شرف الأوان الوطنية كرياضي سابق في اختصاص الجيدو، تقلد عدة مسؤوليات في عدة هيئات، منها وزير سابق للشباب والرياضة، ترأس اللجنة الأولمبية الجزائرية، مدير عام للجمارك، مختص في الطب الرياضي... نتحدث عن سيدعلي لبيب، هذا الرجل الذي قدم الكثير، أكد أننا نملك طاقات شابة بإمكانها تشريف الرياضة الجزائرية في المحافل الدولية في حوار خاص لجريدة «الشعب»، كما ثمن المجهودات التي تقوم بها السلطات العليا للبلاد من أجل التصدي لوباء كورونا الخطير.
«الشعب»: كيف يقضي الوزير الأسبق للشباب والرياضة سيدعلي لبيب يومياته في ظل الحجر المنزلي؟
«سيدعلي لبيب»: الحجر المنزلي ضروري في ظل الوضع الصحي الخطير الناتج عن تفشي فيروس كورونا القاتل الذي مس كل بلدان العالم، وهذا من أجل تفادي الإصابة به. وأنا شخصيا ملتزم به وأخرج كل أربعة أيام من أجل اقتناء ما ينقص البيت وفقط من خلال استعمال الكمامة، واتبع حرفيا التعليمات والإرشادات التي أعطتها وزارة الصحة واللجنة العلمية، لأن الوضع خطير وليس هينا ويجب أن نكون قدر المسؤولية حتى نحمي أنفسنا وأقاربنا وكل المحيطين بنا إلى غاية عودة الأمور لطبيعتها، بحول الله، لأنه ابتلاء وأملنا أن يرفع الله عنا هذا الوباء في أقرب وقت ممكن. كما أطالب الجميع بضرورة التقيد بهذا الإجراء لأنه الحل الوحيد للقضاء على كوفيد.19 المستجد بما أنه لم يتم إيجاد لقاح مناسب لحد الآن.
ما هي الرسالة التي توجهها حول الحجر المنزلي؟
أثمن قرارات الدولة الجزائرية والقائمين على اللجنة العلمية لمتابعة تطورات وباء كورونا القاضية بتمديد فترة الحجر المنزلي، لأنه الحل الأمثل والطريقة الوحيدة للوقاية منه، لأنه وباء خطير وقاتل. وهم بكل صراحة يقومون بمجهودات جبارة من أجل القضاء على الفيروس، ويجب أن نساعدهم بالانضباط والالتزام بالحجر واتباع كل الارشادات وارتداء «الكمامات» عند الخروج والذي يجب أن يكون للضرورة فقط، لأننا في حرب مع عدو لا نشاهده وسريع الانتشار بين الأفراد عن طريق الاحتكاك ولهذا أنا اتأسف للمشاهد التي نلاحظها في بعض الاحيان، المتمثلة في عدم احترام الحجر..
ما هو تقييمك لدور الإعلام في هذه الجانحة الصحية الخطيرة؟
أحيي كل الإعلاميين دون استثناء، لأنكم وبكل صراحة قمتم بدوركم على أكمل وجه من خلال التوعية وإيصال الرسائل من الأطباء وكل الأجهزة الأمنية والحماية المدنية، لكي يعرف المواطنين مدى خطورة الوضع، حيث كان موضوعيا وواقعيا وقمتم بالواجب بكل احترافية. لكن المسؤولية تبقى على عاتق المواطنين من أجل الالتزام بالقرارات التي تم اتخاذها في إطار محاربة الفيروس رتطويقه والقضاء عليه، بتجنب الخروج من البيت في فترة الحجر. واستغل الفرصة لكي أقدم رسالة عرفان وتقدير للأطباء والأسلاك الأمنية على العمل الجبار الذي يقومون به خلال هذه الفترة الصعبة.
