هل كان لا بد أن يظهر فيروس كورونا «كوفيد -19» ليتم التحسيس على النظافة التي يؤكد المختصون في علم الأوبئة أنها السبيل الفعال لوقف أي عدوى من مرض أووباء، بالإضافة إلى هذا الوباء العالمي آلاف الفيروسات تجد في البؤر الوسخة محيطا مناسبا للتكاثر والانتشار.
استفاقة مفاجئة للجزائريين بأهمية الرجوع إلى السلوكات الحسنة تجاه أنفسهم، سارع الجميع لاقتناء المواد المطهرة والمعقمة، الصيدليات استنفذت مخزونها من المطهرات ضد الجراثيم، والأقنعة الواقية، متناسين نظافة المحيط التي تساهم بشكل كبير وخطير في انتشار الميكروبات والفيروسات باختلاف أنواعها ودرجات خطورتها.
في الوقت الذي يرتفع فيه عدد الإصابات بفيروس كورنا الجديد وتسجيل وفيات، الحديث عن النظافة ما يزال يقتصر على اليدين مع التركيز على ضرورة الابتعاد عن الأشخاص الذين يحملون أعراضا يحتمل إصابتهم بهذا الفيروس.
لكن ما لا يعيره الناس اهتماما هو نظافة المحيط، حيث في الوقت الذي يقوم العالم ولا يقعد بسبب فيروس كورونا القاتل، ما تزال أكوام من النفايات تنتشر على جنبات الطرقات، وحجمها يزداد يوما بعد يوم، تنبعث منها الروائح الكريهة المملوءة بالميكروبات والجراثيم، التي تسبب العديد من الأمراض منها الجلدية وأغلبها تصيب الجهاز التنفسي كمرض الربو والحساسية.
حتى فيروس كورونا «كوفيد -19» يستقر في الرئتين بعد دخوله إلى جسم الإنسان، وينتقل بنفس الطريقة التي ينتقل بها فيروس الأنفلونزا الموسمية، عن طريق الرذاذ الذي ينتج عن العطس أو السعال، كما يحمل نفس الأعراض تقريبا.
وقد أكد المختصون في على الأوبئة الوطنيون منهم والأجانب على أهمية النظافة والتطهير المستمر للجسم والمحيط للتقليل من أخطار الأمراض التي تجد في البيئة الملوثة والمتسخة مكانا ملائما لتكاثرها وانتشارها لتنتقل إلى الإنسان، وتصيبه بأمراض معدية خطرة، فهل من متعظ؟.