«أحسن طريقة لمراقبة ثورة هي أن تقوم بها بنفسك”
ميكيافيلي (الأمير)
مرت ثلاث سنوات على انطلاق المأساة الليبية التي أفضت أشهر بعد ذلك إلى التصفية البشعة للقذافي على المباشر، أمام الفرحة المرَضية لوسائل الإعلام الغربية المبتهجة بتغذية رأيها العام بصورة مشينة لزعيم عربي مسلم، والذي كان سنوات قبل ذلك يستقبل إستقبال الملوك في قصر الإليزيه. نتذكر جيّدا أن كل شيء بدأ بانتفاضة شعب ثار ضدّ ديكتاتور في السلطة منذ ما يفوق الأربعين عاما، والذي حوّل ليبيا إلى جماهيرية يحكمها آل القذافي، وفق إعتقاد أن الله هو من فوّضه هذه السلطة.
فهمنا، أنه من النادر أن يكون الانتقال سلميا في الدول العربية. فالسلطة لا تتغيّر إلا بالمواجهات، أو بالموت الطبيعي للزعيم.
أكثر من ذلك، نرى أن التكالب لايزال مستمرا، فبعد تسليم نجل رئيس الدولة الليبية الأسبق ـ الساعدي القذافي ـ والذي تم تصويره من قبل السلطات الليبية يوم ٠٦ مارس عند وصوله إلى السجن، قد تم تعذيبه بوحشية من قبل النظام الجديد في طرابلس ويقبع الآن في الإنعاش.
إن الوضع في ليبيا يدعونا إلى التفكير ـ وعلى أكثر من صعيد ـ فأولئك الرجال الذين يعانون، لديهم نفس التطلعات في العيش بسلام وشرف، إلا أن الفوضى لا تزال سيّدة الموقف، وهذا لما يقارب السنتين على موت القذافي، فهناك عدة ميليشيات ترفض إلقاء السلاح، وتحول دون بسط الحكومة المركزية لسلطتها على كامل التراب الليبي. وهناك ـ كذلك ـ بلد مجاور لديه مخاوف من ترسانة الأسلحة المنفلتة من المراقبة ما يخلق مشاكلا للجزائر في تأمين الحدود.
مصدر الفوضى
قلنا كل شيء عن “الدرس” الليبي، خاصة عن تحريف اللائحة الأممية ١٧٠٢ التي لم تمنح تفويضا بضرب البلاد وقتل القذافي، ولكن جاءت لفرض منطقة حظر جوّي. تفصيل بسيط: أربع ساعات فقط بعد التصويت على اللائحة، بدأت الطائرات الفرنسية في شنّ الغارات….
أودّ في هذه المساهمة، نقل بصدق الإضافة الإنسانية لبرنار هنري ليفي، وأتساءل عن صمته المطبق أمام الوضع المأساوي في ليبيا حاليا، لهذا الغرض سأعتمد على بعض التعليقات على كتابه فيلمه عن ليبيا. يجب العيش ولو كان ذلك على حساب مصائب ومآسي الآخرين.
نقرأ عن جي.أو ديكوان: “كل انتصار فردي على الروح الجماعية تعتبر تقهقرا، لا نقلّل من شأن ماهو قادم.
لما أراد برنار هنردي ليفي لعب دور سياسي، ألبسه قميصا أبيضا لم يتوان في إخراجه قلمه مجازفا بمواجهة زئير المدافع، الفيلسوف لم تكن سطوته الإعلامية أقل من ذلك، إندلعت الحرب؟ برنار هنري ليفي جهّز حقيبة سفره وأشعر منتجه. هذه المرة كان عليه النزوح إلى كوكب مارس، لكي لا تُلاحظ تحركاته خلال النزاع بين حلف الناتو وليبيا القذافي. النتيجة، إطلاق “الرصاصة الأخيرة” مباشرة، كتاب ضخم يقع في ٦٤٠ صفحة بعنوان معبر، الحرب دون أن أحبها (مطبوعات غراسي)، رواية خالصة (لبرنار هنري ليفي) والتي كان أن تحمل عنوان “حملتي في ليبيا”. الرجل بنرجسية غير مسبوقة.. من البطل سواه؟ ـ يصوّر المشاهد التي أراد أن تمنحه مكانة رومانسية في القصة ولا يتعلق الأمر في الغالب إلا بكذبة من نسج خياله. وليس مالرو ولا شاتوتريون الذي أراد”(١).
