أكدت المختصة في التنمية البشرية والعلاقات الأسرية رشيدة قادري، أن تقوية الجانب الروحي والنفسي للأسرة الجزائرية من أجل تعميم الشعور بالرضا والقبول بما تعيشه الجزائر من ظروف استثنائية ولتجاوز إجراءات الحجر الصحي المنزلي، معتبرة كورونا فرصة للأسرة الجزائرية لاستعادة روابطها التي عرفت فتورا في السنوات الأخيرة. فالجانب الروحي والنفسي يقويان مناعة الجسم، ما ينعكس إيجابا على مقاومة الجسم للمرض.
أوضحت المختصة رشيدة قادري لـ «الشعب»، أن الأزمة الصحية الاستثنائية تتطلب وعيا كبيرا من الأسرة الجزائرية لإنجاح كل القرارات المتخذة، خاصة ما تعلق بالحجر الصحي المنزلي والذي خلق كثيرا من الضغط لدى الأسر التي وجدت نفسها مجبرة على البقاء في المنزل.
فالحجر في أسابيعه الأولى كان بسيطا، لكن طول مدته أدخل الأسرة في حالة من الضغط بسبب بقاء كل أفرادها في البيت، الأمر الذي خلق عالما جديدا بالنسبة للأبناء، لذلك كان على الأولياء لعب دور محوري فيه لجعل يوميات العائلة في الحجر الصحي تمر بسلام، من خلال خلق أنشطة مختلفة تساعد الأطفال على ملء أوقات فراغهم، بممارسة الرياضة في البيت ووضع برنامج يومي مع الأبناء يتنوع بين ترفيه وجد.
وأضافت، أن الحجر الصحي المنزلي الذي أقرته السلطات في إطار مجابهة فيروس كورونا فرصة للبعض لتعزيز العلاقة بين الزوجين وبين الأولياء والأبناء، مضيفة أهمية الاستفادة من هذه الأزمة بحسن تسييرها من الأولياء، خاصة بمعرفة متطلبات الأبناء والحالة التي يعيشونها. كما هي فرصة للزوجة أن تعي عن قرب أن ما يمر به زوجها أمر صعب، خاصة وأن بعض الدراسات أثبتت ان العمل بالنسبة له هو الرقم واحد في أولوياته، ما يؤثر نفسيا عليه، لأنه وجد نفسه مجبرا على البقاء في البيت تحت إجراءات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي، ما يجعل الزوجة الأساس في المرور بسلام من هذه الأزمة.
كما أكدت على ضرورة تخصيص دروس إيمانية في مختلف وسائل الإعلام، خاصة برفع الجانب الإيماني في مرحلة كورونا حول تقبل الجزائري هذا الابتلاء، ليتأكد أن الصابرين لهم أجرهم عند الله بغير حساب، وان الرسول | مرّ بمثل هذه الظروف، حينما حوصر وعزل في شعاب مكة ثلاث سنوات، لكن صبره كان مفتاح الفرج.
وقالت المتحدثة، إننا اليوم بحاجة الى «فيتامينات إيمانية»، فالجانب الروحي والنفسي مهم جدا أكثر من الجانب الجسدي. ربما في الأول تهافت المواطنون على شراء وتخزين المواد الاستهلاكية، لكنهم مع مرور الوقت تأكدوا توافرها في المحلات، ما قلل خوفهم في ظل الوفرة. كما أثنت المختصة في التنمية البشرية على الهبّة التضامنية التي جسدتها على أرض الواقع في أطراف مختلفة، فمن الدولة الى المجتمع المدني، وصولا الى المواطنين، أثبتت أن المجتمع الجزائري متماسك في المحن. ولاحظت في سياق حديثها، أن القلق الحزن والغضب يبقى من أعتى أعداء الإنسان، لذلك لابد من تقوية الجانب الروحي والنفسي للفرد، فتلك المشاعر السلبية إذ تضعف جهاز المناعة وبالتالي يكون عرضة للمرض أكثر من غيره.