تبدع في رواق الفن التشكيلي وتتموقع بموهبة صارخة مع الحرفيين لتزخرف بأنامل رقيقة تحفا فنية تقليدية، تحاول من خلالها الحفاظ على كل ما هو تقليدي وأصيل في الجزائر العميقة، إنها المبدعة والموهوبة مالية بن علي خوجة، ورغم صغر سنها وجدناها قد ولجت وتذوقت جميع فنون المدارس التشكيلية دون أن تتمرس في تكوين أكاديمي لفن الرسم.
رغم اتقانها تطويع ريشة الألوان منذ الصغر لم تفكر يوما أنها ستختار لنفسها طريق التشكيلين، وفضاء الألوان وتجسيد الحالة النفسية والمناظر الطبيعة على البياض الناصع، لكن لقاءها بلوحة أحد الفنانين الفرنسيين صدفة، حرك بداخلها تلك الموهبة التي كانت سجينة بسبب تركيزها على تحصيلها الدراسي بشكل أكبر.
عكفت مالية بن علي خوجة في البداية على دراسة الفن التشكيلي بجد واهتمام بشكل عصامي، وألمت بتقنياته وأسراره ولم يتعد سنها 14 سنة، ثم بدأ عطائها وتميزت بذوقها التشكيلي الرفيع تنتقي التحف الطينية وتلبسها سحرا من الزخرفة التقليدية الجزائرية الأصيلة تارة تنتقي الأمازيغية وتارة أخرى المغاربية كإشارة منها إلى وحدة دول المغرب العربي، واليوم تمكنت من رسم 15 لوحة والعديد من التحف وأقامت بعض المعارض بقصر الثقافة وبأروقة خاصة، وتتطلع من أجل أن تنقل كل ما هو جزائري من إبداعات الشباب إلى خارج الوطن كي تعطي وجها مشرفا للجزائرية والوطن.
ترسم مالية لواحاتها على الزجاج وترسم على القماش وتزخرف على الطين وتتفنن في مختلف الفضاءات الطبيعية والتي تتجاوب مع ريشة الفنان.
قالت بأنها تعتنق وتنجذب نحو المدرسة التجريدية بعد أن مرت بالمدرسة الوحشية والانطباعية والتكعيبية في تجربة الفن الملغمة بالألوان التي يطاردها الفنان بريشة ظمآنة من أجل تجسيد أفكاره وأحاسيسه في الحياة، وتسحرها في كل ذلك الألوان الحارة والحارقة على غرار الأحمر والأخضر والأزرق وعندما تعتريها مشاعر الحزن تكون لوحتها مظلمة وفي حالة الفرح ينبعث منها الإشراق.
تبتعد مالية عن التقليد وتبحث عن التميّز من خلال انتقائها لمواضيع مثيرة في لوحاتها، فتفضل أن تجعل من تجسيد صورة الوردة تمتتزج مع صورة المرأة في آن واحد، وتلتفت للمرأة الافريقية ومعاناتها فترسمها وهي تحمل ابنها على ظهرها ومنظر الغروب يطبع اللوحة، وتظهر لوحاتها أنها عاشقة للألوان الوحشية تعبر بقوة وصمت من أجل أن تمنح المتأمل الراحة والطمأنينة من خلال الوردي والأصفر والأحمر، حيث تستحضر ألوان الضوء لتبعث الأمل للنفوس التي تسرب نحوها اليأس.
قالت بأنهم كشباب يحتاجون إلى التشجيع لتشريف الجزائر والمساهمة في ترقية المشهد التشكيلي الوطني، لأنها تطمح أن تلج هذا المجال بقوة عقب إنهائها لدراستها الأكاديمية من خلال التكوين والعمل الجاد.