أكد نجم السباحة الجزائرية، سابقا، ومدير ألعاب البحر الأبيض المتوسط المقررة بمدينة وهران سليم إيلاس، في حوار خاص لجريدة «الشعب»، أن تأجيل الموعد لسنة 2022 ضرورة حتمية، بالنظر للوضع الصحي الخطير الذي يعيشه العالم كله بسبب تفشي فيروس كورونا الذي تسبب في توقف كل النشاطات الرياضية، بما فيها الألعاب الأولمبية بطوكيو، كما طالب محدثنا كل الجزائريين بضرورة البقاء في المنازل لحماية أنفسهم والآخرين.
«الشعب»: كيف جاء قرار تأجيل موعد إجراء ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي ستكون بمدينة وهران؟
«سليم إيلاس»: العالم كله يمر بفترة صعبة جدا بسبب الوضع الصحي الخطير الذي نتج عن تفشي فيروس كورونا الذي مس كل العالم، وحتى الدول العظمى لم تتمكن من السيطرة عليه، ما جعل كل الهيئات الرياضية تتوقف عن ممارسة كل النشاطات والتجمعات بكل أنواعها لحماية الرياضيين، لأن صحتهم أولى من ممارسة الرياضة. هذا أمر منطقي في مثل هذه الظروف الصعبة وأكبر دليل تغيير تاريخ إجراء الأولمبياد سنة 2021 ما جعلنا نؤجل موعد الالعاب المتوسطية بوهران لسنة 2022.
- ما هي أهم النقاط التي تطرقتم لها مع المسؤولين قبل اتخاذ هذا القرار؟
بالطبع كانت مشاورات مع وزارة الشباب والرياضة ورئيس اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط. وجاء قرار تأجيل موعد وهران بسنة، أي أنه سيكون في صيف 2022 حتى نضمن إنجاح هذا الحدث الرياضي المتوسطي من كل الجوانب، سواء التنظيمية أو الفنية، بما أنه سيكون لدينا وقت أكبر من أجل الانتهاء من كل الأشغال المتعلقة بالمرافق وفي نفس الوقت الدعاية والإشهار سيكون أفضل. كما أنها ستكون فرصة للرياضيين من أجل التحضير الأمثل لتحقيق نتائج مشرفة بحول الله ما يعني أن القرار صائب وفي محله وإيجابي.
- كيف تجري التحضيرات الخاصة بهذا الموعد الرياضي الكبير الذي ستحتضنه مدينة وهران؟
التحضيرات متواصلة بشكل مكثف حيث سجلنا تقدم كبير في إنجاز المنشآت المعنية باحتضان الألعاب بالمقارنة مع الوضع الذي كانت عليه قبل شهر أوت الماضي، ما جعل الملاحظين من اللجنة الدولية للألعاب تبدي استحسانها ورضاها حول هذا الجانب وسنستمر بنفس الوتيرة حتى نكون في الموعد بحول الله سنة 2022 لكي تكون الطبعة ناجحة وتلقى صدى عالميا وترقى لكل التطلعات بما أن الحدث عالمي ومثلما هو معروف الجزائر لها خبرة كبيرة في مثل هذه المواعيد ودائما تكون التظاهرات التي تحتضنها ناجحة بالنظر للدعم والمرافقة الكبيرة من وزارة الشباب والرياضة بما أن الوزير خالدي يتابع التحضيرات عن قرب منذ استلامه المهام على رأس القطاع.
- ما هو تعليقكم على تأجيل الألعاب الأولمبية بطوكيو؟
الوضع الراهن صعب لأن الأمر خارج عن السيطرة بسبب تفشي الوباء الخطير فيروس كورونا الذي يهدد العالم بأكمله خاصة أنه سريع الإنتشار بين الأشخاص، ما يعني أن أولوية الحفاظ على صحة الرياضيين أولى من ممارسة الرياضة وبالتالي فإن قرار المنظمين وبعد إلحاح من الاتحادات الرياضية الدولية في تأجيل الموعد صائب، وفي نفس الوقت سيكون بمثابة فرصة للرياضيين من أجل كسب سنة إضافية في التحضيرات لتحقيق نتائج إيجابية، في نفس تربح صحة الجميع لأنه لا رياضة بدون صحة وكلنا أمل في أن تعود المياه لمجاريها في أقرب وقت ممكن بحول الله.
- ماذا عن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة الجزائرية في توقيف كل المنافسات الوطنية والدولية؟
القرارات التي اتخذتها الدولة الجزائرية لمحاصرة ومنع انتشار فيروس كورونا كانت صائبة وفي محلها لانها جاءت مبكرة بعدما أخذنا العبرة لما حدث في الدول الأوروبية في صورة إيطاليا، إسبانيا، فرنسا لم يأخذوا الأمر بجدية ما جعلهم يعجزون في السيطرة على الوضع، ولهذا فإننا في الطريق الصحيح والمواعيد الرياضية بكل أنواعها يمكن التدارك وإعادة برمجتها من جديد لكن صحة الرياضي اذا ذهبت لن تعود، والدليل في توقف كل النشاطات بما فيها البطولات الاوروبية والأسيوية وكذا الدورات المؤهلة للألعاب الأولمبية وبطولات العالم ما يعني أن تأجيل موعد طوكيو ضرورة حتمية لإعادة التوازن بعد زوال الوباء.
- ما هي الرسالة التي تقدمها للجزائريين في هذه الظروف؟
الوضع خطير وعلينا أن نكون مسؤولين ولا نستهزء بما يحدث لأنه من غير المعقول المغامرة بأرواحنا ما يعني أن البقاء في البيوت ضروري لكي نحمي أنفسنا ونحمي الآخرين كما يجب أن نأخذ العبرة من إيطاليا التي عجزت عن المقاومة بالرغم من الإمكانيات التي تملكها والأمثلة عديدة، الالتزام بالحجر المنزلي لأيام فقط ليس بالأمر الصعب وعلينا أن نجعلها فرصة للبقاء وقت أطول مع العائلة بما أننا كنا بعدين كثيرا بسبب ارتباطات العمل، حيث أصبحت أقضي وقت أطول مع الأطفال في البيت بما أننا في اللجنة نتواصل بالتكنولوجيا في هذه الفترة.