طباعة هذه الصفحة

شهادات

رافع عن الوطن في وقت تنكّر له أبناؤه

جمعها: أمين بلعمري

إثر المصاب الجلل الذي ألّم بجريدة «الشعب» وبالأسرة الإعلامية الجزائرية، إثر رحيل واحد من أعمدة الإعلام الجزائري، المرحوم عزالدين بوكردوس، الذي وافته المنية، أمس، إثر مرض عضال، جمعت هذه الشهادات من بعض الذين عرفوا وتعاملوا مع المرحوم عز الدين بوكردوس، المدير العام لجريدة «الشعب» سابقا.


- أحمد بن صبان، المدير العام للتلفزيون الجزائري
التقيت الأستاذ عزالدين بوكردوس – رحمه الله- أول مرة، خلال فعاليات اليوم المفتوح حول التلفزيون الجزائري بورقلة. وعرفت في الرجل الإعلامي الكبير والمثقف المتواضع، كان يعاملني كأخ وصديق وكان يشجعني دائما على الاستمرار في برنامجي التلفزيوني «أنتم أيضا» من خلال الاتصال بشكل مستمر.
أغتنم منبر جريدتكم، لأعبّر عن خالص التعازي لأسرة المرحوم وعائلته كل أسرة الإعلام وأخص بالذكر صحفيي وعمال جريدة الشعب.

- أ.د. أحمد حمدي، عميد كلية علوم الإعلام والاتصال
تعرفت على الأستاذ عزالدين بوكردوس – رحمه الله- من خلال صوته عبر أمواج الإذاعة الوطنية في سبعينيات القرن الماضي. كما تعرفت عليه بعدها أكثر من خلال الحصص الثقافية التي كان يعدها ويقدمها في الإذاعة. أعرف عن المرحوم، أنه كانت لديه شبكة علاقات واسعة وممتازة مع الأدباء والفنانين ورجال السينما والمسرح، لهذا كان حينها من أبرز وجوه الإعلام الثقافي في الجزائر وكان ذلك قبل أن ينتقل إلى الاعلام المكتوب، لهذا أعتبره من الإعلاميين الذين أرسوا أسس الإعلام الثقافي في الجزائر ولمست ذلك أكثر من خلال ازدهار الصفحة الثقافية لجريدتكم خلال توليه منصب مدير عام لها.

- الدكتور السعيد مقدم، الأمين العام لمجلس الشورى المغاربي
تعرفت على الفقيد من خلال التلفزيون الجزائري وتحديدا من خلال الروبورتاج الذي أنجزه حول الحرب الأهلية في لبنان في ثمانينيات القرن الماضي وهو العمل الإعلامي الذي عرف رواجا واسعا ومتابعة كبيرة في الجزائر وفي خارجها في تلك الفترة، لما تميز به من احترافية ومهنية. كما عرفت الأستاذ بوكردوس – رحمه الله- عن قرب كجار في إقامة الدولة في سنوات الإرهاب الهمجي وكنا حينها نتبادل الزيارات العائلية وكان حينها مديرا عاما لجريدة «الشعب» وكنت أساهم بمقالات وأعمدة على صفحاتها.
كما تعاملت معه كأمين عام لمجلس الشورى المغاربي وكانت جريدة «الشعب» ترافق إعلاميا وتغطي كل نشاطات المجلس. كما أنه ومنذ تأسيس مركز «الشعب للدراسات...» كان يوجه لي دعوات لحضور كل نشاطات المركز وكان دائما يكلمني عن اقتناء مقر للجريدة ولا يمكنك أن تتصور فرحته بشراء المقر الحالي لجريدة «الشعب».
أما على الصعيد الإنساني، فقد كان رجلا فاضلا ومتخلّقا وأبا مثاليا. ومن أكبر الفضائل التي عرفتها في المرحوم عن قرب ومن خلال احتكاكي به، أنني لا أذكر يوما أنه تكلم في عِرض أحد، أكثر من ذلك كان خدوما يحب مساعدة الآخرين. الأستاذ بوكردوس ليس فقيد الإعلام فقط ولكن فقيد الجزائر، باعتباره أحد أعمدة الصحافة الوطنية، حيث تكونت على يديه أجيال من الإعلاميين.

- أ.د امحند برقوق: كرّس ثقافة الدولة  
كان المرحوم الأستاذ عز الدين بوكردوس احترافيا في عمله يتطلّع دائما إلى تقديم خدمة إعلامية عمومية متميّزة حريصة على مصلحة الوطن وتكرس ثقافة الدولة وإسماع صوت المواطن وتحضه على حب وخدمة بلده وهذا ما يعكس قناعاته الثابتة التي تشرّبها من عائلة محافظة وثورية.
لقد كان لي شرف العمل معه بمعية بعض الأصدقاء في إطلاق «مركز الشعب للدراسات الإستراتيجية»، الذي لقي نجاحا كبيرا في مدة قصيرة، حيث كان قبلة للنخبة الجزائرية ومنبرا للعديد من الشخصيات العالمية والوطنية بفضل تشجيعات المرحوم الذي كان يتكلم عن حلمه في بناء مجمع إعلامي عمومي منتج للثقافة والفكر.

- محمد عباد، رئيس جمعية مشعل الشهيد
الأستاذ عزالدين بوكردوس – رحمه الله – هو إعلامي محترف وصحفي قدير، تعاملت معه في إطار نشاط جمعيتنا في عديد الملفات، حيث لم يكن يرفض لنا أي مقترح للتعاون مع جريدة «الشعب»، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضايا الوطنية أو تلك المتعلقة بمساندة وإسماع صوت الشعوب المستضعفة وقضايا التحرر الوطني وعلى رأسها القضيتان الفلسطينية والصحراوية. لقد كان الأستاذ بوكردوس صاحب خط وطني ثابت وملتزم.
واغتنم هذه السانحة لأتقدم إلى أسرته وإلى كل أسرة الإعلام بخالص عبارات التعازي والمواساة.