إجراءات العزل تكلّف الإقتصاد العالمي ثمنا باهظا
مع اقتراب عدد الوفيات بفيروس «كورونا» المستجد من 100 ألف حالة وفاة، يبحث العالم عن حلول اقتصادية ودبلوماسية في مواجهة الوباء الذي يهدد بركود عالمي، بينما يخضع جزء كبير من سكان العالم للعزل؛ فيما تهدد أزمة غذاء كبرى القارة الأفريقية.
وبحسب الأرقام الصادرة، أمس، فقد توفي أكثر من 94 ألف شخص من هذا الوباء الذي قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا، إنه «سيكون له أسوأ العواقب الاقتصادية منذ الكساد الكبير» في 1929.
ومع أكثر من 18 ألف وفاة، تسجل إيطاليا أكبر عدد وفيات في العالم بالفيروس. تحتل الولايات المتحدة المرتبة الثانية بعدد الوفيات بـ16478 حالة، تليها إسبانيا بأكثر من 15 ألف وفاة، وفرنسا بأكثر من 12 ألفا.
ورغم أن الضغط على المستشفيات ينخفض أيضا في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، فإن السلطات الصحية في كل أنحاء العالم مازالت تدعو إلى عدم التراخي في الإجراءات.
العاملون في مجال الصحة يدفعون ثمنا باهظا
وسجلت في بريطانيا 881 وفاة إضافية خلال 24 ساعة. ورغم المشهد السوداوي، شهدت البلاد نفحة أمل مع خروج رئيس الوزراء بوريس جونسون من العناية المركزة.
أما إيران، فقد تخطت عتبة الأربعة آلاف وفاة؛ لكن، بحسب السلطات، فإن الأرقام الأخيرة «تظهر بوضوح انخفاضا في الإصابات الجديدة».
ويواصل العاملون في مجال الصحة، دفع الثمن الأعلى في كل أنحاء العالم. ففي إيطاليا، توفي نحو 100 طبيب و30 ممرضا ومساعد ممرض. وفي بريطانيا، أودى الفيروس بحياة طبيب حذر من نقص معدات حماية الطواقم الطبية.
أمل طفيف
إن بعض الأرقام المشجعة في أوروبا والولايات المتحدة تعطي أملا طفيفا في تباطؤ ارتفاع عدد الوفيات؛ إذ للمرة الأولى، سجل في فرنسا تراجع طفيف في عدد المرضى في غرف الإنعاش، بينما استقر الوضع في العديد من بؤر الوباء في الولايات المتحدة.
وفي ظل غياب لقاح، تبدو العودة إلى الحياة الطبيعية أمراً بعيداً، وقد تتم بشكل تدريجي مع سعي السلطات تفادي موجة جديدة من انتشار العدوى بأي ثمن.
وتكلف إجراءات العزل التي تطال حالياً نصف البشرية، ثمناً باهظاً، فقد شلّت قطاعات اقتصادية بأكملها وسط تراجع للعمليات التجارية وارتفاع كبير في معدلات البطالة.
رفض صيني للاتهامات الأميركية
وجددت الإدارة الأميركية، الخميس، اتهاماتها بحق منظمة الصحة الدولية التابعة للأمم المتحدة، آخذةً عليها «تفضيلها سياسة الصحة العامة». واعتبرت واشنطن أيضاً أن «نقص شفافية الصين التي ظهر فيها الفيروس في ديسمبر، أسهم أيضاً في إضاعة وقت ثمين للعالم».
لكن الصين جددت بدورها رفضها الاتهامات الأميركية بشأن ملابسات انتشار فيروس كورونا، وسط تحذيرات أممية من اضطرابات اجتماعية بسبب تداعيات تفشي الفيروس.
فقد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية زهاو ليجيان، إن بلاده عملت على التواصل مع الولايات المتحدة في مناسبات عدة واقترحت جدولا زمنيا لذلك، ولم تتستر على أي معلومات بشأن الجائحة.
من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أن جائحة كورونا تشكل تهديدا كبيرا للسلم والأمن الدوليين، وأنها قد تؤدي إلى زيادة الاضطرابات الاجتماعية والعنف اللذين من شأنهما أن يقوضا القدرة على مكافحة المرض.
الخوف من أزمة غذاء في أفريقيا
ولا تملك الدول الأخرى في العالم الوسائل الأميركية والأوروبية لدعم اقتصاداتها؛ فللمرة الأولى منذ ربع قرن، ستدخل أفريقيا جنوب الصحراء في ركود عام، كما حذر البنك الدولي الذي أعرب أيضاً عن خشيته من «أزمة غذائية» في القارة.
ورغم الصعوبات الكبيرة التي تفرضها تدابير العزل على العديد من الناس، مددت جنوب أفريقيا، عملاق القارة الاقتصادي، لأسبوعين إجراءات الدعوة للبقاء في المنازل.
وفي نيجيريا، أكبر دول القارة من حيث عدد السكان، يؤدي العزل إلى اضطراب في دائرة الإنتاج الزراعية.
وفي الهند، يعاني الأكثر فقراً من أجل البقاء.
رقم الضحايا يرتفع في بلجيكا
أعلنت السلطات الإسبانية أنها أحصت، أمس الجمعة 605 وفيات بوباء «كورونا» في 24 ساعة، وهي أدنى حصيلة تسجل في البلاد منذ 24 مارس الماضي.
وتوفي ما مجموعه 15 ألفا و843 جراء المرض في إسبانيا، التي تعد بين الدول الأكثر تضررا من الوباء والخاضعة لاجراءات عزل مشددة جدا منذ 14 مارس.
لكن مع تراجع حصيلة الضحايا في إسبانيا، فقد ارتفع عدد حالات الوفاة بفيروس «كورونا» المستجد في بلجيكا بعد وفاة 496 حالة، ووصول الإجمالي، أمس، إلى أكثر من ثلاثة آلاف و19 حالة.
وأوضحت السلطات الصحية في البلاد، أنه تم الإبلاغ في الساعات 24 الأخيرة عن 496 وفاة، سجل 171 منها بين 18 و31 مارس في دور للمسنين في منطقة فلاندر.
الفيروس يقتحم بلدا عربيا جديدا
تم، أمس، تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا المستجد في اليمن.
وذكرت المصادر أن الإصابة سجلت في محافظة حضرموت، جنوبي البلاد.
وبعيد اكتشاف الحالة، أصدر محافظ حضرموت فرج البحسني، تعميما عاجلا باتخاذ إجراءات احترازية سريعة ومشددة في المحافظة المطلة على بحر العرب.
وشملت الإجراءات الاحترازية حظر التجوال في المديريات الشرقية (الشحر والديس الشرقية والريده وقصيعر)، على أن يبدأ من الثامنة من صباح الجمعة حتى السادسة من صباح السبت.