دعا رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي بالجزائر البروفسور مصطفى خياطي،أمس ،إلى تفعيل المجلس الأعلى للصحة الذي ينص عليه قانون 2018 ويخول له تحليل الوضع الصحي في البلاد وتشخيص مراحل الفيروس الذي يعتبر أمن صحي بحاجة إلى استراتيجية فعالة لاحتوائه ،مشددا على الاستعانة بالتجربة الصينية والكورية في مجابهة جائحة الكورونا «كوفيد 19».
قال البروفيسور خياطي خلال نزوله ضيفا على منتدى جريدة «اللقاء» أن الوباء في مرحلة الاحتواء ويجب الاقتداء بتجارب الدول التي فازت عليه على غرار الصين وكوريا، مشيرا بخصوص سلم منظمة الصحة العالمية أن الجزائر حاليا مطالبة بخطة عمل الاستراتجية لمنظمة الصحة العالمية التي تقول بوضع الحواجز ،حصر بؤر الوباء قبل اللجوء إلى المرحلة الثالثة التي يتفشى فيها بشكل عام يستلزم عزل المنطقة أو الوطن وتجنيد كل الأطباء لمحاربة الفيروس الجديد ،مؤكدا أن الوضع الراهن يستوجب أن يكون القرار السياسي في مستوى القرار العلمي لاحتواء المرض باعتبار أن الضرر جاء من الاستثناءات.
وأوضح خياطي أن الاستثناءات مرفوضة حاليا على غرار ترك صلاة الجمعة في المساجد وفتح المقاهي وضرب التعليمة عرض الحائط ، إلى جانب القرار الأساسي الخاص بتعليق الرحلات مع الخارج باعتبار أن جميع الحالات المسجلة مستوردة ، وأول حالة سجلت في الجزائر كانت من شخص قادم من فرنسا نقل العدوى الى عشرات الأشخاص ، ما يستوجب ردع الخطر واحتواء الوضع بإتباع العزل ،النظافة ،ومحاليل التطهير لقتل الفيروس .
وقال أننا اليوم في مجابهة وباء لم يشهده العالم منذ 19 قرنا يمس أكثر من 160 دولة منها الجزائر التي تصنف في المرحلة الثانية من احتواء الوباء ، وضرورة أخذ الإجراءات الصارمة لمنع الانتقال للمرحلة الثالثة « التفشي « والانتشار العام .
الكمامات المعروضة على الأرصفة غير نظيفة
في رده على السلوكيات التي تشهدها الجزائر عقب انتشار الفيروس ، قال خياطي أن الكمامات المعروضة للبيع على الأرصفة غير نظيفة وتضر بالصحة العمومية ما يستدعي اخذ جملة من التدابير لضمان النظافة على مستويات مختلفة ، منها الرقابة لمنع هذه التصرفات و الوعي وروح المسؤولية من أجل الوقاية من الوباء سريع الانتشار .
وبشأن استعمال الكمامات الطبية قال البروفيسور أنها تستعمل لحالتين في حال كان الإنسان مريضا لعدم انتقال العدوى للشخص الآخر ، وفي حال كان مريضا بأي مرض من الأمراض المزمنة بالضغط الدموي السكري القلب ،السرطان والربو، يخشى من انتقال العدوى ، وغير ذلك فهي ضرورية في الأماكن العمومية والتجمعات .
تفادي وسائل النقل الجماعي
وأضاف في ذات السياق ضرورة توقيف وسائل النقل الجماعي وسيارات الأجرة للاحتواء الصارم للفيروس المعروف بقوة انتشاره ،غير أنه ليس بهذا التهويل في حال الالتزام بالطرق الوقائية ومنع التجمعات التي تضر بالصحة العمومية ،خاصة في الوقت الراهن الذي تحاول فيه السلطات احتواء الوضع لمنع تفشيه في أكثر من منطقة ،وهذا بإتباع مجموعة من الإجراءات والتدابير الاحترازية للتصدي لفيروس «كورونا»بالإضافة الى حملات تحسيسية وتعقيم يومي لجميع الحافلات دون استثناء .
الجدير بالذكر أن العملية شرعت فيها شركة النقل الحضري وشبه الحضري لولاية الجزائر كإجراء وقائي في إطار التصدي لفيروس «كورونا» ، بالإضافة الى حملات تحسيسية لفائدة موظفيها وتقديم نصائح وإٍرشادات بسيطة لتفادي الإصابة بفيروس « كورونا «.