طباعة هذه الصفحة

الوزير الأول يعاين ظروف التكفل بمرضى الوباء بالبليدة ويؤكد:

الدولة لن تتخلى عن مساعدة أي جزائري ولا تسامح مع المضاربين

البليدة: لينة ياسمين

  الفرق الطبيــة جيش الصحـة في مواجهــة فيروس كــــورونا

  الوضعية كشفت عن نقائص في المنظومة الصحية وحان وقت التغيير

متابعة لظروف التكفل الصحي بالمرضى وتطور الحالة الوبائية، وقف الوزير الول عبد العزيز جراد امس بالبليدة على التدابير الاحترازية المسطرة لمواجهة فيروس كورونا، الذي رفع من عدد الإصابات فارضا تأهبا غير منقطع لصد «كوفيد-19» انطلاقا من عمليات وقائية واسعة النطاق وتجند غير مسبوق لمستخدمي الصحة. هذا ما رصدته «الشعب» بعين المكان.
صرح الوزير الأول عبد العزيز جراد، أمس، على هامش الزيارة الميدانية التي قادته إلى البليدة لمعاينة الوضع الصحي والتكفل بحالات المصابين بأعراض وباء فيروس كورونا، بمرافقة كل من وزيري الداخلية والصحة، أنه حان الوقت للتفكير في بناء منظومة صحية قوية والتفكير في ما بعد وباء كورونا، كون هذه المأساة كشفت حجم النقائص في منظومتنا الصحية، مشيدا بالمجهودات التي يقوم بها السلك الطبي، واصفا إياهم بالجنود في الخطوط الدفاعية الأولى في هذه المعركة.
 خلفت الزيارة الميدانية التي قام بها الوزير الأول عيد العزيز جراد، انطباعا جيدا بين الأطقم الطبية وأعوان التمريض بالمركز الاستشفائي الجامعي فرانز فانون، خاصة حينما خاطبهم بأن البليدة جزء حيوي من الجزائر، وأثني على المجهودات التي قدموها ومايزالون يبذلونها في التكفل بالمصابين بمرضى فيروس كورونا، وفي مجابهة ومحاربة المرض الوبائي.
ووقف الوزير الأول دقيقة صمت ترحما على أرواح ضحايا الوباء، معزيا في السياق أسرة الصحة وكامل الشعب الجزائري في وفاة سائق سيارة الإسعاف بالوحدة الاستشفائية ببوفاريك، الأسبوع الماضي، جراء إصابته بأعراض فيروس كورونا، كما عزّى الجميع في وفاة، صبيحة أمس، البروفيسور سي أحمد مهدي، رئيس مصلحة الجراحة العامة بفرانز فانون، والذي توفي متأثرا بأعراض الوباء القاتل، بعد أن كان تحت العناية المركزة منذ أيام.
وعرّج جرّاد على المجهودات التي يبذلها ممارسو ومهنيو الصحة العمومية، حيث قال في هذا الصدد، «أناشد الروح الوطنية التي لا تضاهيها سوى الروح المهنية لدى السلك الطبي العام والخاص، والذي يشكل ركيزة أساسية لنظامنا الصحي الوطني»، معتبرا إياهم بالخطوط الدفاعية الأولى للنظام الصحي، وقال في هذا الشأن «إنكم جيش الجزائر الصحي، الذي سيتغلب على الوباء»، مشجعا إياهم على العمل المبذول لحماية وإنقاذ المواطنين.
وأضاف الوزير الأول، بالتأكيد للفريق الطبي والأطقم الصحية، عليهم أن لا يظنوا بأن الدولة تخلت عنهم، وكيف يكون ذلك ووزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات واحدا من الأسرة الصحية، معتبرا «وباء كورونا» بالمأساة والتي يتوجب التفكير فيها بجدية فيما بعد مرحلة التغلب على الوباء، خاصة وأنها عرّت المنظومة الصحية الحالية وكشفت عن نقائص لابد من تداركها، وذلك ببناء منظومة جديدة «قوية وحقيقية».
 وقال الوزير الأول إن «الطاقم الطبي بحاجة إلى رفع عزيمته رغم كل الظروف، وذلك لن يثني الدولة عن توفير «الوسائل الوقائية لحماية ممارسي الصحة وتزويدهم بكل الأدوات، خاصة وأنهم برهنوا في الميدان عن قدراتهم العالية وكفاءتهم».
 في المقابل، أشاد جرّاد بسلك الأمن وبما يؤديه من مهام نبيلة في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها الجزائر، وقال في هذا الشأن «أشيد بأسلاك الأمن، في تنفيذ تدابير الدولة بشأن الحجر المنزلي، وأيضا في معالجتها ومحاربتها للمضاربين وبعض التجار، الذي استغلوا الظرف الصحي المتأزم، في احتكار السلع والرفع من الأسعار».
 وقال في هذا الصدد، إن «الجزائر تعاني من أزمة صحية وليس من أزمة غذائية، وأنه بالرغم من تدني أسعار النفط بالأسواق العالمية، إلا أن الدولة حرصت وتحرص على ضمان «الغذاء لكل الجزائريين»، مؤكدا في السياق توفر مخزون كاف من المواد الاستهلاكية الغذائية وفي المزروعات، والدولة تحرص أيضا على إيصال المساعدات إلى العائلة المعوزة والهشة في أي نقطة كانت، حيث قال في هذا الشأن «الدولة لن تتخلى عن أي أسرة أينما وجدت».
وشدد الوزير الأول خلال تفقده صوامع التخزين التابعة للديوان الجزائري المهني للحبوب وحدة أحمر العين، على ضرورة محاربة المضاربة بالوسائل الأمنية وباسم القانون أولا، موجها فيما يخص هذه النقطة بالذات، بالرجوع للمخزون الإستراتيجي لتحقيق التوازن في السوق ومحاربة المبذرين والمفسدين والمضاربين، على غرار إخراج مخزون البطاطا للسوق عندما قام المضاربون برفع الأسعار.
من جهة أخرى، لم ينس الوزير الأول الإشادة أيضا بأعوان النظافة والعمل الذي لايزالون يبذلونه في ضمان محيط نظيف، خاصة في هذه الظروف التي تمر بها البلاد، كما أشاد في السياق بأعوان الحماية المدنية وتدخلاتهم في نقل وتحويل المرضى.