ثمن وزير الشباب والرياضة الأسبق والمدرب السابق للمنتخب الوطني لكرة اليد، عزيز درواز، في حوار خاص لجريدة «الشعب» استغلال التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي من أجل مواصلة التدريبات لكل الأطراف سواء في الاختصاصات الفردية أو الجماعية، وفي نفس الوقت تسمح للمدربين بالوقوف عليها ومتابعتها عن بعد، مؤكدا في ذات السياق أن السلطات العمومية تقوم بعمل كبير لمحاربة وباء كورونا، من خلال القرارات التي تتخذ بصفة دائمة بما يتماشى مع المعطيات والمستجدات من أجل القضاء على الوباء والعودة للحياة الطبيعية في أقرب الآجال.
- «الشعب»: ما هو تقييمك لمستوى الرياضة الجزائرية في الفترة الحالية؟
«عزيز درواز»: بداية أهنئ كل الجزائريين والأمة الإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم وأتمنى أن يمر علينا في ظروف حسنة بحول الله.. أما بالنسبة للرياضة الجزائرية قبل فترة كورونا فهي لم تكن على ما يرام بالنسبة للمستوى الفني في العديد من الاختصاصات، ولهذا فإنه من الضروري استغلال فترة الفراغ الحالية لمراجعة الأمور وإعادة النظر فيها من جديد لكي تكون انطلاقة جديدة بروح عالية ونفس أفضل وأقوى، بعدما تعود الأمور لطبيعتها لتحقيق نتائج إيجابية مستقبلا في مختلف المواعيد والتظاهرات التي سنشارك فيها.
- كيف ترى التدريبات الفردية التي يقوم بها جل الرياضيين خلال فترة الحجر؟
يمكن القول أن الرياضيين الجزائريين متعودون على التضحية بالعودة إلى السابق، لهذا فإنني أثمن التزامهم بالحجر المنزلي لتفادي مخاطر الإصابة بفيروس كورونا، وبما أنهم معتادين على إعادة تنظيم أنفسهم، أعتقد أنه الوقت المناسب من أجل بروز المسؤولية الفردية والجماعية في وقت واحد، من خلال التدريبات التي يقومون بها فرديا .. ولكن تصبح جماعية لأنهم يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للبقاء على اتصال فيما بينهم ومدربيهم، ما يعطي الفرصة للتقنيين لتقييمها ومتابعتها عن قرب، حيث ستمكنهم من الحفاظ على لياقتهم البدنية وبعد عودة الأمور لطبيعتها بإمكانهم التدارك في ظرف قصير أسبوعين أو ثلاث، لأن الرياضي إذا توقف بشكل كلي أكيد ستكون المأمورية صعبة لاستعادة المستوى من جديد.
- هل تعتقد أننا سنحقق نتائج إيجابية خلال الأولمبياد والألعاب المتوسطية؟
أولا أعتقد أن تأجيل الأولمبياد والألعاب المتوسطية قراران منطقيان وفي محلهما من طرف المسؤولين ،لأنها ضرورة لابد منها في مثل هذه الظروف الصحية الصعبة التي يمر بها العالم ككل والتي نأمل أن تمر بسلام على كل الشعوب، ونحن نتمنى أن تكون بمثابة فرصة جديدة أمام رياضيينا من أجل العمل أكثر وتحسين مستواهم لتحقيق التأهل للأولمبياد، بالنسبة للذين مازالت تنتظرهم محطات تأهيلية، أما بالنسبة للذين اقتطعوا التأشيرة عليهم العمل أكثر حتى يكونوا في المستوى المطلوب لتحقيق نتائج إيجابية ومشرفة.
- ماذا عن الهبة التضامنية للأسرة الرياضية في هذه الظروف الصحية الصعبة؟
الهبة التضامنية لقطاع الشباب والرياضة طبيعية جدا، سواء من الناحية المادية أو رسائل التوعية التي نشاهدها في مختلف وسائل الإعلام، إضافة إلى تسخير كل الهياكل والمنشآت ودور الشباب خدمة للبلاد في هذا الظرف الاستثنائي، وهذا ليس بالأمر الجديد لأن القطاع عودنا على المساهمة في تقديم المساعدات حتى في الأوقات العادية، عن طريق العمل الجمعوي الذي تقوى من سنة لأخرى، فما بالكم لما تكون محنة مثل التي نمر بها حاليا بدليل وجود عدد كبير من المتطوعين لخياطة الكمامات لأن شبابنا متعود على العمل الجماعي، ما يقوي في نفوسهم العمل التضامني الذي نشاهده حاليا، ونفس الأمر في الأزمات التي عاشتها الجزائر من قبل، ما يعكس مدى نسبة الوعي الكبيرة لدى الشبيبة الجزائرية.
- ما هي قراءتك للقرارات المتخذة من طرف السلطات العمومية في الفترة الحالية؟
أثمن قرارات الدولة الجزائرية بتوقيف كل النشاطات والتجمعات بما فيها الرياضية وغلق كل المنشآت منذ بداية ظهور الوباء، لأننا نعرف مدى اهتمام الجزائريين بالرياضة، ما يعني أن التجمعات كانت ستشكل خطرا كبيرا وتساهم في تعقيد الأمور بالنظر لسرعة انتشار هذا الفيروس القاتل، وشبابنا وجد طريقة رائعة لمواصلة العمل في البيت.
و من جهة أخرى فإن قرارات رئيس الجمهورية تتماشى مع المعطيات والمستجدات الراهنة، وكل ذلك ناتج عن المتابعة الآنية للوضعية الصحية في البلاد إلى غاية القضاء على هذا الوباء.
- ما هو تقييمك لدور الإعلام في هذا الظرف الاستثنائي؟
الإعلام له دور كبير في نشر الوعي بين الناس يجب أن يبقى مجندا لأنه عامل محوري وفعال في كل أنواعه، لكن أطلب من الإعلاميين تبسيط الأسلوب حتى تصل الأفكار والإرشادات لكل شرائح المجتمع الجزائري، حتى تكون نتيجة أفضل وتمكن من تخطي هذه الجائحة بحول الله..
- ما هي الرسالة التي توجهها للجزائريين؟
ضرورة إتباع التعليمات والتوصيات التي تقدمها وزارة الصحة لأنه يجب أن يكون انضباط من الجميع والالتزام بالحجر المنزلي والخروج للضرورة فقط لكي نحمي أنفسنا والآخرين، لأنه في أغلب الأحيان يكون هناك أشخاص حاملين للفيروس لكن لا يؤثر عليهم لكن قد يؤذون أولياءهم أو أصحاب الأمراض المزمنة، لأن أجسامهم لا تقاوم وعلى شبابنا عدم التهاون والتحلي بروح المسؤولية، والتضحية قليلا بالنسبة للذين يعيشون في منزل صغير حتى يزول الوضع وتعود الأمور لطبيعتها في أقرب وقت ممكن.