«يواصل جي.أو ديكوان، بالنسبة لأي كاتب البدايات الأولى تكون رائعة دائما، بشرط أن لا يجعل من رغباته حقائق. ففي حين يُوهمنا بالإنغماس التام في كواليس القصة، تظهر “أناه” في كل الصفحات واحدة بواحدة ـ في يوم أكل لحم ضأن دسم بالأرز مع أعيان القبائل في الصحراء، في الغد تناول وجبة عشاء في أحد أرقى المطاعم الباريسية، إلخ… إختلطت علينا الأمور عندما خاطب الجمهور الذي إلتفّ حوله في كورنيش بنغازي بالتالي “شباب بنغازي، القبائل الحرّة في ليبيا الحرّة، الرجل الذي يخاطبكم حرّ ينحدر من إحدى أقدم القبائل في هذا العالم…”، الأثر الفكاهي غير كاف، بالنسبة لبرنار هنري ليفي “كل شيء” رُوي و«كل شيء” حقيقة في هذا المقال، سواء تعلق الأمر بالمساومات مع أولئك الذين سُميهم “الثوار”، أو داخل كواليس السلطة، خلال محادثاته في الإيليزيه، وتحكمه الواضح في إقناع نيكوليون أنه على صواب، هو فقط ولا أحد غيره!”(١).
«يختتم جي.أو ديكوان، علاوة على ذلك الفيلسوف والأمير ـ الرئيس يظهران في تطابق تام في المواقف، دون أن نعلم من هو خادم الآخر في خضم هذه الهيستيريا في إتخاذ القرار (…) الفيلسوف يعطي لنفسه صورة أبعد ما يكون الرجل المُداهن.
«يفنّد بهذا أفكارا ملقنة تخصّه” (حسبه)، (…) إن دوري لا يتعلق لا بالتعليق، ولا بإحياء الاحتفالات، ولا بإبداء المشاعر، ولكن التأثير”. في نهاية الكتاب يشجّب ـ أخيرا ـ تصفية القذافي. ولكن لا يسأل نفسه لا عن المقاتلين المشبوهين الذين دعّمهم، ولا عن شرعية هذه الحرب ذات الطابع النيوكولونيالي. وأكثر من ذلك، لم يسأل نفسه عن جذور خطابه “المؤسّس” و«العادل” عن هذه الحرب كواجهة إيديولوجية: لضمير سياسي مناقض لآخر أصلي “ضمير سياسي” (كانت)، إستعلاء مُخزي في الرغبة في لعب في التاريخ الراهن”.(١).
في نفس السياق، “في مجلة نيويورك ماغازين بتاريخ ٢٦ ديسمبر ٢٠١١، تحدّث بنجامين ولاص ـ ويلز عن “الفيلسوف” الفرنسي وكأنه “المنقذ الذي لا يخشى من زيادة العنف إذا تعلق الأمر بخدمة الإنسانية”.
في مقال “البطل الأوربي الكبير يمحق الديكتاتور الليبي” ولاص ـ ويلز كتب عن “الفيلسوف [الذي] نجح في دفع العالم إلى القضاء على مارق خطير”. ويتعلق الأمر ـ بالطبع ـ بمعمر القذافي، الزعيم الليبي الذي أطيح به وتم التنكيل به بعد أن مورست عليه أفعالا مخلّة بالحياء من قبل المتمردين عند القبض عليه شهر أكتوبر ٢٠١١.(…) في مارس ٢٠١١ طار برنار هنري ليفي إلى بنغازي من أجل “تجنيد” متمردين ليبيين، كانت لحظة مصيرية، لأن هذا النوع من الوساطات سمح لمجموعات مسلحة بتحويل إنتفاضة جهوية إلى حرب شاملة تورّط فيها حلف الناتو (…)(٢).
وفيما يتعلق بشخصية بي.آش.آل برنار هنري ليفي، يحدثننا رمزي بارود أن “اليمين الإسرائيلي منبهر ببرنار هنري ليفي. في جريدة جيريسلام بوست، اختتم الاحتفال بتأثيره الكبير بالفقرة التالية “فيلسوف فرنسي واحد من رواد حركة الفلاسفة الجدد الذي قال إن اليهود لديهم استعداد لإعطاء صوت أخلاقي وحيد في هذا العالم”.
