طباعة هذه الصفحة

عبد السلام فيلالي (أستاذ علم الإجتماع) لـ «الشعب»:

تحركات الناس ضمن الفضاءات العامة تتطلب الحذر

حاورته: فريال بوشوية

 الاستخفاف والقدرية في مواجهة الوباء غير مقبول

أكد أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة عنابة عبد السلام فيلالي، في رده على أسئلة «الشعب» بخصوص تعامل الجزائريين مع «كورونا» عموما، واستمرار الحراك على وجه التحديد، على ضرورة «السيطرة» على تحركات الناس-على الأقل- ضمن الفضاءات العامة»، مشدّدا على أن الوضع «يستدعي التحرك بسرعة، فيما يتعلق باتخاذ الإجراءات العامة من لدن السلطات العمومية المختصة، وما يتعلق بضرورة أن يلتزم المواطنون بنصائح الوقاية والحماية».

«الشعب»: فيروس كورونا يتفشى وبدأ في حصد الأرواح، هل الإجراءات المتخذة لحدّ الآن كافية؟
عبد السلام فيلالي: يؤكد الأطباء على خطورة هذا الفيروس، هذا تقييم علمي وليس مجرد تحذير، وعليه يجب أن ننطلق منه، فهو لا يخص فئة معينة من المجتمع أو قطاعا معينا، فيروس كورونا وصل إلى بلادنا، الأخبار ترد يوميا عن إصابات جديدة، وللأسف سجلت وفيات.
إننا نؤكد على أهمية التركيز على عدد الذين تماثلوا للشفاء، والحمد لله. لكن يجب أن نوجه تركيزنا إلى انتشار هذا الوباء، وبالتالي يجب الحدّ منه. ما يتطلب ويستدعي التحرك بسرعة، فيما يتعلق باتخاذ الإجراءات العامة من لدن السلطات العمومية المختصة، وما يتعلق بضرورة أن يلتزم المواطنون بنصائح الوقاية والحماية.
والأمر يبدأ من المطارات، لقد تابعنا تصريحات بعض المسافرين حول عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة والضرورية من طرف أعوان المطارات، وفيما يخص مراقبة المسافرين وخاصة القادمين من الدول مصدر التفشي.
هذه الإجراءات تخصّ وسائل الوقاية والأجهزة الكفيلة بتشخيص أعراض المرض. ثم التحرك العام للتوعية وتحذير الناس وجعلهم يتصرفون بشكل انضباطي لتفادي الإصابة بالفيروس أو أن يكون سبب انتشاره لمن هو مصاب به.
-   تزداد وتيرة انتشار الوباء في الجزائر، والخطر قائم في ظل استمرار الحراك الشعبي، أهو استهتار أم عدم وعي؟
 إننا لا نهول الأمر، ولكن واجب الحذر يحتم علينا التنبيه. يجب أن نسيطر على تحركات الناس-على الأقل- ضمن الفضاءات العامة، لقد اتخذت السلطات الصينية إجراءات راديكالية وصارمة في بداية تفشي الوباء، وصلت إلى حدّ منع الناس من مغادرة بيوتهم والالتزام بشروط السلامة والوقاية.
كذلك يجب على الجزائريين أن يتخلوا عن الاستهزاء والقدرية في مواجهة المرض، فتفكير أنني لن أصاب هو تفكير غير سليم، وعليه يجب ضبط النشاطات والتحركات من حيث منع التجمع والاحتكاك غير الضروري، وتعميم استعمال الأقنعة والنظافة.
- برأيكم كيف يتم التعامل مع وضع كهذا؟
 لقد تم إغلاق الجامعات والمدارس وهذا إجراء جيد، ولكن هناك فضاءات ما تزال تعمل بشكل غير متساوق مع هذه الإجراءات: المقاهي، المساجد، الأسواق، وساحات التظاهر(ذات الصلة بالحراك).
نعم لم نصل بعد إلى حيث تطلق صفارات الإنذار، لكن الحذر مطلوب. نتمنى ألا نصل إلى درجة «توطن» الوباء، وأن يتم التكفل بالمصابين وعزلهم، وهذا لن يتم فقط بجهود المصالح المختصة (القطاع الطبي، الحماية المدنية...)، انخراط المجتمع كله ضروري لحماية أرواح وصحة الناس.