أجمع المتدخلون والمشاركون في اليوم الدراسي حول: “الرسالة الروحية والاجتماعية للمسجد”: الذي نظمته وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أول أمس، بدار الإمام المحمدية بالعاصمة، على تفعيل دور المسجد في ترقية الروح الوطنية، وذلك وفاء للشهداء وخدمة للدين والوطن ومحافظة على الثوابت الوطنية.
وأكدوا على أن المواطنة ثقافة وممارسة، وأن الوطن لا يمكن أن يعمر إلا بالمواطن، وأن ضمان الحقوق لن يتسنى إلا بأداء الواجبات داعين إلى ضرورة تعميق قيم المواطنة في نفوس المواطنين والحث على أهمية أداء الواجب في موعد الاستحقاقات 17 أفريل 2014.
أبرز وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، الهدف من هذا اليوم الدراسي قائلا: أنه نظم من أجل توعية الشعب وتحسيسه بأهمية الواجب الوطني وضرورة احترامه والالتزام بتجسيده، والوفاء لمبادئ الشهداء التي دفعوا فيها أرواحهم الغالية فداء للوطن والدين، مشيرا إلى الدور المنوط بالمسجد في ترسيخ المعنى الحقيقي للمواطَنة، وأنها لا تُعد جبلّة وإنما يكتسبها الإنسان عن طريق التربية والتعليم والتكوين والعمل التحسيسي، وهي كلها وظائف المسجد، هذا الأخير يعد من بين أهم المنابر المؤثرة في الحياة الاجتماعية وفي غرس ثقافة المواطَنة.
أكد الوزير دور المسجد في غرس قيم حب الوطن في نفوس المواطنين وتربية الأجيال على خدمة الصالح العام، مشددا على دور الأئمة في تثمين العلاقة بين المسجد والمجتمع وجعله منبرا لإعلاء قيم التضامن والتعاون وثقافة المواطنة.
وحث الوزير أئمة المساجد على تثمين العلاقة بين المسجد والمجتمع وجعله منبرا لإعلاء قيم التضامن والتعاون وثقافة المواطنة، مشيرا إلى أن مهمة المسجد تكتمل عندما يوفّق في أداء رسالته الروحية والاجتماعية ويثبت ثقافة الولاء للوطن ونصرة خياراته من خلال المشاركة الجماعية البناءة والفعلية في كل ما يهم مستقبل الوطن.
كما دعا الوزير، إلى تشجيع المواطنين على عدم تضييع حقهم في الممارسة الانتخابية والتركيز على نبذ المقاطعة باعتبارها تخلي عن الحرية. وأشار إلى أن واجب الوطن يفرض على المواطن أن يكون رقما إيجابيا في موقفه الصريح دون تردد.. وأوضح أنه يتعين على إمام المسجد بالإضافة إلى الرسالة التي يحملها للتعليم والإرشاد أن يتطرق إلى القضايا ذات الصلة بترقية المواطنة، مضيفا بأن التطرق لهذا الموضوع الهام “ يأتي في وقته”.
وقال أن دعوة إمام المسجد للمواطنين لأداء واجب الانتخاب تندرج في إطار مهمة الدعوة لتوجيه وإرشاد المصلين بما ينبغي عليهم دون توجيههم. مضيفا إن أداء الواجب الإنتخابي سلوك نابع من صميم المسؤولية والمواطنة باعتبارهما من المبادئ التي يحث عليها الدين الحنيف قصد تكوين مواطن إيجابي يدلي بكلمته ،ومن جهة أخرى أكد على ضرورة ترقية دور المسجد كمؤسسة للتوعية والإرشاد والتذكير بأهمية الحياة الجماعية والالتفاف حول كل ما يهم الوطن.
وصرح غلام الله “أن الرسالة الروحية للمسجد تعني الالتزام بالواجب والتفاعل المثمر بين المواطن والوطن من أجل حمايته واستثمار ثرواته والمساهمة في رقيه، وأن ’’المواطنة الإيجابية ثقافة وسلوك حضاري بَناء مرهون بأداء الواجبات تجاه الوطن والمجتمع’’.
وقد تميزت أشغال هذا اليوم الدراسي، بإلقاء العديد من المداخلات حول رسالة المسجد الدينية والحضارية والوطنية والاجتماعية، حاول فيها الأساتذة المحاضرون تحليل وتبيان أبعاد ومضامين رسالة المسجد ودور الإمام في تنوير الرأي العام وتشكيله ونشر الروح الوطنية والمواطنة عند الشباب حفاظا على النسيج الاجتماعي والوحدة والوطنية وأهم وسائل تفعيل المواطنة بين الأفراد ودور المسجد في الحفاظ على الحقوق الاجتماعية من خلال حث الأفراد على التمسك بمكارم الأخلاق وتكريس قيم الخير، مؤكدين أن أساس المواطنة مستمد من القرآن الذي يحث على ضرورة التكيف والتدرب على تحمل الآخرين. ومبرزين حقوق المواطنة في الإسلام ودور المسجد في تجسيد معالم الشخصية الجزائرية الجامعة بين الدين وحب الوطن مع الحرص على معاني الوحدة والوئام والمصالحة ونبذ الخلاف والفرقة.