لكن الأخلاق لا دخل لها في هذا الشأن. الإنجازات الفلسفية لهذا الرجل تستهدف المسلمين وثقافتهم فقط ـ كما يبدو ـ أسبوع واحد بعد إحياء الجيريسلام بوست للتأثير الأخلاقي لليفي في العالم يومية هآرتس أظهرت دعمه للجيش الإسرائيلي بتاريخ ٣٠ ماي ٢٠١٠ تحت عنوان “برنار هنري ليفي: لم أر في حياتي جيشا ديمقراطيا كجيش الدفاع الإسرائيلي.”(٢).
ليبيا بعد ثلاث سنوات: بلد متروك لمصيره
جريدة لوموند والتي كانت في الصفوف الأولى للمؤجّجين، وفي تأنيب ضمير ظاهري: “نقرأ بتاريخ ١٩ مارس ٢٠١١، تدخلت المقاتلات الفرنسية إلى جانب القوات الجوية الملكية المدعومة من الولايات المتحدة من أجل دعم المتمردين الليبيين الذين يقاتلون على الأرض، وأدت هذه العملية شهر أكتوبر من نفس السنة، إلى مقتل الديكتاتور معمر القذافي وسقوط نظامه. ذكرى حزينة: ليبيا اليوم على حافة الهاوية، ويمكن أن تكون حافة إنشطار.”(٣).
«فائزون، المعارضة ومجموعات المتمردين لم يعرفا أبدا الإتفاق على إدارة ليبيا ـ بلد شاسع بتعداد سكاني ضعيف حوالي ٨ ملايين نسمة، يمتد من المتوسط إلى الساحل الإفريقي، ولم يتم إلى الآن إقامة حكومة قويّة.
فآخر من تقلّد منصب وزير أول، علي زيدان لاذ بالفرار، أسقطه البرلمان. يؤخذ عليه عدم القدرة على إستعادة السيطرة على المنشآت النفطية للبلاد، لاسيّما المرافئ النفطية للساحل الشرقي الواقعة بين أيدي الجماعات المسلّحة مؤشر عن فوضى غير مسبوقة منتشرة في البلاد، الصادرات البترولية تقهقرت: من مليون ونصف برميل يوميا العام ٢٠١١ إلى ٠٠٠ر٢٣٥، حسب الشركة الوطنية للنفط التابعة للدولة. في المدن الكبرى إنعدام الأمن بلغ مداه، ليس هناك وزيرا للداخلية، الميليشيات والعصابات المسلّحة تتحكم في الشارع، خليط من الإجرام الموسّع والإسلاموية، متناقضات تاريخية مرة: لندن، باريس وواشنطن تنصح رعاياها بعدم التوجّه إلى ليبيا.(٣).
ماذا يفعل الغرب بعد قتل القذافي؟
في مقالة تحليلية نقلت جريدة لوموند عبارات الصحفي باتريك كوكبورن ـ أحد أحسن المتخصصين في الشرق الأدنى ـ في جريدة ذي أندبندنت: “أحد أكبر المظاهر المثيرة للدهشة في أحداث ليبيا اليوم، هو تراجع الاهتمام الذي أبدته تلك الدول، عندما ذهبت إلى الحرب من غير وعي سنة ٢٠١١”.
حسب “هيومن رايتس ووتش” الميليشيات تحتجز حوالي ٨٠٠٠ شخص في سجونها، أين يمارس التعذيب بشكل روتيني.
هذه الميليشيات تتقاتل فيما بينها بشكل مستمر، وهذه المعركة تأخذ يوما بعد يوم شكل نزاع يستهدف فصل شرق البلاد عن غربها، هذه اللوحة القاتمة ليس موضوعها تقديم حكم بعدي على التدخل الغربي، وليس التقليل من الممارسات الديكتاتورية للقذافي.”(٢) “مدعومة من الجامعة العربية والأمم المتحدة عملية ٢٠١١ ـ التي دافع عنها العالم ـ تم اتخاذ القرار بشأنها في حالة إستثنائية: من المنطقي التخوّف من حصول إبادة جماعية في مدينة بنغازي. ولكن واقع ليبيا اليوم يدفعنا إلى طرح هذا التساؤل: هل يمكن أن يبلغ عدم الاهتمام إلى هذه الدرجة بوضعية شاركنا بطريقة أو بأخرى في إحداثها؟”(٣).
منطقيا علينا التخوّف من إضمحلال الدولة الليبية ـ قد يكون ـ إيمانا بالمعجزة ـ أن نشاهد مساندة جريدة لوموند لبرنار هنري ليفي جديد رجل تانتان حقيقي للديمقراطيين، الذي قيل أنه حاولنا تجريب مهاراته في متاريس ميدان في كييف ولكن تم سحبه بسرعة، الأوكرانيون ليسوا وقود حروب! ليسوا عَرَباً.
