تواصل دول أوروبية عدة تخفيف إجراءات الإغلاق والعزل بعد تباطؤ تفشي فيروس كورونا على أراضيها، فعاد الطلاب والعمال والباعة إلى أنشطتهم بشكل حذر، وسط مخاوف من انكماش وركود اقتصادي.
وكانت المفوضية الأوروبية قد حثت دول الاتحاد الأوروبي، على التنسيق مع بدء رفع إجراءات العزل العام، وحذرت من أن عدم القيام بذلك قد يسفر عن موجات ارتفاع جديدة في حالات الإصابة.
وتواجه الحكومات ضغوطا متزايدة لتخفيف إجراءات العزل العام، بعد أن اتضح الأثر الكارثي للجائحة على الاقتصاد العالمي. وتفيد تقديرات المفوضية، بأن الناتج في دول منطقة اليورو قد ينكمش بمعدل 10% هذا العام.
وتوقع صندوق النقد الدولي، الثلاثاء، أن يتراجع الناتج العالمي بنسبة 3%، وأن يشهد الاقتصاد العالمي أسوأ ركود منذ الكساد الكبير الذي سجل في ثلاثينيات القرن الماضي. وفي السياق، أعلنت رئيسة وزراء فنلندا سانا مارين، امس، أن السلطات سترفع حواجز الطرق الموضوعة حول العاصمة هلسنكي منذ نحو ثلاثة أسابيع. بدورها أعادت دور الحضانة والمدارس الابتدائية، أمس، فتح أبوابها جزئيا بعد شهر على الإغلاق، وذلك في نصف المقاطعات الدانماركية وفي 35% من المدارس في كوبنهاغن، لتكون أول دولة أوروبية تقوم بهذه الخطوة.
واشترطت الحكومة الإلتزام بالتباعد الاجتماعي وغسل اليدين، وترك مسافة مترين بين طاولات الصفوف الدراسية وتنظيم الخروج للملاعب عبر مجموعات صغيرة.
تخفيف القيود في إيطاليا
كما سمحت الحكومة لمحلات بيع ألبسة الأطفال والمكتبات والمصابغ ومتاجر القرطاسية بفتح أبوابها، إلا أن العديد من المتاجر ارتأت الاستمرار بالإقفال. كما رفض مسؤولو المناطق الشمالية المتضررة ذلك بشدة. وفي الجنوب الإيطالي - الذي شهد عددا أقل من الوفيات والإصابات - رحبت بعض المتاجر بتخفيف القيود، واستعادت بعض الحركة والنشاط.. بدورها وافقت السلطات الإسبانية، الأثنين، على عودة عمال البناء والمصانع إلى أعمالهم، بشرط وضع الكمامات التي تم توزيعها على نطاق واسع، لكن المتاجر والحانات والأماكن العامة ستظل مغلقة حتى 26 أفريل الجاري على الأقل.
فتح المدارس الفرنسية بعد 11 ماي
أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون، تمديد إجراءات العزل والحجر المنزلي لمواجهة فيروس كورونا حتى 11 من الشهر المقبل، وهو الموعد الذي قال إنه سيتم فيه إعادة فتح المدارس ودور الحضانة بشكل تدريجي.
وقال ماكرون إن الوباء بدأ يتباطأ، معلنا أن الحانات والمطاعم ودور السينما ستبقى مغلقة حتى إشعار آخر، وكذلك الحدود مع الدول غير الأوروبية.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب - الذي ينوب عن بوريس جونسون مؤقتا في رأس الحكومة - أنه لا ينبغي رفع «الإجراءات المعمول بها حاليا» على الفور، حيث إن البلاد «لم تتجاوز بعد ذروة» الوباء.
إنهاء الإغلاق تدريجيا في ألمانيا
هذا وأعلنت ألمانيا، أمس، عن تخفيف القيود المتفاوتة بين منطقة وأخرى. وأوصى بيان للأكاديمية الوطنية للعلوم حكومة المستشارة أنجيلا ميركل بإنهاء إغلاق المؤسسات التعليمية في أسرع وقت، وبإعادة السماح للسفر الخاص وسفر الأعمال والفعاليات الرياضية والفنية إذا استقرت أرقام الإصابات الجديدة عند مستوى منخفض، مع الحفاظ على تدابير النظافة الصحية.