يكون عشّاق الفن السابع في الفترة الممتدة من 19 إلى 30 أفريل الجاري، في كل من سينماتك الجزائر العاصمة وتيزي وزو على موعد مع العرض الوطني للفيلم الوثائقي «عبد القادر مؤسّس الدّولة الجزائرية» لمخرجه سالم براهيمي، والذي يروي فيه حياة مؤسّس الدولة الجزائرية الحديثة ومساره التاريخي.
تواصل الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي مهمة الإعلان والترويج للسينما الجزائرية، وذلك بتقديم آخر إنتاجاتها للجمهور، حيث تقوم بعرض الفيلم الوثائقي «عبد القادر» الذي أشرفت على إنتاجه بدعم من وزارة الثقافة، صندوق ترقية الفنون والتقنيات السينمائية وبدعم تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011، والذي كان من المنتظر عرضه خلال هذه التظاهرة الثقافية، إلاّ أنّه تأخّر بسبب الأوضاع التي تعيشها سوريا، حيث لم يتمكّن المخرج من تصوير حياة الأمير بدمشق لصعوبة التصوير هناك، وهو ما جعله يركز أكثر على الجانب العسكري لعبد القادر.
وعلى هذا الأساس صوّر المخرج خلال 96 دقيقة مقاومة الأمير عبد القادر ضد الاستعمار الفرنسي للجزائر، والحروب الناجحة التي قادها، من بينها معركة مضيق سيدي مبارك، وصولا إلى استيلاء الفرنسيين على مدينة معسكر.
كما أبرز الفيلم جهود وبَسالة الأمير عبد القادر وتنقلاته لأجل استقرار وتحرير الجزائر، حيث لم يتوان أيضا في غزو القبائل المساندة للاستعمار الفرنسي، لتتوالى الأحداث إلى غاية توقيعه لمعاهدة التافنة الشهيرة بتاريخ 30 ماي 1837، والتي من خلالها بدأ العمل على تقوية الدولة وتحصين المدن وتأسيس ورشات عسكرية وبعث روح الوطنية والمواطنة، غير أنّ قوة فرنسا العظمى حالت دون استمرار دولته طويلا بمهاجمتها كل المدن التي عين فيها خلفاء له إلى أن قضت على عاصمته المتنقلة المعروفة بـ «زمالة الأمير» واقتادته أسيرا إلى فرنسا في ديسمبر 1847، فضلا عن الفترة التي تلت إخراجه من السجن في 1852 من طرف نابليون الثالث وبداية رحلة أخرى قادته إلى الشرق ببورصة واسطمبول ودمشق، التي استقر بها ليصبح ذا مكانة بين علماء ووجهاء الشام، وقام بالتدريس في المدرسة الأشرفية، ثم الجامع الأموي، إلى أن وافته المنية بها في ماي 1883.
من جهة أخرى، عاد الفيلم إلى نسب الأمير عبد القادر، ابن أحد شيوخ الطريقة الصوفية القادرية محي الدين، وكيف تابع دراسته على يد علماء أجلاء أخذ منهم أصول العلوم الدينية والأدب العربي والتاريخ، فضلا عن تميزه بالذكاء الحاد والفروسية والعلم، ليبايعه الجزائريون عام 1832 أميرا لمقاومة الغزو الفرنسي للجزائر.
يذكر أنّ المخرج اعتمد في فيلمه على حوارات ومقابلات مع العديد من المؤرخين الأجانب، والمختصين في تاريخ الجزائر والكتّاب الذين كتبوا عن الأمير عبد القادر سواء في الجزائر أو الخارج، فضلا عن سبر آراء في مختلف المدن الجزائرية قصد تقصّي مدى معرفة الجمهور لشخصية الأمير عبد القادر.