بين التهور والهستيريا هكذا وصف الدكتور مسعود بن حليمة أخصائي في علم النفس سلوك الجزائريين تجاه فيروس كورونا، داعيا في تصريح لـ «الشعب» إلى ضرورة التضامن النفسي بين الشعب مع التحلي بالصبر وتطبيق الإجراءات الوقائية، للتغلب على هذا الوباء القاتل.
قال بن حليمة في تصريحه إن بعض المتهورين هم في حقيقة الأمر لا يدركون مخاطر الوباء،فنجدهم مستخفين، غير مبالين وبالنسبة لهم هذا مرض عاد، وهذا ما يشكل خطرا في حد ذاته، لأن عدم الاكتراث يجعلهم لا يتخذون الاحتياطات ولا يطبقون الإجراءات، فيساهمون في انتشار المرض.
وصف بن حليمة المتهور هو إنسان يقود نفسه وغيره إلى الهلاك بدون وعي أو شعور، وفي هذه الحالة أكد أنه لا بد من «نزع العاطفة واستعمال المنطق في التعامل مع المتهورين».
وبالمقابل نجد بعض الجزائريين أصبح لديهم «فوبيا» لدرجة لا يتصورها المرء، مفيدا أن عدد الأشخاص الذين يأتون إلى عيادته قد تضاعف بشكل كبير، يبحثون عن الطمأنينة النفسية والسبيل إليها، ومن تشخيصه للحالات اتضح لديه أن فيروس كورونا أصبح «وباء نفسيا» مس كل الشرائح والأعمار، حيث أثر على الجانب العقلي والتفكيري، وحتى من أصيب حسبه بزكام عادي يعتقد أنه مصاب بفيروس كورونا.
وأضاف الأخصائي النفساني أن البرد قد يشكل «فوبيا» عند بعض الجزائريين لارتباطه بانتشار الفيروس، وأن درجة الحرارة وارتفاعها قد يجذب النفس إليها فيكون شبه هروب إلى المناطق الساخنة، واعتبر هذه حالة من الانهيار يعيشها بعض من الشعب، يتم الخروج منها من خلال الوعي والتحكم في الأعصاب والمزيد من الصبر.
ولفت في هذا الصدد أن وسائل الإعلام رغم أنها قامت بمهمتها المنوطة بها لكن كان لها أثر على السلوكيات فحالة «الفوبيا»جعلت الجزائريين يهرعون إلى اقتناء الأقنعة والمحاليل الهيدوكحولية والمواد الغذائية وكل ما يحيط بالحياة اليومية فوقع التأثير كذلك على التجارة فارتفع عدد تجار المناسبات، الذين يتحينون فرصة كهذه لرفع الأسعار لتشكيل مصيبة أخرى على المواطن وعلى اقتصاد البلد.
واعتبر بن حليمة أن التأثير على الاقتصاد يؤثر بالضرورة على شعور كل الناس، مما يزيد القلق وخاصة أن الدواء غير متوفر وتشخيص الأعراض لا يزال غير واضح، وبالتالي، فإن المجتمع تتضاعف مخاوفه، فيعبر عنها بالسلوكات التي نراها الآن.
ولمحاربة المرض بالإضافة إلى توخي الحيطة والحذر، أكد بن حليمة أنه لا بد من يقظة صحية واجتماعية وأسرية وتعاون جميع الجزائريين فيما بينهم، فالمخاوف موجودة – كما قال - وهناك تأثير كبير لوسائل التواصل الاجتماعي «فايسبوك» على وجه أخص، وبالتالي لا بد للمتصفح لها أن يكون فطنا ولا ينساق وراء ما ينشر ويقال بدون وعي.