طباعة هذه الصفحة

صور.. «وقائية حضارية»

حامد حمور
18 مارس 2020

ظهرت صور حضارية في الأيام الأخيرة حول طرق الوقاية من انتشار وباء كورونا لدى المواطن الجزائري، من خلال وضع وسائل الوقاية من كمامات وقفازات وسوائل كحولية تكبح بصفة فعالة «مبدأ الانتشار»، بحسب ما يؤكده الخبراء.
ظهر جليا ولو بنسب متفاوتة أن الحملات التحسيسية والتوعوية التي يقدمها المختصون عبر وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي الى جانب تصريحات المسؤولين حول أخطار الوباء الذي اجتاح العالم، أنها لاقت أذانا صاغية كون الأشخاص الذين يتهاونون في هذه المسألة يدخلون دائرة الخطر ويهدّدون من حولهم.
بدت مظاهر الوقاية مباشرة بعد غلق المدارس والجامعات، الى جانب بقاء الأشخاص الذين لا يعتبر خروجهم الى الشارع ضروريا حيث أن حركة المرور تضاءلت بنسبة كبيرة، بالنظر للسير في اتجاه احترام التعليمات، الى جانب الخوف من الفيروس.. دون الدخول في الهلع والتهويل.
كما أن دور الأولياء بنصائحهم وصبرهم على « تغيير» أمور عديدة في حياتهم اليومية من خلال الحرص على ضرورة «حماية الأطفال» بتوفير الظروف المواتية للبقاء في المنزل.. والتموين بالمواد الاستهلاكية الضرورية.
وفي نفس السياق، وفرت الإدارات والوكالات التي لديها اتصال مباشر مع الجمهور مثل البنوك وشركات التأمين... وسائل الوقاية لعمالها مع وضع منشورات على الجدران تتعلق بالإرشادات الضرورية التي علينا اتخاذها واتباعها...
الأمر يعني التصرفات الفردية في صالح الصحة والأمن الجماعي الذي يتطلب الفطنة والتصرف الذي يعطي قوة لمواجهة مثل هذه المواقف التي تتطلب اجراءات استثنائية صارمة تطبق طوعا.
كما أن المجهودات متواصلة لتعقيم الأماكن العمومية والحافلات كمشاركة فعلية في المجهود الفردي والجماعي لمواجهة انتشار الفيروس.
هذه المعادلة ستكون بدون أدنى شك فعالة في « كبح» انتشار كورونا، وكذا مناسبة لأخذ «عادات « نظافة غابت في العديد من الأحيان.. وأتحدث هنا عن المخابز، المطاعم والمقاهي التي كثيرا ما « تلاعبت « بصحة المواطن بعدم احترام أدنى شروط النظافة.. والتي ارتسمت على نوعية الغذاء الذي يقدمونه.
لكن الأمور تغيّرت بفضل الإجراءات الجديدة من خلال توفير القفازات لدى العاملين بالمحلات المذكورة، التي قد تواصل على نفس الدرب حتى بعد اختفاء هذا الفيروس ليكون في صالح الجميع...
وبالتالي، علينا النظر لهذه الصور الايجابية التي تعني الكثير في ترقية الحس الجماعي في مثل هذه الظروف.. والتي تكون بمثابة الآليات التي تكون في مقدمة الأدوات التي تمكننا من تجاوز هذه المحنة العالمية.