ألقى عبد المالك سلال، مدير حملة المترشح بوتفليقة، أمس، بتيزي وزو، أطول خطاب له منذ انطلاق الحملة الانتخابية، شدد فيه على أهمية الولاية بأبعادها الاقتصادية والثقافية، وتعهد بتوفير عناية أكبر للجالية الجزائرية بالخارج وإشراكها في تنمية البلاد، واعداً في الوقت ذاته بتطوير المحافظة السامية للغة الأمازيغية.
دخل مدير الحملة الانتخابية للمترشح الحر، عبد العزيز بوتفليقة، إلى منصة قاعة دار الثقافة بتيزي وزو، على غير العادة من الباب الرئيسي المخصص لدخول المواطنين، الذين التفّوا حوله وخصّوه باستقبال حار، وصعد المنبر محاطا بمجاهدين من الولاية، ليستهل خطابه بمقولة عبد العزيز بوتفليقة عندما استقبله سكانها بالأحضان سنة 2004: “الآن أستطيع أن أموت مرتاحاً”.
فمكانة “تيزي وزو التاريخ، المجاهدين، الشهداء والوطنيين الأحرار غالية جدا في هذه البلاد”، قال سلال. وأضاف: “كنتم دائما في الطليعة والواجهة وعايشتم مختلف مآسي البلاد والحق دائما معكم لأنكم ناس الأصالة، الحضارة والثقافة”، وذكر رموز الولاية الذين يعتبرون من كبار أبطال الجزائر على غرار عبان رمضان وكريم بلقاسم ووجه تحية تقدير قوية للمجاهد حسين آيت أحمد متمنّيا له الشفاء العاجل.
وقال سلال: “إن المنطقة تمثل بحق قلعة للأمازيغية، وستحظى بكل الدعم لإيصال هذه الثقافة التي تعد ركناً أساسياً من الهوية الوطنية إلى جميع بلدان العالم وترقيتها عبر القطر الوطني.
وأشاد مدير حملة المترشح الحر، عبد العزيز بوتفليقة، بإصرار سكان الولاية على حقهم دائما “يقولون تيزي وزو متمرّدة وأنا أقول تيزي وزو الجميلة والمتمردة”.
وعرّج على أهميتها الاستراتيجية بالنسبة للعاصمة، مؤكدا أن هذه الأخير تستند دائما وأبداً إلى الدعم التكتيكي والاستراتيجي للولاية، ووعد بدعمها أكثر من الناحية الاقتصادية وتمكين الشباب حامل الشهادات من تجسيد مشاريعهم الخاصة ومرافقتهم في إنجاحها.
وتابع، “إذا ساندتم مرشحنا بوتفليقة الذي بقيت له مهمّة أخيرة، فإننا سننطلق في برنامج جديد لتقوية الولاية خاصة من الناحية السياحية”، لافتا إلى أن الجانب السياحي في الجزائر لازال مهملا ولم يحظ بالقدر الذي يستحقه من العناية.
وشكلت الجالية الجزائرية في الخارج نقطة محورية في خطاب سلال، أمس، حيث أكد على أن عبد العزيز بوتفليقة أعدّ لها جزءاً مهمّا في برنامجه المقبل حتى يكون إسهامها بالشكل المطلوب في بناء البلاد وتطوير اقتصادها، وقال: “الجالية الجزائرية في الخارج كنز للجزائر ولابد أن نستفيد من هذا الكنز”، مضيفا: “البلاد لا يمكن أن تبقى مغلقة وستفتح ذراعيها للجميع، خاصة النخبة منهم التي يجب أن تساعد في تنمية دولتنا”.
وأفاد عبد المالك سلال، أن بوتفليقة وبعد وفائه بتعهداته الرئيسية من استرجاع الأمن والسلم، وإعادة هيبة البلاد في الخارج، وإخراج الاقتصاد من أزمته الخانقة، “قرّر نهائيا هذه المرة بناء الجزائر الحديثة العصرية المتفتحة على جميع الثقافات بعيد عن الإقصاء ومبنية على العلم والمعرفة”.
وأوضح، أن حقوق الجزائريين لن يتعرض لها أحد مستقبلا، وستعزز الحريات العامة والفردية وحقوق الإنسان من خلال التعديل الدستوري الملتزم به، مشددا على سيادة القانون والعدالة وزوال “الحقرة”. وأعلنها مرة أخرى من تيزي وزو، “في 2014 و2015 سنسلم المشعل نهائيا للشباب، لأننا يجب أن نعطي الثقة للجيل الجديد، فهو متعلم وقادر على تسيير بلاده اليوم”. ودعا إلى “وجوب تكاتف الجهود وتقاسم ذات المشروع ونفس الهدف”.
«...أنا قبائلي، شاوي، تارقي، سنوسي وجزائري”، قال مدير حملة المترشح الحر بوتفليقة، كلنا أمازيغ وذلك يعني أننا رجال أحرار وهذا من أهم مقومات هويتنا الوطنية القائمة على العروبة والإسلام كذلك. وانتقد سلال أداء المحافظة السامية للغة الأمازيغية المطالبة بالتحرك لترقية هذه اللغة، واعداً بفعل ذلك مستقبلا.
وتفاجأ الحضور بدخول الفنان القدير، آكلي يحياتن، إلى المنصة ووقوفه إلى جانب سلال، حينما كان يشيد بالمترشح بوتفليقة، واعتبره الوحيد الذي يملك الرزانة والثقة والإيمان بالوطن، لذلك يستحق كل الدعم يوم 17 أفريل، بحسبه، وقال إن ما تحقق يعود للهدوء الذي ننعم به بعد تصالح الجزائريين مع بعضهم.
لذلك، “فإن الاستقرار قضية سيادة وطنية والمساس به مساس بالسيادة”، قال المتحدث، مقلّلا في ذات الوقت من قدرة المتربصين على زعزعة استقرار البلاد من الخارج، وتيقنتورين خير دليل على ما نستطيع فعله لكل من تسوّل له نفسه العبث بأمن وسلامة الوطن.
وجدد التأكيد على إصرار المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، القضاء على أزمة السكن نهائيا وتحسين البنية الاقتصادية للبلاد ومساعدة الجميع، واغتنم الفرصة لتحية سكان بجاية لوقوفهم مع بوتفليقة.