طباعة هذه الصفحة

تم إنشاؤه سنة 1957 لتعذيب المجاهدين في الشريعة

مركز «حمام المجزرة» في تبسة شاهد على جرائم فرنسا

لا يزال مركز التعذيب المسمى «حمام المجزرة» ببلدية الشريعة غرب تبسة، الذي كان مخصصا لتعذيب واستنطاق المجاهدين إبان الثورة التحريرية المظفرة شاهدا على فظاعة ووحشية المحتل الفرنسي وانتهاكه لحرمات الجزائريين.

كما يظل هذا المركز الذي تم إنشاؤه مطلع سنة 1957 على مساحة تفوق 900 متر مربع بوسط مدينة الشريعة معلما تاريخيا شاهدا بجدرانه القديمة وغرفه المظلمة والآبار التي امتلأت بجثامين الشهداء على فظاعة أسلوب تعذيب المستعمر الفرنسي الذي استعمل أبشع وسائل التعذيب والإبادة الجماعية في حق شعب أعزل أراد تحقيق استقلال بلاده. عشية الذكرى 58 لعيد النصر المصادف لـ 19 مارس من كل سنة يستذكر المجاهد محمد الطاهر سماعيل تفاصيل تعرضه لأبشع أنواع التعذيب داخل أسوار مركز «حمام المجزرة» بحرقة والدموع تملأ عينيه حيث قال «ذات يوم من شهر أكتوبر من سنة 1957 حيث كان عمري لا يتجاوز 20 سنة تفنن أحد جنود فرنسا وهو المدعو -جون بيير- في تعذيبي بهذا المركز الذي كان عبارة عن حمام استولى عليه الفرنسيون آنذاك وحوّلوه إلى مركز تعذيب».
وأضاف «لقد تم توصيل مختلف أعضاء جسمي العاري ببطارية كهربائية مع  تعريضه لشحنات وصعقات كهربائية على مدار 3 أيام كاملة في محاولة من الجندي الفرنسي لأخذ اعتراف مني حول مصادر تمويل الثوار في الجبال بالسلاح والذخيرة والمؤونة وخططهم لنصب كمائن للمستعمر لكن دون جدوى».
وأردف ذات المتحدث بأن «المستعمر الفرنسي استخدم آنذاك مختلف أنواع التعذيب ضد المجاهدين فلم يكن يفرق بين كبير وصغير و لا رجل وامرأة»، وقال إن «أسلوب التعذيب كان يزداد فظاعة كلما ألحق جيش التحرير الوطني خسائر بجنود المحتل الفرنسي». وأكد بأن «صرخات المجاهدين من شدة التعذيب كانت تتعالى خارج أسوار هذا المركز ليسمعها كل سكان المنطقة».
آمال لتحويل مركز «حمام المجزرة» إلى متحف
ولا تفوت الأسرة الثورية بولاية تبسة وعلى رأسها المنظمة الولائية للمجاهدين الفرصة في كل مرة لمطالبة الوزارة الوصية والسلطات المحلية بانتشال هذا المعلم التاريخي من طي النسيان والإهمال وتحويله إلى متحف للمجاهدين يروي تفاصيل حقبة زمنية هامة في تاريخ المنطقة بهدف الحفاظ على الذاكرة التاريخية الجماعية. وفي هذا الصدد، دعا أمين قسمة الشريعة للمنظمة الولائية للمجاهدين، لعروسي بوطالب، إلى «إقامة متحف تاريخي للمجاهد» بمركز «حمام المجزرة» يضم صورا تعلق على جدرانه تحاكي مظاهر التعذيب التي تعرض لها المجاهدون، إضافة إلى تشييد نصب تذكاري وكتابة قائمة الشهداء والمجاهدين الذين مروا به حتى يكون مصدرا حقيقيا للباحثين في تاريخ الثورة الجزائرية وفتحه أمام الزوار والطلبة. وأكد ذات المتحدث على «ضرورة الاستفادة من الشهادات الحية لأزيد من 800 مجاهد من مختلف المناطق والولايات تم تعذيبهم على مستوى هذا المركز وتوثيقها لتكون مصدرا حقيقيا يمكن الاعتماد عليه أثناء القيام ببحوث أكاديمية».
وأضاف بأن مركز التعذيب «حمام المجزرة» الذي أهمل طيلة سنوات عديدة وتحول جزء منه إلى محلات تجارية «يعد معلما تاريخيا هاما يشهد على حقبة مهمة من ثورة نوفمبر المظفرة وكفاح الشهداء والمجاهدين»، مشيرا أنه أرسل عدة طلبات لكافة السلطات المعنية «للتدخل العاجل وحفظ الذاكرة التاريخية من الزوال بنفض الغبار عن هذا المركز وترميمه».