مستعدون للحجر الصحي في بلدنا لسلامتنا وأمن الوطن
رحب الرعايا الجزائريون العالقون بمطار دبي الدولي، بقرار التكفل بهم من طرف طيران الإمارات العربية المتحدة، وإنهاء معاناة خمسة أيام من العذاب النفسي والإرهاق البدني، جراء غلق أجواء الملاحة الجوية، بسبب انتشار فيروس الكورونا، وتفاديا لانتقال العدوى الى الجزائر، خاصة وان اغلب الاصابات قادمة من الخارج، اسبانيا وفرنسا تحديدا.
دعت السفارة الجزائرية بالإمارات العربية في بيان لها تلقت «الشعب» نسخة منه، الرعايا العالقين، الى ابداء روح التضامن والتآزر والأخوة في أوقات الازمات، داعية الى الالتزام بالتعليمات الصحية والامنية التي تصدرها السلطات الاماراتية المعنية الرامية للحد من انتشار فيروس الكورونا، جاء ذلك بعد تعليق الرحلات بين الجزائر وكل مطارات العالم.
في الشأن ذاته، يقول الشاب «س.ل» من بلدية عين البنيان بالعاصمة لـ»الشعب» انهم استقبلوا من طرف سفير الجزائر بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث طلب منهم، اختيار ستة ممثلين من مجموع المسافرين العالقين بمطار دبي، والمقدر عددهم اكثر من 600 شخص، من كل الشرائح العمرية، بمن فيهم نساء حوامل، أطفال ومرضى، كانوا يقضون فترة العلاج بدول عربية اخرى، حيث شرح لهم الاوضاع داخل الجزائر، واستحالة نقلهم الى البلد الأم، بعد غلق الحدود بقرار اتخذه رئيس الجمهورية مساء الاربعاء الفارط، قبل التكفل بإعادة المسافرين الجزائريين العالقين في المطارات الأجنبية.
إلا ان القرار دخل حيز التنفيذ، بعد غلق المطارات والموانئ الجزائرية امسية الخميس، كإجراء احترازي للوقاية من انتشار وباء فيروس كورونا المستجد. وأضاف الشاب، ان طيران الامارات المتحدة يتكفل بإقامتهم، في فندق من خمس نجوم، لمدة 15 يوما، حتى تفرج الأزمة، ويسمح لهم فيما بعد بالعودة الى الجزائر، داعيا اياهم الالتزام بالتعليمات المقدمة في البلد المضيف، وعدم الاساءة الى صورة الجزائر من خلال بعض التصرفات، سواء داخل الاقامة او خارجها، كما أشار السفير الى امكانية تقديم بعض الضروريات اللازمة في حالة توفرها، دون إفصاحه عن ذلك.
في السياق ذاته يقول «أحمد.م» تاجر من العلمة، «بقينا 6 أيام في المطار دون ان نجد أي استجابة للتكفل بمطالبنا، ماعدا تدخل ممثل مكتب الخطوط الجزائرية الذي طالبنا بتسجيل أسمائنا والانتظار»، لكن المسافرين فوجئوا، بهبوط طائرة واحدة نقلت ما يقارب 240 مسافر من مطار دبي الى الجزائر، استجابة للقرار القاضي بتخصيص سبع رحلات جوية لنقل العالقين بالمطارات الاجنبية، لكن هذه الرحلات لم تكف لنقل العدد الكبير المسجل في قائمة الانتظار، مما عمق يومياتهم داخل اروقة المطار.
وأضاف ذات المتحدث، أنه تم التكفل بهم بشكل كلي، ويقضون ايامهم داخل الفندق، في انتظار السماح لهم بالعودة، ومستعدون ايضا للحجر الصحي المعتمد في مثل هذه الحالات لو استلزم الامر.
من جانبه عبر «ك.ج» من مدينة غليزان عن فرحته، بعدما وجد نفسه وسط الجزائريين في الفندق، يقول «بقيت ثلاثة ايام بمطار فرانكفورت بألمانيا بعدما كان في رحلة علاج، وتحمل أعباء شراء تذكرة أخرى بالعملة الصعبة، في اخر طائرة متجهة الى دبي، قصد العودة من هناك الى الجزائر، بعدما نصحه قريبه بالفكرة، لكن قرار توقيف الرحلات الجوية، سبق حلمه ورغبته، ليجد نفسه وسط اخوانه الجزائريين، في انتظار ان يصدر قرار إعادة ترحيلهم الى البلد.