تبعا لقرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، القاضي بتعليق الدراسة في كامل التراب الوطني أسبوعا قبل العطلة الرسمية، والذي لاقى استحسانا كبيرا من قبل المواطنين، تحركت الطبقة السياسية في نفس الاتجاه، متخذة قرار إلغاء اجتماعات هامة وتجمعات شعبية بسبب فيروس كورونا، على غرار جبهة العدالة والتنمية وحركة مجتمع السلم، في انتظار حسم أحزاب برمجت مؤتمراتها على غرار «الأرندي» في عقدها من عدمه.
الجزائر على غرار دول العالم ليست في منأى من الفيروس الفتاك «كورونا»، وبغض النظر عما إذا كان الأمر يتعلق بحرب بيولوجية تدفع الشعوب ثمنها من عدمه، إلا أن الواقع اليوم مفزع ومرير في العالم عموما، والجزائر بعد تسجيل أولى حالات الوفيات، مطالبة بيقظة وحذر شديدين لاسيما في ظل استمرار الرحلات، السبب الرئيسي في كل الحالات المسجلة التي قدمت من الدول الأوروبية أين استفحل فيها المرض.
الطبقة السياسية ووعيا بالخطر الكبير الذي يشكله «كوفيد 19 « الذي استيقظ عليه العالم في 2020، بعدما ظهر في الصين الشهر الأخير من العام 2019، اتخذت قرارات مهمة، ينبغي على الكل السير على نفس النهج، وفي هذا الإطار كانت قيادة جبهة العدالة والتنمية سباقة إلى إعلان تأجيل اجتماع كان مقررا اليوم لأعلى هيئة على مستواها ممثلة في مجلس الشورى.
وجاء في إعلان نشره العضو القيادي والبرلماني لخضر بن خلاف، أمس، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، وقعه رئيس الحزب «نظرا لمستجدات إجراءات الوقاية الصحية، وبناء على طلب أعضاء المجلس وبعد التشاور مع مكتب مجلس الشورى الوطني لجبهة العدالة والتنمية، وكذا مع رئيس الجبهة والأمين الأول ممثلا للمكتب التنفيذي الوطني، وعدد من أعضاء مجلس الشورى الوطني، فإنه تقرر تأجيل الدورة العادية للمجلس المبرمجة السبت 14مارس 2020، وذلك تجنبا لأي مخاطر صحية محتملة مرتبطة بوباء كورونا».
من جهته، رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، أعلن بدوره عن تأجيل التجمعات الشعبية التي كانت مبرمجة، وجاء في بيان وقعه المكلف بالإعلام والاتصال بوعبد الله بن عجمية، «نظرا للأوضاع العامة المتعلقة بانتشار وباء كورونا، قرر المكتب التنفيذي الوطني لحركة مجتمع السلم تأجيل ملتقيي الهياكل بولاية المدية وولاية المسيلة الذين كانا مقررين يومي الجمعة 13 والسبت 14 مارس 2020، على التوالي ضمن سلسلة الملتقيات الجهوية التي شرعت فيها الحركة منذ شهر فيفري المنقضي، والقرار ينطبق أيضا على كل التجمعات الواسعة المبرمجة لغاية انتفاء المانع المذكور أعلاه».
في غضون ذلك التجمع الوطني الديمقراطي الذي برمج مؤتمرا استثنائيا في 18 و19 مارس الجاري لم يعلن بعد، إذا ما سيتم عقده أوتأجيله من باب الاحتراز، كون المشاركة في المؤتمرات تعد بالمئات، وبالتالي ازدياد احتمالات خطر الإصابة بالعدوى.