ومع كل ما يحمل هذا من شعور عنصري في مخيّلة أولئك الذين بعد أن فتحوا أبواب كل شيء وجعلوا من ليبيا بلد الدم والنار ـ قرّروا عدم اتخاذ أي إجراء حيال وضعية الفوضى العارمة التي تعيشها ليبيا، مقارنة مع الضّم السلمي لجزيرة القرم المطبوع بصبغة إنسانية وشرعية.
الليبيون يعيشون الجحيم اليوم، بالمقارنة .. ديكتاتورية القذافي كانت نعيما، ولا أحد يتحمّل المسؤولية! الأسلحة في كل مكان في ليبيا وبين أيدي الإرهابيين الذين فرّوا إلي مالي. الفوضى عمّت في هذا البلد الذي يزداد فقره يوما بعد يوم.
على طريق التقسيم
منذ سقوط نظام العقيد القذافي سنة ٢٠١١، تواجه ليبيا حالة عدم إستقرار سياسي، كما تواجه توجهات إنفصالية وعنف خارج عن السيطرة في ظل إنتشار للسلاح، كل هذا يرهن تطورها الإقتصادي، ونطلّع ـ مؤخرا ـ أن القوات الخاصة للبحرية الأمريكية سيطرة ليلة الأحد إلى الاثنين ١٧ على ناقلة النفط التي حاولت نقل الخام الذي تم شراؤه من المتمردين الليبيين في شرق البلاد.
إستحالة إتفاق السلطة المركزية مع المناطق الأخرى، أدى إلى الفوضى. جاءت هذه المساهمة بدون تصرّف لجريدة لوموند وبعد أن نفخت في الجمر في الوقت المناسب، والتي أعطت وصفا مرا لا يخلو من النفاق هذه المرة: “الحكومة المعلنة في شرق ليبيا ـ الذراع السياسي للتمرّد ـ أعلنت خلال حفل عن بداية تصدير الخام من مرفأ الصدرة، المتوقف منذ شهر جويلية. “نعلم الليبيين والعالم أجمع أننا شرعنا في تصدير النفط” في تصريح لبعد ربّه البراسي.
رئيس المكتب التنفيذي لحكومة شرق ليبيا. “لا نتحدى الحكومة ولا المجلس [البرلمان]. لكن نستردّ حقوقنا”. صرّح بذلك مندّدا بتهميش منطقته، منذ جويلية ٢٠١٣ يشلّ إنفصاليو الشرق مواقع بترولية في هذه المنطقة أوقفوا بذلك صادرات الخام وحرموا البلاد من المصدر الرئيسي للموارد والمداخيل، زعيمهم إبراهيم جُهران، الذي نصّب نفسه شهر أوت رئيس المكتب التنفيذي لمنطقة شرق ليبيا، اتهم الحكومة في البداية بالفساد. وبعد فشل وساطة قامت بها قبائل ومسؤولون محليون، هددت الحكومة في مرات متكررة، اللجوء إلى القوّة لتحرير المواقع النفطية المشلولة، دون أن تفعل ذلك، كما هدّدت بإطلاق النار على كل باخرة تقترب من المرافئ النفطية لا تربطها عقود مع الشركة الوطنية للنفط.(٣)
نرى ذلك، القوة غير فعّالة، حلم ليبيا موحّدة أصبح تصورا نظريا، الحلّ الوسط للفيدرالية لا يبدو أنه لقي قبولا لدى السلطة المركزية، رغم أن “دعاة الفيدرالية يؤكدون أن توجههم يعتمد على دستور ١٩٥١ الذي يقسّم البلاد إلى ثلاث مناطق: منطقة شرق ليبيا، منطقة طرابلس (غرب) وفزان (جنوب)، قبل إلغاء العمل بالنظام الفيدرالي العام ١٩٦٣.
«لا نعمل على تقسيم البلاد، أكد البرّاسي، مداخيل النفط ستقسم على المناطق الثلاث”. أردف قائلا، متعهدا بشفافية العمولات. شلّ المرافئ النفطية أدّى إلى تدهور إنتاج البترول، حيث بلغ ٠٠٠ ، ٢٥٠ برميل يوميا، بينما كان يصل من قبل إلى ٥ر١ مليون برميل يوميا.(٣).
