طباعة هذه الصفحة

التهويل الاعلامي ...مرض مستجد

بقلم د.محمد مرواني / استاذ جامعي في علوم الاعلام والاتصال

للصحفي وهو يحرر خبرا سلطة تقدير مهنية تزن حساسية الظرف وخطورته وهذا مذهب مهني اصيل في الممارسة الاعلامية خاصة في الازمات التي تواجه الشعوب والدول وهي تقتضي معالجة مهنية في مختلف القطاعات منها معالجة اعلامية رصينة متوازنة تضمن حق الجمهور في معرفة " ما يجري وما سيقع .." بكل موضوعية في الطرح والأداء وانطلاقا من هذا المعطى على عناوين اعلامنا على الاقل قطاع منها يرفع منسوب القلق دون تعميم في السياق تقديم الامل والحياة على رسائل اليأس والتشاؤم فقد "ارتفعت حالات الشفاء ب"فيروس الكورونا " الى 591 حالة مع هذا الزموا بيوتكم ..." منذ تسجيل الحالات الاولى لفيروس "الكورونا " امتلئت منصات التواصل الاجتماعي برسائل التخويف والتهويل والمئات من المنشورات التي خاطبت المتصفحين لهذه المواقع لم نعرف هوية اصحابها ولا المصادر المستند اليها في التوصيف فسبب هذا النشر المكثف لرسائل التهويل تبنته للأسف في مضامين مواقع اخبارية والكترونية حالة قلق عام ازاء ما ينشر من رسائل التخويف ولم يكن القلق من الوباء مرتفع المنسوب حتى بادرت السلطات العليا بكم من الاجراءات الصارمة التي عبرت عن خطورة الوضع كالاتجاه الى غلق الاسواق والمحلات وتقليص الانشطة والخدمات وهنا اليقظة مطلوبة لان الدولة تعالج وضعا عاما . ان رسائل التخويف التي مازالت مستمرة لغاية هذه اللحظات وتشترك في نشرها منصات اعلامية عبر الفضاء الازرق لا نرى فيها مضمونا اعلاميا قابلا للقياس ما عدى نشر ما يثير ويستقطب قطاعا واسعا من الناس لا يعتبر هذا السلوك المرض المستجد الذي انتشر بسرعة في ساحة الاعلام ويجب ان يتم التصدي له بمهنية عالية في الاداء وبمعالجة اعلامية مكثفة تنشر الحقائق وتؤكد وجود الافاق دون تحيز لجهة على حساب ما يطلبة الظرف الصعب من خطاب اعلامي موضوعي تعبوي . الصحفيون في مختلف وسائل الاعلام تقع على عاتقهم مسؤولية تاريخية في هذه الظروف الصعبة التي يحاصرها خطاب التهويل والتخويف وتشتيت الرأي نحو الاتجاه اذ يجب ان ينخرط الصحفيون في مواجهة هذا النوع من الخطاب الغير مدروس والذي يبقى ضرره على ادارة الازمة الصحية عميقا وقد يصل الى التشكيك في قدارات التاطير وهذا ما يجب تجاوزه في ازمة تتطلب تضامنا وطنيا مجتمعيا ومؤسساتيا تعززه وسائل الاعلام .