صنع العديد من الشباب الجزائري الحدث خلال الفترة الماضية بفضل ابتكارهم طرقا جديدة للتحية من اجل المساهمة في التخفيف من حدة انتشار وباء كورونا الذي اصبح الشغل الشاغل لاغلب الجزائريين بعد ان صنفته منظمة الصحة العالمية وباء عالميا وجب مواجهته و القضاء .
ينتقل فيروس كورونا كما هو معروف من خلال اللمس عن طريق المصافحة او التقبيل او لمس شيء لمسه شخص مريض و هو الامر الذي يساهم في ارتفاع عدد المصابين من فترة لاخرى .
وقام بعض الشباب بانشاء صفحات على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي تحت شعار «لا تصافحني ...ابتسامتك تكفيني» من أجل حث الرأي العام الجزائري على تغيير بعض عاداته فيما يخص التحية عند الالتقاء مع الاحبة والاصدقاء من خلال المصافحة او التقبيل.
و لقيت هذه الصفحات رواجا كبيرا على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي خاصة ان دورها ايجابي الى ابعد الحدود في التحسيس بخطورة هذا الوباء الذي يهدد الصحة العامة للمجتمع و الافراد بحكم انه معد.
و رغم صعوبة الامر على البعض في البداية الا ان الجميع استطاع تغيير نمط حياته من اجل مواجهة الوباء من خلال عدة طرق على غرار تفادي التحية و الاقتراب من الشخص المقابل مع الحفاظ على مقدار معين من المسافة بين الاشخاص لتفادي انتقال العدوى .
كما ان الطريقة الجديدة في التحية لم تلقى استحسان البعض حيث اعتبرها احتقارا منهم او تقليلا لهم من طرف البعض و هو ما يوصلنا الى ان الوعي يجب ان يكون كبيرا من اجل القضاء على الفيروس وتفادي انتشاره خلال الفترة المقبلة بالنظر الى صعوبة التحكم فيه في حال انتشرت مرحلة خطورته على مستوى العديد من المدن و اصاب العديد من الاشخاص .
و يسعى رواد التواصل الاجتماعي الى ابتكار طرق اخرى من اجل التخفيف من حدة انتشار الوباء خاصة ان وسائل التواصل الاجتماعي تحظى بمتابعة كبيرة من طرف الناس و فئة الشباب على وجه الخصوص .
و يحضر العديد من الشباب لانشاء صفحات خاصة خلال الفترة المقبلة من اجل حث الناس و المواطنين على عدم مغادرة منازلهم الا في الضرورة القصوى و هو الامر الذي سيقلل من قلة انتشار الوباء و سنحرص على تسليط الضوء على هذا الامر خلال العدد المقبل من «شباب بلادي « بالنظر الى اهمية الموضوع الذي اصبح يشغل بال الجميع .
العالم ابتكر طرق جديدة لالقاء التحيةلا مكان للسلام بالأيدي أو التقبيل ولا القبل والأحضان في زمن فيروس كورونا المستجد فقد غير انتشار الفيروس حول العالم عادات السلام التقليدية المتبعة منذ قرون واستبدلها بأساليب جديدة في ظل الخوف من العدوى بالفيروس الذي ينتقل بسهولة بين البشر وأصاب العديد من البلدان على الأقل حتى الآن.
وفي وقت باتت فيه المصافحات والتحيات التقليدية غير مرحب بها استلهمت بعض الدول طرقا جديدة لإلقاء التحية والسلام عن بعد منها ضرب الأكواع والسلام بالأقدام أو اتباع طرق هندية بالإشارة للتحية عن بعد هذا التغيير في سلوكيات التفاعل الاجتماعي بين الأشخاص دعمته ودعت إليه الكثير من السلطات الصحية حول العالم
و دعت وزارة الصحة إلى التقليل من بعض العادات الاجتماعية التي قد تسهم في نشر العدوى بين أفراد المجتمع مثل التحية بالتقبيل عند السلام و رفض المصافحة وفي بكين مثلا حيث بدأت أزمة فيروس كورونا كتب على ألواح حمراء عبارات تشجع الناس على تجنّب المصافحة والاستعاضة عنها بضم اليدين كل شخص على حدة كما نصح باستخدام حركة «غونغ شو» التقليدية (وضع قبضة يد في كف الأخرى) لإلقاء التحية كما ابتكر عدد من الصينيين طريقة جديدة للمصافحة أطلقوا عليها اسم «تحية ووهان» في إشارة إلى مدينة ووهان الصينية بؤرة تفشي الفيروس حيث تتم المصافحة بالأقدام بدلاً من الأيدي.
بدأ البعض بالفعل الامتناع عن السلام والتقبيل ففي المانيا رفض وزير الداخلية الألماني رد السلام على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي كانت قد بادرت بمد يدها للمصافحة ما أدى إلى موقف محرج تفهمته المستشارة لتضحك وتحيي الحاضرين عن طريق رفع يدها في الهواء.
ونشر الحساب الرسمي لمنظمة أوبك على تويتر فيديو يظهر الأمين العام للمنظمة محمد باركيندو ووزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك وهما يتبادلان السلام بالأقدام خوفا من فيروس كورونا وأظهر الفيديو باركيندو ونوفاك وهما يتفاديان السلام بالأيدي ليحل بدلا من ذلك السلام بالأقدام ويلتقطان صورا رسمية .
و في فرنسا فقد حث وزير الصحة الفرنسي أوليفيه فيران مواطني بلاده على تجنب استخدام العناق الذي يتضمن تبادل القبلات أثناء الترحيب فيما بينهم كما جدد نصيحته للمواطنين بعدم المصافحة سواء عند اللقاء أو الوداع.
ونقل عدد كبير من الصحف الفرنسية نصائح الخبراء للمواطنين بضرورة عدم المصافحة باليد قائلين إن النظر إلى عيون الشخص والابتسام له يمكن أن يكون تحية كافية في ظل انتشار الفيروس.
وفي إيطاليا قال أنغيلو بوريلي رئيس إدارة الحماية المدنية في البلاد إن طبيعة الشعب الإيطالي الودودة يمكن أن تسهم في انتشار الفيروس وحث المواطنين على أن يكونوا أقل انفتاحاً على غيرهم .
وينتشر في إيران التي لديها ثاني أكبر عدد من الوفيات بسبب الفيروس في العالم شعار «لن أصافحك لأنني أحبك» في كل مكان تطوّرت طريقة جديدة لإلقاء تحية تتمثل في دفع قبضة مغلقة نحو قبضة الشخص الآخر دون ملامسة واستخدم كثير من الإيرانيين «تحية ووهان» أيضاً مع بعضهما وذلك مع ارتفاع عدد ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا