بث أخبــار الشفــاء من الوبـاء يضفي مناخ الطمأنينة
تصحيح التصور النمطي لمفهوم الحجر الصحي للمرضى
تبعا لبعض الحالات المسجلة بعدة مناطق منذ الإعلان عن تفشي العدوى بفيروس كورونا، ونظرا لما يستدعيه الظرف من مزيد التحسيس والتوعية حول الوباء وطرق انتشاره والأسباب التي تدعو إلى توخي الحيطة والوقاية منه، تستعرض «الشعب» بعض الأجوبة عن تساؤلات يطرحها المواطنون، لا سيما المرتبطة بالأسباب التي تدفع المرضى للهروب من إجراءات الحجر الصحي والنفور منه الى جانب عدم تقبلهم إصابتهم بالفيروس.
«الشعب»، وقفت على الظاهرة مع أشخاص عاديين متخوفين من الوباء ومختصين.
في هذا السياق، تقول المختصة في علم النفس العيادي مليكة، «إن عدم تقبل الإصابة بالفيروس ورفض العلاج، كما هو الحال بالنسبة للكثير من الحالات لمغتربين اشتبه في إصابتهم ورفضوا الخضوع للعلاج والحجر الصحي، - سببه الإنكار - الذي يعتبر من آليات الدفاعية التي يستعملها اللاشعور».
وأوضحت، «أن كل إنسان يملك آلية دفاعية يستعملها لحماية نفسه من التوتر والقلق، وتكون لاشعورية، أي أن الشخص لا يملك لنفسه خيار ردة الفعل هذه، والانكار كردة فعل هو تجنب حقيقة ما تسبب للشخص من قلق وتوتر، وهو ما يحدث عموما بالمجتمع في الظرف الحالي، حيث شاعت الآلية النفسية الدفاعية من طرف جميع أفراد المجتمع، رافضين تقبل الأمر الواقع وقابلته سواء بالسخرية والتقليل من أهمية الوباء ومنها رفض الامتثال لنصائح إلتزام البيوت ورفض تقبل فكرة الاصابة بالفيروس وحتى فكرة إمكانية الاصابة به».
وأوضحت المختصة النفسانية، أنه «لأننا جميعا تعرضنا لنفس الفكرة ونفس الموقف، عمّ استعمال الإنكار كآلية نفسية دفاعية مصدرها اللاشعور والقاسم المشترك فيها هو فيروس كورونا»، مشيرة إلى ان الأشخاص لابد «ان يعوا أن الفيروس يعالج سواء باستعمال الأدوية المصرح بها أو بمقاومة من جهاز المناعة».
وأضافت محدثتنا، أن جهاز المناعة لا يحتمل مضاعفات الخوف والقلق، لذلك لابد أن تتضافر كل الجهود من أجل تعزيز آليات الوقاية، والابتعاد عن القلق والخوف من الوباء ومسبباته، التي تشكل الأخبار المرعبة عن الوفيات أكبر عوامله .
ودعت المختصة النفسانية، الى التركيز على بث أخبار حالات الشفاء المسجلة من أجل إشاعة الطمأنينة في النفوس، بدليل أن الإصابة بفيروس كورونا، لا تعني حتما الموت وتصحيح التصور الشائع والمغلوط لمفهوم الحجر الصحي، أنه ليس سجنا يفقد فيه المصاب من حريته بل وسيلة للتحكم في تطورات العدوى ومتابعتها من أجل تكفل طبي ناجع للإصابة.
كما حثت على ضرورة تجنب تأثيرات الأخبار السلبية والاحصائيات المرعبة لحالات الوفيات خارج الوطن، وتوخي أسباب الوقاية من العدوى بالبقاء في المنازل والانشغال بالاتصال الأسري الذي يكاد يتلاشى في الأسر الجزائرية، ومتابعة البرامج الوثائقية والعلمية كنوع من التغيير، مع اعتبار البقاء في المنازل فرصة ثمينة للإقلاع عن العادات والسلوكات السيئة.