طباعة هذه الصفحة

أول حجــر صحــي بالباهية

تسجيـل حالــــة مؤكــدة بكــورونا في وهــران

وهران: براهمية مسعودة

دفع انتشار فيروس «كورونا» في جميع أنحاء العالم، السلطات الولائية لوهران إلى اتخاذ إجراءات احترازية مشدّدة، انطلاقا من رفع درجة التأهب واليقظة لأعلى مستوياتها، مع توفير الإمكانات العاجلة وتعزيز الرقابة الصحية على مداخل المدينة ونقاط الدخول البحرية والجوية، ضمانا لسلامة المواطنين والمقيمين.
جاءت هذه التطورات بعد الإعلان عن تحول وباء «كوفيد_19» إلى «جائحة»، مع ارتفاع عدد ضحاياه في مختلف دول العالم، بما فيها الجزائر، ومنها وهران التي سجّلت، أمس الأول، أول حالة إيجابية حاملة فيروس.
وأوضحت مديرية الصحة والسكان على لسان الدكتور بوخاري يوسف، أنّ التحاليل المعملية للحالة المشتبه بها جاءت نتيجتها إيجابية للفيروس، لكن «دون ظهور أي أعراض مرضية».
يتعلق الأمر بطبيب مختص في أمراض الدم، يبلغ 39 سنة، يقيم ويعمل في فرنسا، دخل البلاد يوم 13 مارس المنصرم على متن رحلة باريس- وهران، قبل أن يتقدم ذاتيا لمصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي، الحكيم بن زرجب يوم 16 مارس للفحص، رغم عدم ظهور أي أعراض للمرض عليه.
وعلى إثر ذلك، شرعت إدارة المستشفى في التحقيق الوبائي لتحديد هوية كل الأشخاص الذين كانوا على اتصال بالمصاب، كما تم تجنيد كل الطاقم الطبي وشبه الطبي ومديري المناوبة، تحسبا لأي طارئ، وفق ما أشير إليه.
رصد السلوكات السلبية
بدورها، قرّرت خلية اليقظة والمتابعة، التي استحدثت بالولاية لترصد ومتابعة ومكافحة انتشار وباء كورونا (كوفيد-19)، الحجر على جميع المسافرين القادمين من «مارسيليا» والذين حطوا رحالهم بميناء وهران عبر باخرة جزائر-2، مساء الأربعاء المنصرم. ولجأت إلى اتخاذ إجراءات وقائية مشدّدة، انطلاقا من عزل المسافرين 648 وغلق كل منافذ الميناء من قبل الشرطة، مع وضع ترسانة أمنية مكثّفة لمنع الاحتكاك المباشر مع غيرهم، وذلك يرجع لبعض التصرفات السلبية من قبل الذين رفضوا الحجر الصحي، وعلى رأسهم التجار.
وخصّصت الولاية مركب «الأندلسيات» السياحي في عين الترك كحجر صحي وإجراء احترازي، مع توفير كامل شروط الراحة من مأكل ومشرب ونقل وأمن ورعاية طبية.
وأمرت السلطات العمومية بحجز كامل مركب الأندلسيات، لاستقبال الرعايا العائدين إلى أرض الوطن، بالموازاة مع اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة للحد من انتشار فيروس كرونا، بدءا من الفحوصات ومتابعة حالاتهم الصحية، قبل تقرير الحجر عليهم أو تسريحهم.
وأضاف المسؤول، أنّ نفس الإجراءات سترافق عمليات إجلاء الرعايا الجزائريين العالقين على مستوى مطارات بعض الدول عبر رحلات جوية مبرمجة انطلاقا من المطار الدولي أحمد بن بلة، بدأت أمس الجمعة 20 مارس، ضمن أربع رحلات منفصلة، إحداهما قدمت من مارسيليا الفرنسية على متنها 161 مسافر والثانية عبر خط ليون- وهران حاملة 28 مسافرا، تلتهما مباشرة رحلتان من اسطنبول التركية، تضم 300 مسافر وأخرى من برشلونة الإسبانية، قبل أن يتم نقلهم مباشرة إلى موقع الحجر الصحي الذي خصّص لهم بمدينة «مستغانم».
واستنادا إلى مواعيد رحلات الطيران والخطوط الجوية بالمطار الدولي بن بلة، ينتظر أن يصل بقية الجزائريين، اليوم السبت، عبر الرحلات الجوية المتبقية، وذلك بمجموع 2278 رعية جزائري، أصدرت وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية قرارا بإجلائهم إلى أرض الوطن عبر 9 رحلات جوية بسبب انتشار فيروس كورونا.
تخصّيص 150 سرير للحجر
أعلنت مديرية الصحة والسكان لوهران، عن تخصيص 30 سريرا لعزل المرضى المصابين بكورونا على مستوى خمسة مستشفيات في شرق وغرب ووسط المدينة.
وأكّد مسؤولها الأول، بودعة عبد الناصر، أنه تم الانتهاء من عملية تهيئة أجنحة العزل المستحدثة بكل من المستشفى الجامعي أول نوفمبر بإيسطو والمحقن ومجبر تامي وعين الترك، إضافة إلى مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي بن زرجب.
كما كشف نفس المسؤول، عن تخصيص مستشفى بطاقة 120 سرير، كاحتياط في حالة انتشار الوباء وبلوغ عدد معين، مع توفير كل الإمكانات البشرية والتجهيزات الضرورية، بما فيها أجهزة التنفس الاصطناعي، وذلك بهدف حصر المصابين في منطقة واحدة تحت الحجر الصحي، عملا بتعليمات المنظمة العالمية للصحة.
عمال مصلحة الأمراض المعدية متذمرون
واتخذت هذه الإجراءات لتخفيف الضغط عن المصلحة الوحيدة المتخصصة في الأمراض المعدية على المستوى الولائي والتابعة للمستشفى الجامعي بن زرجب بالبلاطو، والتي تعاني أوضاعا مزرية، تؤثر سلبا على مستوى الخدمات المقدمة للمرضى وطموحات الطاقم الطبي وشبه الطبي.
من جانبهم، طالب عمال المصلحة بمختلف تخصصاتهم مرارا، بإعادة تهيئة المركز الذي تنعدم فيه أدنى الشروط الصحية، بحسبهم، وذلك في ظل التأخر الفادح في استلام المصلحة الجديدة للأمراض المعدية بنفس المستشفى بطاقة 60 سريرا، والتي كانت لجنة وزارية خاصة قد أصدرت قرارا بإنجازها سنة 2015.