وفقا لرئيس الوزراء جاستن ترودو الذي دعا إلى توخي الحذر.
قواعد جديدة لممارسة الحياة اليومية
ويترافق رفع القيود المقرر في بعض الدول مع قواعد جديدة للتنقل وممارسة الحياة اليومية؛ ففي جنوب أفريقيا، سيكون وضع الكمامات إلزاميا اعتبارا من الأول من ماي القادم، الموعد الذي ستُخفف فيه إجراءات العزل.
و في الدول العربية ، قالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية امس إن الملك سلمان بن عبد العزيز أصدر أمرا برفع جزئي لحظر التجول في كل مناطق المملكة، ليصبح من الساعة التاسعة صباحا حتى الخامسة مساء، مع إبقاء حظر التجول الكامل في مكة المكرمة.
وسمح الأمر الملكي أيضا بفتح بعض الأنشطة الاقتصادية والتجارية، وتشمل محلات تجارة الجملة والتجزئة والمراكز التجارية، خلال الفترة من السادس من رمضان حتى العشرين من الشهر نفسه.
وفي الأردن، كانت مدينة العقبة (جنوبي البلاد)، التي أعلنت السلطات خلوها من أي إصابات بفيروس كورونا، أول محافظة تحظى بتخفيف حظر التجول على المواطنين بسبب درجة الالتزام بالإجراءات.
في غضون ذلك، يستمر رصد حالات الإصابة بالفيروس في دول عربية عديدة