يرتقب الفلكيون، هذه الأيام، قدوم مذنب «أطلس» الذي يعتبرونه ألمع مذنب منذ 20 سنة مضت وربما في هذا القرن 21، حيث يتم رصد تنقلاته حاليا بالتلسكوب في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، على أن يصير مرئيا بالعين المجردة نهاية الشهر الجاري وبداية ماي المقبل، عندما يزيد لمعانه تدريجيا كلما اقترب أكثر من الشمس، بحسب موقع « فوتورا ساينس» المختص بالشؤون العلمية. هذا ما أوردته الجمعية الفلكية البوزجاني بالمدية، في بيان، أمضاه رئيسها جمال فهيس وهو أيضا عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك.
اكتشف هذا المذنب (C/2019 Y4) في 28 ديسمبر الماضي، بمرصد هاواي ضمن «نظام الإنذار الأخير لتأثير الكويكبات الأرضية» ويرمز له اختصارا (ATLAS) بأخذ الأحرف الأولى لهذا النظام.
يعتبر المذنب جرما سماويا تشكله نواة من الجليد والغبار تدور حول الشمس، قادمة من أعماق المجموعة الشمسية وفق مدار بيضوي مفلطح، وتبدأ في الانصهار والتسامي عند اقترابها من حرارة الشمس، مما يؤدي إلى تشكل ذيل طويل يتكون من جزيئات الغبار المتطاير من النواة ويمتد في الفضاء خلفها لمئات آلاف الكيلومترات بسبب الرياح الشمسية العنيفة.
تم رصد هذا المذنب، لأول مرة، بالتلسكوب وتقنية التصوير الفلكي في كوكبة الدب الأكبر، التي تعرف عند العرب ببنات نعش الكبرى، ويتجه حاليا تدريجيا نحو كوكبة الزرافة، ثم الثور والثريا مع حلول شهر جوان القادم.
لاحظ الفلكيون أن سطوعه تضاعف مئات المرات منذ رصده لأول مرة، مما يجعل مظهره مميزا جدا عند اقترابه من مدار الأرض والشمس، حيث تبلغ مسافته عن الأرض حاليا 155 مليون كم، أي ما يعادل وحدة فلكية تقريبا.
ومن خلال دراسة عناصر مدار المذنب، وجد العلماء أن هناك تشابها كبيرا جدا مع مدار مذنب آخر ظهر سنة 1884 وتمكن الناس حينها من مشاهدته في وضح النهار، وهو ما يتوقعه الفلكيون هذه المرة، إذا بلغ لمعان مذنب «أطلس» القدر (-8)..!!
جدير بالذكر، أن مدة دورة «أطلس» حول الشمس تقدر بـ5500 سنة، وظهورها لا يتعلق بالأوبئة، فضلا أن مداره لا يصطدم بالأرض، كما يروج له بعض المشعوذين والمنجمين منذ القديم وحاليا، حيث سيغتنمون هذا الظهور لربطه وتزامنه بجائحة كورونا التي تجتاح العالم حاليا.