طباعة هذه الصفحة

كلمة العدد

تكرار ممل

بقلم: حبيبة غريب
26 أفريل 2020

لا تسويق لأي منتوج كان دون إشهار، هي القاعدة التي يقوم عليها السوق في كل أنحاء العالم دون استثناء؛ قاعدة تستدعي الاستعانة باستمرار بأفكار رائدة تنافسية وبتقنيات حديثة وصور فوتوغرافية، ومعدات إلكترونية وسمعية وبصرية، تعتمد عليها الوكالات الخاصة بالإشهار بعد دراسة معمقة للسوق ولمتطلبات المستهلك.
إنه الإشهار الذي يخلق في ذهن المشاهد فكرة عن روعة المنتج وجودته العالية والأحسن من ذلك، يدفع به إلى ضرورة اقتنائه من الفضول والشعور بالرضا.
للإشهار على القنوات التلفزيونية الجزائرية، حكاية أخرى وطرق تبتعد نوعا ما عن المعايير المتداولة عالميا في هذا المجال، سواء من جهة مدة العرض أو البث وكذا الوقت والتكرار الممل للمنتوج المشهر به... فمن القهوة والطماطم، والعجائن والألبان والعصائر، إلى التونة ومواد التجميل والتنظيف، مرورا بالمكملات الغذائية والمواد الاستشفائية، يجد المشاهد نفسه عرضة لضجة إعلامية خانقة، وعرض مستمر ومكرر لنفس المنتجات ولومضات إشهارية لا تتمشى مع الظروف الراهنة.
هناك إشهار يتحدث عن استعمال مادة غذائية في أوقات العمل، ونحن في شهر رمضان، وهناك من الإشهار ما يخدش حياء المجتمع الجزائري ويمس ببعض العادات، وآخر لا يراعي وقت الإفطار وتجمع الأسر أمام طاولة الإفطار ليعرض مكملات غذائية تحدّ من آلام الإمساك ومشاكل القولون... لكن وللأمانة، تبقى الومضات الإشهارية التحسيسية بخطورة انتشار وباء كورونا هي الأنجع من جهة التركيب ومواكبة الحدث واستعمال الفنانين والرياضيين في عملية التحسيس والتأثير على المواطن من أجل احترام قرار البقاء في المنزل والوقاية.
الغريب في الأمر، أننا نجد نفس الومضات الإشهارية تستعمل في القنوات التلفزيونية، الأمر الذي يخلق التكرار في الزمن والمدة والوسيلة الإعلامية.
ما هي الأسباب التي يعود إليها مستوى الإشهار ولجوء صناعه إلى الركاكة والرداءة والاستهتار بفكر المشاهد التي نعيشها حاليا في مجال الإشهار التلفزيوني، هل هو غياب التقنين والضوابط التي كانت وراء تقديم هذه الفضائيات لفقرات كاميرا خفية بعيدا كل البعد عن الفن والترفيه، وسمحت بعرض ومضات إشهارية تستعمل لغة الشارع والعنف ولا تراعي خصوصية المجتمع؟...