رغم الإجراءات الاحترازية التي تطبقها معظم دول العالم، يواصل فيروس كورونا المستجد انتشاره وحصد الأرواح، مع أكثر من مليوني مصاب ونحو 155 ألف وفاة و568 ألف من المتعافين.
وقد تأكدت رسمياً، أمس السبت، إصابة أكثر من 2,250,000 شخص بفيروس كورونا المستجد، نصفهم في أوروبا، مع 154188 وفاة، وسجّلت بشكل خاص في أوروبا القارة الأكثر تأثرا بالوباء، إذ سجّلت فيها 1,115,555 إصابة و97985 وفاة، وأيضاً في الولايات المتحدة (706779 إصابة بينها 37079 وفاة) حيث يتفشى الوباء بشكل سريع.
ولا يعكس هذا التعداد الأرقام الفعلية للمصابين بالفيروس في العالم نظراً إلى امتناع عدد كبير من الدول عن إجراء فحوص طبية لمن لا يعانون من أعراض خطرة، بحسب الوكالة نفسها.
إسبانيا تحصي 20 ألف وفاة
أعلنت وزارة الصحة الإسبانية، أمس السبت، أن حصيلة الوفيات من جراء «كورونا المستجد» تجاوزت 20 ألف شخص في إسبانيا، ثالث الدول الأكثر تضررا في العالم بعد الولايات المتحدة وإيطاليا.
ومنذ بداية الوباء، توفي 20043 شخص بسبب فيروس «كوفيد-19». وفي غضون 24 ساعة، ازداد عدد الوفيات 565، ما يمثل انخفاضا طفيفا عن 585 وفاة سجلت، الجمعة.
إيطاليا تنتصر في الجنوب
أعلن مسؤولو الصحة في إيطاليا، عن تحقيق انتصار في مواجهة فيروس كورونا بالمناطق الفقيرة في جنوب البلاد، الذي كان أقل استعدادا وتجهيزا لمكافحة الوباء، مقارنة بمناطق الشمال الغنية.
وحذر رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، قبل 6 أسابيع من أن قدرة إيطاليا على مواجهة انتشار كوفيد-19 تعتمد بشكل كبير على حصر الوباء في بؤرة تفشيه في ميلانو بشمال البلاد.
وأدى الوباء إلى وفاة 22745 شخص حتى نهار أمس في هذا البلد الأوروبي، الذي يبلغ عدد سكانه 60 مليون نسمة، وكان من أكثر الدول تضررا في العالم جراء الفيروس.
لكن إيطاليا لا تزال تعتبر نفسها محظوظة نسبيا، لأن الوباء تفشى في المناطق حول العاصمة المالية ميلانو التي تضم أفضل الكوادر الطبية.
بلجيكا... نقطة ساخنة
وفقا للأرقام الرسمية، سجلت بلجيكا في الأسبوع الماضي أعلى معدل للوفيات جراء تفشي وباء «كوفيد-19» في أوروبا، الأمر الذي يثير تساؤلات حول إمكانية تحول البلاد لـ»بؤرة» ساخنة للوباء في القارة العجوز.
أما المنطقة الأكثر تضررا من تفشي فيروس كورونا الجديد في بلجيكا فهي فلاندرز، الأمر الذي دفع كثيرين إلى طرح تساؤلات عديدة تتعلق بسوء الوضع بتلك المقاطعة، وارتباط ذلك بارتفاع نسبة كبار السن فيها، وهل أن بعض المدن في المنطقة ذات كثافة سكانية عالية، وحقيقة أن الكثير من أبناء المنطقة ذهبوا للتزلج في إيطاليا مع بداية تفشي الوباء والتقطوا الفيروس؟
ويشيرالبعض إلى نظرية حول سبب ارتفاع معدل الوفيات في بلجيكا مقارنة بالدول الأخرى، وهي أن بلجيكا تتمتع بـ «شفافية أكبر» من باقي الدول.
الاقتصاد الإيراني يستعيد نبضه
استأنفت العاصمة الإيرانية طهران بعض أنشطة العمل الاقتصادي، على الرغم من تحذيرات وزارة الصحة الإيرانية من انتشار موجة جديدة من العدوى بفيروس كورونا في المدينة خلال الأيام المقبلة.
وبقرار من اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا التي يديرها الرئيس الايراني حسن روحاني، استؤنفت في العاصمة طهران الأعمال الاقتصادية الأقل خطورة، مع اتباع بروتوكولات صحية للحد من انتشار الفيروس، في إطار ما يعرف بخطة التباعد الاجتماعي الذكي.
وبدأ العمل في الدوائر الرسمية، صباح أمس السبت، مع تقليص ساعات الدوام حتى الثانية ظهرا، وتعليق عمل ثلث الموظفين، فيما لم يشمل القرار الأعمال الاقتصادية التي تؤدي إلى تجمع المواطنين، كصالونات التجميل، ومقاهي الإنترنت، والمطاعم، ودور السينما، وقاعات الحفلات وغيرها، إضافة إلى الإبقاء على إغلاق المدارس والجامعات.
ويقول الرئيس الايراني حسن روحاني، إن بلاده تحارب فيروس كورونا وفيروس العقوبات في الوقت ذاته، وذلك في ظل ما تعانيه الحكومة من نقص الموارد المالية، الناجم عن العقوبات الأمريكية وانخفاض أسعار النفط والطلب عليه.
ترامب: الانتخابات رغم الكارثة
تخطت الولايات المتحدة عتبة 700 ألف إصابة مسجلة بفيروس كورونا المستجد، بحسب تعداد لجامعة جونز هوبكنز.
والولايات المتحدة التي أصبحت منذ نهاية مارس البلد الأكثر تأثرا بالفيروس في العالم باتت تسجل الأن 700,282 إصابة بكوفيد-19 و36,773 وفاة وفق الجامعة.
وبالرغم منة هذه الحالة الوبائية الكارثية، إلاّ أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبّر عن الأمل بأن يستأنف سريعا حملته للانتخابات الرئاسية في نوفمبر والتي توقفت جراء انتشار فيروس كورونا المستجد.
وقال الرئيس الساعي إلى الفوز بولاية رئاسية ثانية، خلال مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض «آمل بأننا سنتمكن من عقد تجمعات (انتخابية)، هذا جيد جدا للبلاد» و»هذا مهم جدا للسياسة. هذه طريقة رائعة لنشر رسالتنا».
هل الفيروس مصنع معمليا؟
رفض أنتوني فاوتشي، كبير الخبراء في الأمراض المعدية بالولايات المتحدة، النظرية التي تدّعي أن مرض فيروس كورونا الجديد «كوفيد-19» تم تصنيعه معمليا.
وقال فاوتشي، في بيان، بالبيت الأبيض «فحصت مجموعة من علماء الفيروسات التطوريين المؤهلين تأهيلا عاليا، التسلسل في الخفافيش، مع تطورها. إن التحولات التي مرت بها لتصل إلى النقطة التي عليها الآن، متسقة تماما مع الانتقال من حيوان إلى إنسان».
جاءت تصريحات فاوتشي مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية والعضو الأساسي في فريق عمل البيت الأبيض لمحاربة المرض، في الوقت الذي يقول فيه بعض السياسيين الأمريكيين ووسائل الإعلام إن الفيروس مصنه معمليا، على الرغم من نقص الأدلة القاطعة.