تطبيقا الإجراءات الاحترازية التي سطرتها العديد من القطاعات لمجابهة انتشار فيروس كورونا من خلال حملات التعقيم والتنظيف، رافقت «الشعب» مديرية التضامن الاجتماعي في حملتها مباشرة مع انطلاق ساعات الحجر الجزئي ،حيث كانت المدينة ملتزمة وخالية من الحركة، والهدوء يخيم على كافة أحياءها، ما يعكس استجابة عالية لنداء وتعليمات الحجر الجزئي.
على الساعة السابعة مساءا انطلقت «الشعب» رفقة مديرية التضامن الاجتماعي في حملتها الواسعة الموجهة للأشخاص دون مأوى والمشردين وحتى المرضى عقليا الذين يتجولون على أرصفة الطرقات، في ظل تفشي فيروس كورونا (كوفيد19) ودخول الولاية في حجر جزئي بسبب تسجيل حالات مؤكدة ووفيات.
بقيت الفئة التي لا مأوى لها على قارعة الطريق معرضة للخطر سيما وأنها لا تملك مكانا لتطبق فيه الحجر وهي غير قادرة حتى على توفير احتياجاتها بدءا من الغذاء ووسائل الوقاية التي تعتمد أساسا على النظافة، لتعمل الجهات المعنية باشراف وزارة التضامن على مساعدة الفئات الهشة والمعوزة انطلاقا من حمايتها وتوفير فضاءات آمنة لها بعيدا عن قساوة الشارع.
تنسيق من أجل تكفل أمثل
وفي إطار عملية التضامن مع الفئات الهشة والماكثين بدور العجزة ومؤسسات حماية الطفولة والقصر إنطلقت حملة وزارة التضامن والأسرة المعلن عنها الخميس المنصرم بالتنسيق مع المصالح الأمنية، قطاع الصحة، ، والتي انطلقت فعليا من ولاية قسنطينة كعينة عن ولايات الشرق.
تحركت القافلة من حي الكدية وسط مدينة قسنطينة وهوالحي القريب من مقر مديرية التضامن الإجتماعي بحثا عن أشخاص دون مأوى، ليتم نقلهم بواسطة سيارات إسعاف بتوفير مواقع خاصة لفحصهم بدقة مع توفير شروط النظافة والتعقيم الأولي، رغم بعض العراقيل التي تعرضت لها القافلة من خلال رفض بعض الأشخاص المساعدة، ومع تدخل الأطباء وكذا إقناعهم بخطورة الوضع على صحتهم تجاوبو، سيما وأنهم يواجهون خطر الإصابة بدرجة عالية، ليشكلوا خطرا محدقا في نشر الوباء بوسط المدينة ما يدخلها حينها في مراحل متقدمة من الخطورة.
لذلك يستوجب نقلهم جميعا الى مراكز وفضاءات آمنة توفر لهم كافة الإمكانات للحجر الجزئي، حيث ضبطت أول حالة ثم الثانية فالثالثة لأشخاص يجمعهم الفقر والجوع لا يملكون مكانا للمبيت أونقودا لشراء ما يحتاجونه أومؤونة تمنع عنهم الجوع مع درجة حرارة متدنية، وهي الحملة التي ستتواصل في هذا الوقت لحماية للفئات الهشة والأشخاص من جهة والتقليص من خطر العدوى من جهة أخرى.
تعميم العملية وأريس نقطة الانطلاق
هي ذات العملية التي ستتواصل وتعمم على جميع الولايات، والتي تزامنت كذلك مع انطلاق القافلة الوطنية التضامنية،أمس، من الأوراس الأشم بباتنة تحديدا من منطقة «اريس» التي تبعد عن مقر الولاية بـ50 كلم، والتي تعتبر المنطقة الرمز لانطلاق أول رصاصة لثورة نوفمبر.
وتم تعزيز الحملة الموجهة للمشردين والأشخاص بقوافل المساعدات الموجهة للفئات المعوزة بالمناطق النائية والمعزولة التي تجد صعوبة في اقتناء مقتنياتها اليومية سيما منها الأساسية، لتساعد هذه المبادرات الفئات الهشة والفقيرة للعيش في ظل خطر « كوفيد 19».
الفئات الهشة والقرى المعزولة أولويات
وستنطلق قريبا حملة وطنية تعمل بالتنسيق مع قطاعات وزارية تدخل في إطار التضامن الحكومي، وكانت وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة منذ بداية انتشار فيروس كورونا في الجزائر قد اتخذت جملة من الإجراءات الاستعجالية، مست دور المسنين ومؤسسات الطفولة المسعفة وكذا المراكز التابع للقطاع، والتي ترمي أساسا للوقاية من هذا الفيروس ومرافقة ودعم الفئات المتكفل بها في هذا الظرف الاستثنائي، تماشيا مع المستجدات التي نجمت عن تطبيق الحجر الكلي اوالجزئي ببعض الولايات.
كما تم تكليف مدراء المراكز بتطبيق إجراءات وقائية صارمة بدءا من منع الزيارات الخارجية وإجراء فحوصات طبية دورية للمقيمين، وصولا إلى تعقيم وتطهير مستمر على مدار الأسبوع، بالتنسيق مع وزارة البيئة التي ستتكفل بعلمية التعقيم والتطهير بالمراكز التابعة للقطاع عبر التراب الوطني.
كما تم الحرص على مرافقة المسنين والمتقاعدين في عملية تلقي رواتبهم ومنحهم بمراكز البريد، حيث سخرت مصالح الخلايا الجوارية التابعة لوكالة التنمية الاجتماعية تحت وصاية الوزارة، والتي تضم أطباء ونفسانيين ومختصين اجتماعيين لمرافقتهم وتأطيرهم لتلقي منحهم في ظروف تنظيمية آمنة.
وفيما يتعلق بالإجراءات التسهيلية بالنسبة للمستفيدين من المنحة الجزافية، تقرر تمديد فترة المخالصة بالنسبة لشهر فيفري إلى شهرين إضافيين، حيث ستسمح للمستفيدين من المنحة الجزافية للتضامن والمقدر عددهم ما يقارب المليون من تلقي منحة شهر فيفري ومارس خلال الشهرين القادمين.