ألقى انتشار فيروس كورونا «كوفيد 19» بظلاله على الشهر الفضيل بـ»ورڤلة» كما كان الوضع في كل الوطن، حيث غابت الكثير من الأجواء الرمضانية المألوفة واقتصرت التحضيرات المطلوبة على الأمور الضرورية فقط في ظل احترام تدابير الوقاية من الوباء.»الشعب» عاشت هذه الأجواء وتنقل أدق التفاصيل.
سجلت الشوارع في استقبال الشهر الكريم حركية محدودة مقارنة بما كان، نظرا لإجراءات الحجر الصحي المطبق في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها بلادنا والعالم أجمع. على غير العادة كان الإقبال محتشما على الأسواق خاصة محلات التوابل التي كانت تسجل في العادة إقبالا منقطع النظير في هذا الوقت من السنة، ويستمر حتى الأيام الأولى من رمضان.
من جانبهم، التزم الباعة بتدابير الوقاية، بفرض احترام مسافة الأمان الصحي بين البائع والزبون وبين الزبائن بعد أن كانت هذه المحلات تكتظ خلال هذا الموسم بشكل لا يحتمل.
اختفت طقوس ألفناها استعدادا لاستقبال شهر رمضان في هذه الظروف الخاصة، ففي الوقت الذي كانت فيه الفرصة المألوفة، شراء أواني منزلية جديدة، اكتفت بعض الأمهات باقتناء الأواني الضرورية فقط لتفادي الازدحام.
المجتمع المدني يكيف وتيرة العمل الخيري والظرف الراهن
خلال شهادات سجلتها «الشعب» بعين المكان، فإن أبرز المظاهر التي سيفتقدها الصائم في شهر رمضان في ظل جائحة كورونا بالإضافة إلى غلق المساجد هو اللقاءات العائلية وتجمعات الأهل والأصحاب، حيث ستجتمع العائلة وعلى غير العادة باحترام التباعد الاجتماعي. وعلى الرغم من ذلك سيكون رمضان في ظل الحجر المنزلي مميزا ومساعدا للتقرب أكثر إلى الله بالعبادات.
تعزيزا لجو النفحات الإيمانية في هذا الشهر المبارك، أطلقت جمعيات مبادرات لإلقاء الدروس الدينية عبر مواقع التواصل الاجتماعي على غرار «جمعية البيت السعيد» بمدينة ورقلة التي خصصت سلسلة من دروس الوعظ والسيرة والفقه والتفسير تبثها يوميا على مدار شهر كامل، عبر صفحتها على موقع فيسبوك بمشاركة ثلة من المشايخ والدكاترة، إضافة إلى مقاطع قرآنية يومية مع خيرة المقرئين.
من جانب آخر، انعكس الوضع أيضا على موائد الإفطار الجماعية التي ستختفي هي الأخرى، خلال هذا الشهر الفضيل احتراما لإجراءات التباعد الاجتماعي، من أجل تفادي انتشار عدوى فيروس كوفيد 19.
ومع ذلك، لم يتوان المجتمع المدني ككل مرة وفي ظل هذه الظروف الخاصة عن التطوع وحشد همم ذوي الخير والإحسان من أجل تعزيز التكافل المجتمعي في هذا الشهر الفضيل، حيث انطلقت جمعية «شباب الخير» ورقلة في عملية توزيع قفة رمضان وبحسب رئيس المجموعة محمد الأمين بن دانية لـ»الشعب»، فقد تم جمع 1400 قفة منها 900 وزعت على مستحقيها ببلديتي «الرويسات» و»ورڤلة» قبل توسيع العملية إلى عائلات معوزة بمناطق الظل والبدو الرحل.
وتقدم الجمعية قبل الإفطار، مساعدات يومية لأصحاب الدخل اليومي الذين توقف نشاطهم تطبيقا لإجراءات الوقاية المتخذة.
وقال رئيس الجمعية لنا موائد الإفطار الجماعي التي تغيب هذا الموسم، ستعوض بتوصيل الإفطار إلى البيوت مع مراعاة شروط النظافة المطلوبة.
من جانبها، جمعية «البسمة» الخيرية تنظم للموسم السادس على التوالي مبادرة بمناسبة شهر الخير بتوزيع قفة رمضان على العائلات المعوزة، في عديد المناطق بالولاية. أما جمعية «آفاق» الطالب العربي بتقرت فبالإضافة إلى توزيع الإكرامية الرمضانية المتمثلة في مواد غذائية كإعانات للأفراد المحتاجين وذوي الدخل الضعيف، أقدمت على مبادرة مميزة من نوعها تمثلت في ترميم مساكن عائلات معوزة بمساهمة الخيرين من ذوي البر والإحسان وتم تسليمها في حلة تسمح لساكنيها باستقبال الشهر الكريم في ظروف أفضل.