«الوسواس القهري» يكسر البروتين ويؤدي الى ارتفاع ضغط الدم
أكد قوراية على أهمية الجانب النفسي في هذا الظرف، الذي يجري العمل فيه على مواجهة الوباء على جبهتين، او بالأحرى، يضيف، «نحن في الواقع نمر بوباءين «كورونا» ووباء يصاحبه يسمى «الوسواس القهري»، الذي يعاني منه كل الناس».
أبرز قوراية في تصريح لـ «الشعب»، خطورة الإصابة بالوسواس القهري الذي يخلق الهلع والخوف والرعب النفسي المرضي لدى المواطنين، مما يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم. وهذه العناصر، كما يوضح، تؤدي كلها إلى «كسر البروتين» في الجسم، مفيدا أن كلها خطوات نفسية مرضية.
وأشار في ذات السياق، إلى علاقة المرض النفسي بالمرض العضوي، حيث أن الوصول إلى هذه المرحلة يؤدي الى ضعف المناعة في الجسم، ولا يتماثل المعني في هذه الحالة للشفاء، لأن مناعة الجسم تكون ضعيفة وبالتالي لا يستطيع المصاب مقاومة فيروس كورونا، بسبب الخوف والرعب النفسي وحالة الهلع.
ولهذا أصبح دور النفسانيين مهما جدا في فهم الناس ونشر الوعي النفسي، حتى يساعد على تقوية الجهاز المناعي لدى المصابين بفيروس كورونا من جهة، ويعملون على تهدئة النفوس من الترويع من جهة ثانية. مضيفا، أن هذا الوسواس أصبح ملازما لجميع المواطنين في بلادنا وفي العالم ككل.
وبحسب قوراية، فإن هذا الوسواس يتصوره الإنسان عبر برمجة نفسية قبلية، متوهما أنه سيموت بهذا الوباء، وقبل ذلك يبرمج نفسه انه سيموت بالوسواس القهري خوفا ورعبا. لذلك، كما ينصح، على كل الناس محاربة الخوف والرعب النفسي من خلال أنفسهم، وذلك بتقوية إيمانهم بأنه لن يصيبهم إلا ما كتب الله لهم، مع التزام قواعد الوقاية والنظافة المستمرة.
عن دور النفسانيين أكد المتحدث، أنه يتمثل في كيفية تقديم فهمٍ للناس فيما يتعلق بالحجر الصحي، وعرض حقيقة وباء كورونا، والعمل خلق تماسكا وتضامنا نفسيا، الذي يحارب السلوكات السيئة مثل المضاربة التي لجأ اليها بعض التجار، بالإضافة الى نشر ثقافة نفسية إيجابية في المجتمع، تتمحور حول التعاون والتضامن لكل الجزائريين من أبسط مواطن الى المسؤول الاول على البلاد، وغض النظر عن كل الخلافات لمحاربة هذا الوباء.
من النصائح للتغلب على الخوف والفزع جراء كورونا، عدم التعاطي مع المعلومة التي تروع وتستند على السلبية النفسية (كأن يقال مثلا في إيطاليا توفي 900 شخص في اليوم) وضرورة الابتعاد عن الأخبار التي ينتج عنها رعب نفسي لدى كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.
ويرى قوراية، أن الإعلام لابد أن يقدم حقائق عادية بطريقة ذكية بدون تهويل ولا تهوين، للابتعاد عن «الرسائل المشفرة» التي يرسلها أحيانا فتساهم في خلق شكوك ووسوسة تمتد لداخل البيت، فيصبح المواطن يتخوف من اي شيء يلمسه.