بعد أيام من تداول الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية، مزاعم بصناعة فيروس كورونا معمليا في مختبر بمدينة ووهان الصينية، ردّت بكين أخيرا بقوة على تلك الادّعاءات، وانتقدت وسائل الإعلام قائلة إنها تحاول «خداع» الرأي العام دون تقديم أدلة.
وتجاوز عدد المصابين بمرض كوفيد-19 الذي يسببه هذا الفيروس 2.29 مليون شخص في أنحاء العالم، توفي منهم أكثر من 158 ألف وتعافى 586 ألف، بحسب أحدث إجمالي الإحصائيات التي تنشرها جامعة جونز هوبكنز الأمريكية.
واستكمالا للجدل المثار حول فرضية تسرب الوباء من مختبر بمدينة ووهان، هدّد الرئيس دونالد ترامب بمعاقبة الصين لو ثبت أنها تعمّدت نشر فيروس كورونا قائلا، أول أمس، إنه لابد أن تواجه الصين عواقب إذا كانت «مسؤولة عن عمد» عن الجائحة.
وأضاف في مؤتمره الصحفي، بشأن كورونا «لو كان خطأ فالخطأ خطأ، ولكن إذا كانوا مسؤولين عن عمد فأعني هنا أنه لابد أن تكون هناك عواقب». ولم يدل ترامب بتفاصيل بشأن الإجراءات التي قد تتخذها الولايات المتحدة.
ونشبت مرارا خلافات علنية بين واشنطن وبكين بشأن الفيروس، ما يثبت صراعا خفيا على الزعامة العالمية التي تتطلع إليها بكين بقوة، استنادا إلى ما حققته من تقدم اقتصادي ونهضة علمية، منهية الاحتكار الأمريكي للقرار الدولي في ظل الأحادية القطبية المفروضة بعد سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي.
لهذا ردت بكين بقوة على التهم الأمريكية، حيث نفى مدير المختبر الصيني، أي مسؤولية في انتشار الوباء. وقال يوان زيمينغ، مدير معهد علم الفيروسات في ووهان، بؤرة الوباء العالمي، متحدثا لشبكة «سي.جي.تي.أن» التلفزيونية الرسمية، «من المستحيل أن يكون هذا الفيروس صادرا عنا».
ويعتقد معظم العلماء أن فيروس كورونا الجديد انتقل على الأرجح إلى الإنسان من حيوان، وأشير بالاتهام في هذا الصدد إلى سوق في ووهان لبيع الحيوانات البرية الحية بهدف استهلاكها.
لكن وجود معهد علم الفيروسات على مسافة كيلومترات قليلة من السوق، يثير منذ بضعة أشهر تكهنات بشأن تسرب الفيروس من هذه المنشأة الحساسة.
ويحظى المختبر التابع للمعهد بحماية مشددة، وفيه سلالات أخطر الفيروسات المعروفة مثل إيبولا، وهو مختبر بي-4 للسلامة البيولوجية من المستوى الرابع.
وقال مدير المعهد، «نعرف تماما أي نوع من الأبحاث تجري في المعهد وكيف يتم التعامل مع الفيروسات والعينات». وأضاف، أنه من حيث موقع المعهد في ووهان «لا يمكن للناس أن يقيموا رابطا»، منتقدا وسائل الإعلام التي «تحاول عمدا خداع الناس بتوجيه اتهامات مبنية على مجرد تكهنات من دون أدلة».
مظاهرات في أمريكا
وفي الولايات المتحدة، طالب متظاهرون مؤيدون في الغالب للرئيس دونالد ترامب بولايات نيوهامبشر وكاليفورنيا وتكساس وأوهايو، أمس، بإنهاء إجراءات الحجر التي فُرضت لاحتواء فيروس كورونا المستجد.
وكتب على لافتات حملها المتظاهرون «الأرقام تكذب» و»أعيدوا فتح نيوهامبشر». وبدا أن هؤلاء تجاهلوا تعليمات السلطات المتعلقة بالتباعد الاجتماعي، وكان هناك بينهم رجال مسلحون ومقنعون على غرار المليشيات، ومتظاهرون يضعون قبعات مؤيدة لترامب.
بدا أن ترامب يُبرر الاحتجاجات، قائلا إن «بعض الحكام ذهبوا بعيدا جدا» في إجراءات الحجر. وأدت هذه الإجراءات إلى ارتفاع كبير في عدد العاطلين عن العمل في كل أنحاء البلاد وحرمان العديد من الناس من أي مصدر دخل.
وسُجلت في الولايات المتحدة 1891 وفاة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، ليرتفع بذلك عدد الوفيات الإجمالي في البلاد السبت إلى 38 ألفا و664 حالة، استنادا إلى إحصاء لجامعة جونز هوبكنز. وأشارت الجامعة إلى أن عدد الإصابات بالفيروس في البلاد بلغ 732 ألفا و197 حالة منذ بدء الوباء.
إيطاليا... الوضع مستقر
إلى ذلك، قالت وكالة الحماية المدنية في إيطاليا إنها سجلت، أمس، 482 حالة وفاة جديدة بمرض كوفيد-19، وهي أقل حصيلة يومية منذ 12 أفريل الجاري، في حين استقر عدد الإصابات اليومية الجديدة عند حوالي 3490 إصابة.
وكانت إيطاليا سجلت في اليوم السابق 575 وفاة و3493 إصابة. ووفقا لتلك الإحصاءات، يستمر الوضع المستقر نسبيا على مدى الأيام 13 الماضية، في ثاني أشد البلدان تضررا في العالم بوباء كورونا.
وفي المجمل، قالت وكالة الحماية المدنية الإيطالية، إن عدد المتوفين في البلاد منذ ظهور المرض يوم 21 فيفري ارتفع إلى 23.227 وفاة، في حين تجاوز عدد الإصابات 175.925 حالة.
كوريا الجنوبية تسيطر
من جانبها، أعلنت كوريا الجنوبية، أمس، 8 إصابات بفيروس كورونا المستجد، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها سول رقما أحاديا لهذه الحالات منذ شهرين.
وقالت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إن من بين الحالات الجديدة خمس إصابات واردة من الخارج، وارتفع عدد الوفيات إلى 234 حالة.
ونجحت كوريا الجنوبية إلى حد كبير، في السيطرة على تفشي الفيروس، وأعلنت في الآونة الأخيرة عن زيادة يومية ذات متوسط 20 حالة.
وقال رئيس كوريا الجنوبية مون جيه إن، أمس، إن تقدم سول أعطى أملا في «إمكان التغلب» على كوفيد-19 في مناطق أخرى من العالم. وفي وقت سابق، كان لدى كوريا الجنوبية أعلى عدد من حالات الإصابة بكورونا خارج الصين، ولكن دولا أخرى تجاوزتها بعد ذلك.
بريطانيا.. استمرار الإغلاق
قال وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني مايكل جوف، أمس، إن الحكومة لا تفكر في تخفيف إجراءات العزل العام التي فُرضت قبل نحو أربعة أسابيع للمساعدة في السيطرة على انتشار فيروس كورونا.
وأضاف جوف لقناة سكاي نيوز، «الحقائق والإرشادات واضحة حاليا بأننا لا ينبغي أن نفكر في رفع هذه القيود بعد». وسجلت بريطانيا إلى غاية أمس، أكثر من 15 ألف وفاة. وقالت وزارة الصحة في بيان إن عدد المصابين ارتفع إلى أكثر من 114 ألف.