كشف المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة سامي بن شيخ عن إتلاف أكثر من مليون و700 دعامة سمعية وسمعية بصرية مقلدة، كانت ستوزع بدون تصريح من الديوان الوطني، وتتمثل في أشرطة، أقراص مضغوطة، دي في دي ودي في أكس.
تأتي هذه المبادرة حسب ما أكده سامي بن شيخ خلال ندوة صحفية نشطها أمس بالمركز الثقافي عيسى مسعودي بالإذاعة الوطنية، في إطار مكافحة القرصنة، حيث أنهم ـ يضيف ـ وطبقا لمهامهم قاموا بحجز 1.739.829 دعامة سمعية بصرية عن طريق مراقبين قابضين بالوكالات الجهوية للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، والمتوزعة عبر عدد من ولايات الوطن منها 05 وكالات في غرب الجزائر، 03 في الوسط و05 شرقا، مهمتهم مراقبة السوق الفني واستخلاص كل عائدات حقوق المؤلف الناجمة عن استغلال المصنفات.
وقال سامي بن شيخ أن قصر الثقافة مفدي زكريا يشهد اليوم عملية إتلاف الدعائم المقرصنة بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي ونخبة من الفنانين الجزائريين وإطارات دولة، مؤكدا أنه على سبيل المثال تم قرصنة 15 ألف قرص لأغنية الشاب الخالد «إنها الحياة» ، قائلا إن هذه الأعمال الفنية يحميها القانون الجزائري.
من جانب آخر أشار مدير الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة إلى أن الهدف من هذه العملية هو إرسال إشارات قوية للمؤسسات الخارجية وعلى رأسهم الاتحاد الأوربي على أن الجزائر رائدة في مجال حماية حقوق المؤلفين، وتولي أهمية كبرى للممتلكات الفكرية، والتي أصبحت التزاما خاصا بمؤسسات الدولة، حيث قامت بمبادرات كثيرة في هذا المجال، منها أيضا إتلاف مليون دعامة مقرصنة خلال سنة 2012، مؤكدا أن الدولة ستواصل جهودها وستتلف إن تتطلب الأمر أكثر من 05 ملايين دعامة، إلى غاية القضاء نهائيا على هذه الظاهرة التي باتت تهدد حقوق المؤلفين والفنانين.
وأضاف المتحدث أن عملية مكافحة القرصنة تتم بالتنسيق مع الشرطة الجزائرية، الدرك الوطني والجمارك، حيث تم توقيع اتفاقيات مع هاته الهيئات آخرها بروتوكول تعاون مع الجمارك الجزائرية، على اعتبار أن مكافحة القرصنة أصبحت التزاما يخص مؤسسات الدولة، ولا تقتصر فقط على الديوان الوطني لحماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، كما أكد أنه يتم اليوم توقيع اتفاقية مع المتعامل في الهاتف النقال موبيليس فيما يخص تحميل الرنات الموسيقية، خاصة مع دخول الجزائر مرحلة الجيل الثالث.
سامي بن شيخ أكد أيضا خلال الندوة الصحفية أن الديوان يقوم بمهمتين أساسيتين أولهما تحسيس المجتمع المدني بخطورة الظاهرة، لا سيما وسط الشباب وفي المدارس، حيث عاد بن شيخ إلى المبادرة التي أطلقتها «لوندا» في اليوم العالمي للملكية الفكرية، بتخصيص درس مدته 10 دقائق حول الملكية الفكرية على المستوى الوطني، وفي كل المؤسسات التربوية الجزائرية.
أما هدفها الثاني هو متابعة أمام العدالة كل اعتداء على حقوق المؤلف، من أجل وقف هذه الظاهرة وإلزام منتهكي حقوق الملكية على طلب التصريح من الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ودفع المستحقات.
وأضاف في الأخير أن «لوندا» تعمل على دعم المواهب الشابة، حيث قامت بتمويل مؤخرا 22 ألبوما غنائيا.