كيف ترى قرارات السلطات بتوقيف كل التجمعات الرياضية في وقت مبكر؟
السلطات العليا في البلاد بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون، قامت بقرارات صائبة وفي محلها جنبتنا الكثير، لأنها جاءت في وقت مبكر جدا، بداية بتوقيف كل النشاطات والتجمعات الرياضية بغلق المنشآت، المدارس والثانويات والجامعات، وتعليق الصلاة في المساجد. فرض الحجر الجزئي ساهم في تجنب الكارثة، لأن الفيروس خطير وقاتل لأنه سريع الإنتشار، عكس ما كان عليه الحال في بعض الدول المتقدمة في صورة انجلترا، إيطاليا، إسبانيا، فرنسا، حيث تهاونوا مع الوضع الصحي الراهن ما جعلهم يدفعون الثمن، ما يعني أن المسؤولين في الجزائر في الطريق الصحيح من خلال كل القرارات المتخذة لحد الآن والمتابعة اليومية لكل المستجدات المتعلقة بالوباء على المستوى الوطني، إضافة لحملات التوعية والتحسيس التي نشاهدها في كل وسائل الإعلام بصفة مكثفة، الجهود المبذولة في اقتناء المعدات الطبية لاحتواء الوضع وتسهيل المأمورية أمام الأطباء، كل ذلك يدخل ضمن مؤشرات الجمهورية الجديدة.
فيما تكمن مؤشرات الجمهورية الجزائرية الجديدة بناءً على خبرتك؟
نلاحظ من خلال الخطابات الدورية للسيد الرئيس، أنه يشجع الشباب حاملي الشهادات والمشاريع ودعمهم على تجسيد أفكارهم في أرض الواقع. ومن خلال القرارات المتخذة لحد الآن، في مقدمتها ما يحدث مع وباء كورونا، حيث تم السيطرة على الوضع، بالرغم من صعوبة المأمورية بالمقارنة مع دول متقدمة لم تتمكن من السيطرة على الوضع، هذا دليل على جدية المسؤولين، إضافة للتطلعات المستقبلية من خلال التركيز على العلوم وسيتم استحداث وكالة صحية وطنية لمراقبة الوضع الصحي ومتابعة كل الأمور التي تتعلق بهذا الجانب، لأنه تأسيس مثل هذه الهيئات لمتابعة الأزمات بوادر خير. هذه القرارات من الرئاسة تجعلنا نتفاءل بغد أجمل، لأنها بوادر الجمهورية التي كنا نحلم بها التي تقوم على النزاهة، الكفاءة، وعلى الشباب الالتزام بالجدية والواقعية والتشبع بالروح الوطنية بعدما تم تطهير كل المنشآت والمجالات من أذناب العصابة التي جعلت أغلب شبابنا يعيش حرمانا ماديا. والرسالة التي أقدمها لشبابنا يجب أن يعرف قيمة الأمانة وصيانتها، لأنه كان السباق للحراك والعمل سويا.
ما هي تطلعاتك لمستقبل الرياضة الجزائرية بعد التوقف الحالي؟
قرار توقيف الأنشطة الرياضية لن يؤثر على رياضيينا سلبا، لأن العالم كله متوقف عن ممارسة الرياضة ما يعني أن المستوى سيكون مطابقا. كما أحيي الرياضيين الجزائريين على النماذج من خلال التدريبات الفردية في المنزل. صحيح هي لن تكون بنفس نسق العمل الجماعي، لكنها مهمة للحفاظ على اللياقة البدنية لكي يحتفظوا بطاقتهم. من جهة أخرى، فإن تأجيل المنافسات الدولية في مقدمتها الألعاب الأولمبية بطوكيو إلى غاية سنة 2021، قرار صائب ويعد فرصة لنا حتى نضمن أفضل جاهزية لتحقيق نتائج مشرفة، لأننا نملك كفاءات قادرة على التألق بعدما نتدارك النقص الناجم عن الصراعات الفردية بين الأشخاص، لان المصلحة العامة للرياضة أولى..
ماذا عن تأجيل الموعد المتوسطي بوهران لسنة 2022؟
الحمد لله، تم تأجيل الألعاب المتوسطية بوهران إلى غاية 2022 حتى تكون ناجحة على كل المستويات. هذا الموعد الكبير الذي سيكون، ولأول مرة خارج العاصمة منذ الاستقلال، حيث تم برمجته في مدينة وهران التي تعد الأجمل ولدي ذكريات رائعة فيها مع المنتخب الوطني. من جهة أخرى، ستكون فرصة للرياضيين من أجل استغلال المنشآت للتحضير بها حتى يتأقلموا معها لتحقيق نتائج إيجابية، خاصة بعدما سجلنا وعيا كبيرا لدى الرياضيين، بالنظر للنتائج المحققة على كل الأصعدة، بالرغم من الصراعات التي طالت الحركة الرياضية، ما يؤكد أننا نمتلك كفاءات قادرة على تشريف الألوان الوطنية في المنافسات العالمية.