يُعرف أفريل بشهر التراث، ذلك التقليد المغاربي الذي مافتئ يوسع رقعته ويكثّف نشاطاته بغية تقريبها من الجماهير وإعادة الاعتبار لتراث ضارب في عمق الحضارات ويبقى في حاجة إلى مزيد من الجهود لحمايته من زوابع العولمة التي تجرف خصوصيات الهوية.
أضافت سيرورة الزمن الكثير لشهر التراث ، حيث التحق منذ 21 سنة اليوم العالمي للاثار والمواقع الاثرية، المصادف ل 18 أفريل من كل عام ، وتستمر التظاهرات والأحداث الثقافية وصولا إلى اليوم العالمي للمتاحف 18 ماي.
وقد تطرقت»استخبار» المجلة الشهرية الصادرة عن وزارة الثقافة إلى هذا الموضوع في افتتاحية عددها لشهر أفريل، حيث قالت إن ميزة هذه السنة، أن التظاهرة تتساوق تماما مع التغيرات الطارئة في بداية هذه الألفية، إذ تولي الاهتمام إلى التأثيرات المختلفة للتكنولوجيات الجديدة على الثقافة وبخاصة على التراث، الشيئ الذي جعل طبعة 2014 لشهر التراث تركز برامجها على موضوع «التراث الثقافي بين المعرفة والتحكم في عصر الرقمنة».
ومن جهتها أكدت وزيرة الثقافة خليدة تومي على مدى إقحام التكنولوجيات الجديدة للاتصال «وسائل جديدة لفهم الواقع المعيش الذي يخلق مواقف وسلوكات غير مألوفة، خاصة في العلاقة مع الإحساس والعاطفة». وتدعو مختلف الفاعلين والمتعاملين في مجال تكنولوجيات الاتصال الجديدة والديوان الوطني لحقوق التأليف والجامعيين والباحثين ومحافظي المتاحف والمهندسين المعماريين والمصممين والفنانين والحرفيين والعاملين في الإشهار والمصورين
وغيرهم، إلى الاستثمار في شهر التراث عبر نقاشات حول الموضوع المقترح، ويتعلق الأمر بالتفكير، والتصور معا بشأن كل الجسور التي يمكن بناؤها بين التراث والرقمنة، بين الماضي والمستقبل.
كما تطرقت «استخبار» إلى عديد الأحداث التي عاشتها الساحة الثقافية، سواء تعلق الأمر بتلك الوجوه البارزة التي خدمت الفن ورحلت لتترك حقيبة تحمل بين ثناياها زخما يدرج ضمن التراث الوطني، أو تلك التظاهرات التي أثرت البرنامج والنشاط الثقافي عبر مختلف المؤسسات وفي مختلف الأنواع والاجناس الابداعية والفنية.