تتابع جمعية صحفيي الجزائر العاصمة باستغراب شديد، الكم الهائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي تبث وتنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت تعرف بلادنا والعالم ظرفا أقل ما يقال عنه أنه "كارثة عالمية صحية".
لقد اتخذ من يقف وراء هذه الاشاعات المغرضة، فضاءات التواصل الاجتماعي، لبث الريبة في نفوس المواطنين لإثارة الرعب، وما الاخبار الزائفة بشأن بعض المواد الأساسية والوضعية الصحية ببعض المؤسسات العقابية، لا يمكن بأي حال من الأحوال ان تكون ذات أهداف بريئة.
واذ تتكفل الأجهزة الأمنية، في إطار ما يخول لها القانون بتعقب من يقف وراء ترويج إشاعات تستهدف احداث الفوضى والارتباك في وقت يحتاج الوطن تكاتفا وتضامنا وتركيزا لمجابهة الوباء القاتل، فقد حان الوقت لوضع حد لهذه الظاهرة تحت غطاء قانوني، من شأنه وقف ما له علاقة بظاهرة ما يسمى بل «فايك نيوز» وبشكل نهائي.
وتدعو جمعية صحفي الجزائر العاصمة، إلى "الكف والتوقف عن بث الإشاعات التي لا تزيد إلا من نشر الرعب والهستيريا في نفوس المواطنين"، إلى أن الظرف يتطلب تعاملاً حذراً مع المعلومات والأخبار وعدم التلاعب بها لأن الوقت ليس للتلاعب بالناس والأزمة ليست مجال مداعبة، وتعتقد أنه يتعين على السلطات في الجزائر، مثل دول أخرى، ملاحقة من يبث أخباراً كاذبة.
ان الصحفي الجزائري، ورغم النقائص والظروف التي تعقد وتعرقل في بعض الأحيان أدائه المهني لا يمكن أن يتقبل التعامل مع مصادر مجهولة تتطفل على مهنته وتحاول جاهدة خدش نبلها ومصداقيتها.
وفي ظل الظرف الحساس وما يتطلبه من توحيد الجهد الوطني، كل على مستواه وحسب اختصاصه، فإن جمعية صحفيي الجزائر العاصمة، تهيب بكافة الصحفيين المهنيين والمحترفين، العمل على ضمان حق المواطن في الاعلام النزيه ومن مصادر معلومة"، وعدم الانسياق او الخوض فيما تبثه صفحات مواقع التواصل التي تحترف الكذب وتضر بمنظومة الصحافة الجزائرية مثلما يفعل تماما فيروس كورونا في جسم الانسان.
وتدعو كل المنتسبين لقطاع الصحافة، في بلادنا التجند من أجل إطفاء نار الأخبار الكاذبة، بالمعلومة الصحيحة والدقيقة من مصادر مؤكدة ومكشوفة، إيمانا منا بأن رأسمال الصحافة الحقيقية هو المصداقية.
وعلى الصحفيين اخضاع ما يتم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي لعدد من المعايير اهمها وابسطها، تتبع مصدر هذه المعلومات المتداولة والعودة اليها، او الاستعانة بالشخصيات الموثوقة بها في ذات المناطق التي وقعت فيها الاحداث المتداولة، والتحقق من كاتب الخبر او ناشر المعلومات، وتاريخ النشر ومدى مطابقته للواقعة المذكورة، ومطابقة الروايات المتعددة حول ذات الواقعة.
أنه و” لعل من أخطر ما تحمله شبكات التواصل الاجتماعي من سلبيات هي أنها أصبحت مجالا خصبا للأخبار المغلوط التي يتعين على الصحافيين والإعلاميين لاسيما في هذا الظرف الذي تمر به البلاد التحلي بأقصى درجات الوعي والفطنة لعدم الوقوع بين مخالبها نظرا لأضرارها الجسيمة المهددة للوحدة وللاستقرار”.
وتم تسجيل استغلال “أعداء لهذه الشبكات في محاولات يائسة وبائسة لزرع الفتن وللمساس بمؤسسات الجمهورية.
وتؤكد أن الجزائر "التي تدافع عن قيم الحرية والانفتاح وحرية الإعلام شأنها في ذلك شأن الدول التي لها تقاليد ديمقراطية عريقة، لا يمكن أن تسمح بانتشار ظاهرة الأخبار الكاذبة بالنظر إلى الانحرافات الخطيرة التي تنجر عنها ومنها على الخصوص تعطيل الحريات والمكاسب الديمقراطية".
وتدعوا في الأخير إلى ضرورة التحلي باليقظة من خلال تبين ما ينشر و البحث عن مصادر المعلومات و الابتعاد عن تصديق كل ما يرى أو يسمع أو يقرأ، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي التي ليست بريئة من النوايا السيئة، بل لا بد أن نبحث عن الأخبار من مصدرها و أن لا نتسرع في الحكم على كل ما يكتب و"نرتبك و نخرج إلى الشارع و نهدم لأن من زعزع الجزائر و خانها هم أصحاب هذه الاشاعات".