دعوات السلطات الليبية التي لم تلق لها صدى
الوزير الأول الليبي السابق، علي زيدان، لجأ إلى أوروبا ساعات بعد عزله من قبل المؤتمر الوطني العام (برلمان البلاد). ولأول مرة الحكومة الليبية تتهم علنيا (مجموعات إرهابية) بالوقوف وراء عشرات الاعتداءات والإغتيالات ضدّ مصالح الأمن والمصالح الغربية، والتي وقّعت الأشهر الأخيرة في شرق البلاد. “المجتمع الدولي والأمم المتحدة ـ على وجه الخصوص ـ مطالبة بتقديم الدعم الكافي للقضاء على الإرهاب في المدن الليبية. الأمة وحّدت نفسها في مواجهة الجماعات الإرهابية، وتدعو الحكومة إلى تجنيد قواتها العسكرية والأمنية لمواجهة هذه الظاهرة. مدينة بنغازي، درنة (شرق) وسيرت (وسط) ومدن أخرى تواجه حربا إرهابية تشنّها عناصر ليبية وأجنبية لديها أجندات عدوانية”.
السلطات الليبية لم تذكر فصيلا معيّنا، ولكن المدن المذكورة هي قلاع معروفة للعديد من الجماعات المتطرفة، منهم ـ على وجه الخصوص ـ جماعة أنصار الشريعة.(٤)
مستقبل ليبيا
«لا يكفي تغيير رئيس الحكومة علي زيدان، لتفادي إنشطار محتمل لليبيا، المفخّخ بشهية القبائل والجماعات المتطلعة إلى البترول. ٨٠٪ من الموارد البترولية تقع شرق البلاد، في حين أن مقر الحكومة يوجد في الغرب! وجود ليبيا موحّدة تبدو أكثر فأكثر مهمة فاشلة (…) حكومة إقليم برقة، قرّر التمترس خلف مواقعه، الدولة الليبية واجب أن تتواجد أين تتواجد الثروات البترولية وعلى حكومة إقليم برقة التصرّف في تقسيم العوائد على المناطق الأخرى، على صعيد آخر، نطلّع أن وجوها بارزة من كبرى مدن الشرق الليبي توجهت إلى القاهرة، والتقت الماريشال عبد الفتاح السيسي، هذا الأخير ـ وحسب أحد أعضاء الوفد من قبيلة العبيدات ـ وعد زائريه أن مصر ستدعّم المطالب المشروعة لجيرانها، خاصة في نضالهم ضدّ “الإستفزازات” الإرهابية للإسلاميين، الدعم المصري يقوّي إقليم برقة على حساب مواجهة الزعماء الليبيين الآخرين”.(٥)
أين الهوية الليبية في خضم كل هذا؟ هل تختصر في البترول؟ فضلات الشيطان”، كما قال “هيغو شافيز”.
المراهنة كبيرة ماعدا حصول معجزة تثبت العكس، أن ليبيا على طريق التقسيم، ليبيا ستكون الدولة الثالثة بعد العراق والسودان في دفع ضريبة التجزئة التي أرادها بوش (مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط)، وقبل التحضيرات القادمة لتجزئة اليمن إلى ستة مناطق، سوريا وفيما بعد مصر بإستحداث جيوب قبطية.
لماذا يجب أن نكون حذرين أكثر من أي وقت مضى، لا يجب أن نعتقد أننا محصّنين! يجب أن نناضل قبل كل شيء قبل الإقتصاد، قبل السكنات، من أجل وحدة البلاد، وهذا يمرّ بمدرسة فعّالة، ثقافة ذات نوعية، ولكن كذلك عن طريق فضاءات إختلاط، كما هو الشأن في الخدمة الوطنية.
المراجع:
1. La guerre en Libye racontée par Bernard-Henri Lévy.
Ou comment le “moi-je” devient la trame d’un récit d’aventure - tout le contraire d’un livre d’Histoire. http://larouetournehuma.blogspot.com/2011/ 11/ histoires-libue-quand-bhl-devient-le.html
2. R. Baroudhttp://www.legrandsoir.info/bernard-henri-levy-et-la-destruction-de-la…
3. http://www.lemonde.fr/libye/article/2014/03/19/la-libye-trois-ans-plus-tard-un-pays-a-al-abandon_4385568_1496980html
4. La Libye veut s’attaquer frontalement au terrorisme Le Monde.fr avec AFP 20 . 03 . 2014
5.http://mondafrique.com/lire/economie/2014/03/12 la-guerre-autour-du-partage-du-pactole-petrolier-fait-rage-en-libyei