لا يتوقف نشاط الصحفي اثناء الازمات خاصة الاعقد والأخطر منها عند تغطية حركة الاحداث والشخوص ونقلها للناس فقط وان كان هذا من الاعباء والالتزامات المهنية بل ان المطلوب هو انخراط الصحفي في تاطير المعلومة وتحييد الاشاعة خاصة وان ما نعيشه اليوم من حالة قلق عام وشعور بالخوف من وباء فتاك خطير مرده ما ينشر من مصادر مجهولة لا تزن كيف يصاغ المحتوى وضمن اي سلطة تقدير يوضع في منابر التداول العام .
لقد عجت مواقع التواصل الاجتماعي على مدار الايام الاخيرة بالأخبار الغير مؤطرة والتي لا تعبر من جهة اخرى عن زاوية معالجة اعلامية يمكن ان تكون محتوى لرأي عام مترقب متوجس والأخطر ان اتجاه واسعا يصدق ما ينشر ويتفاعل معه دون التحري والبحث عن الاصح في منابر الإعلام المؤطرة والتي تمارس المهنة وفق الاعراف والتقاليد والقيم .
هنا تكمن مسؤولية الصحفي الذي يزن الدور ثم الوظيفة ويدرك ثقل المهمة والتكليف وما يحمله خارج كل هذا من مكانة تقويها مصداقية في الاداء فينخرط الصحفي في هذه الظروف الصعبة التي تشهدها البلاد في تحسيس الجمهور وتوعيته اعلاميا وبناء الراي والتوجه استنادا لما يجب ان يكون في الممارسة الاعلامية وحتى في نشر مضامين تخاطب ظرفا دقيقا تواجه فيه الدولة الوباء والإشاعة معا .
الصحفي المنخرط في مسار توعية وتحسيس الجمهور بمخاطر الاشاعة والأخبار المغلوطة هو المهني الفاعل في تصويب مسار ميع في منصات التواصل الاجتماعي وهو احد مفاتيح حل الازمة في احد الجوانب الاكثر حساسية وأهمية بل ان الصحفي القادر على فرض ايقاع خارج النص يؤسس لاستقطاب رأي يميل إلى ما يجب ان يكون في النشر الإعلامي في منابر الاستقطاب الالكترونية هو الصحفي القادر على التأثير وتغيير سلوكات في وسط اتصالي افتراضي يتسع .
ومع الانتشار السريع لما يسمى بالأخبار المغلوطة في عز انتشار وباء فيروس الكورونا يستدعي الوضع بمخاطره تعزيز ثقافة المسؤولية الاخلاقية والمهنية للفاعلين الاعلاميين لمحاصرة وباء اخر خطير وهي الاشاعة وثقافة تسطيح للرأي في اوقات الشدائد .