قال عبد المالك سلال، أمس، من ولايتي الشلف وعين الدفلى، أن مشروع المترشح الحر، عبد العزيز بوتفليقة، قائم على تكريس دولة حقيقية مبنية على التجديد السياسي والحريات العامة، وأفاد أن الدور قد جاء على جيل الاستقلال لاستلام المسؤوليات العليا لإدارة شؤون بلاده، ووعد بتهيئة الظروف المناسبة لانخراط الشباب والاستفادة منهم في حركية التطور الاقتصادي والاجتماعي.
أكد سلال، أن غاية بوتفليقة من الفترة الرئاسية المقبلة، إنهاء ما بدأه منذ قدومه سنة 1999، ولفت في قاعة مكتظة عن آخرها بأنصار المترشح بولاية الشلف، أن «تلك المرحلة كانت عصيبة ومعقدة جدا، لكنه قبل المهمة وتحمل المسؤولية» وأكثر من ذلك يقول مدير حملته «حقق الأمن والاستقرار والذي وعد به، وأرجع مكانة الجزائر في المحافل الدولية، وقضى على الأزمة الاقتصادية الخانقة».
وذكر مواطني عاصمة الونشريس، الذين قدموا من كل بلدياتها، بما عاشته ولايتهم سنوات التسعينات، قبل أن تستبدل تلك الظروف بالطمأنينة والهدوء، بفضل المقاومة وصمود الشعب وسياسة عبد العزيز بوتفليقة التي بناها على الوئام والمصالحة الوطنية ونبذ العنف بين الجزائريين.
وأوضح سلال، أن المنجزات التي تحققت على أرض الواقع من البنى التحتية الضرورية والمؤسسات الهامة، تجعل البلاد في حاجة إلى رجل بقيمة بوتفليقة لاستكمال المسيرة وايصال الجزائر الى مكانة أرفع، «وذلك ما يتعهد به وسيوفي كما فعل دائما» يؤكد المتحدث.
وتابع «الفترة المقبلة يردها مرشحكم لتكريس الدولة الحقيقية، دولة الانفتاح السياسي التي تحمي حقوق المواطنين وتقوي حرياتهم ومشاركتهم في صنع القرار (الديمقراطية التشاركية) وتقضي على الحقرة بصفة نهائية» كل ذلك يتعزز في التعديل الدستوري المنتظر.
مدير الحملة الانتخابية للمترشح الحر، أفاد أن إرادة قوية وعزيمة تحدوان بوتفليقة ومسانديه لبناء الدولة الجزائرية الجديدة، دون الالتفات لدعاة الإحباط واليأس «الذي يحاول إنزال معنوياتنا ولكن الجزائر لن تعود للوراء ولن نتراجع خطوة واحدة من اجل المستقبل». هذا المستقبل يقول سلال انه بين أيدي جيل الاستقلال والطاقات الشبانية «لأنه حان الوقت لتسليم المشعل، وتتقلد المسؤوليات العليا». مذكرا بخلق برنامج «ثوب» لمساعدة الجامعيين على إنجاح مشاريعهم الخاصة.
وبالنسبة لعبد المالك سلال، لن يكون بالإمكان الاستفادة من الشباب، دون منحهم العناية الفائقة، عن طريق توفير الشغل والسكن والسعادة «وإذا غابت هذه الأمور لا يمكن أن نطلب منهم المساهمة في بناء الوطن وخلق الإنتاج» مضيفا «لن نوفر لهم الظروف ولنتركهم يعيشون حياتهم» مشددا على أهمية الحفاظ على قيم الهوية الجزائرية، العربية، الأمازيغية والإسلامية.
ووعد المتحدث، سكان ولاية الشلف بالقضاء على أزمة السكن وتطهيرها من الشاليهات بصفة نهائية، كاشفا عن معالجة 70 بالمائة من الملفات خلال الثلاثي الأول من العام الجاري، ولن يكون هذا النوع من السكن وشقق الغرفة الواحدة مستقبلا، وتعهد على دعم الفلاحين والصناعيين بالولاية للنهوض بالقطاعين وتعزيز مكانتها كقطب وطني هام.
وأشار سلال، الى ان الجمهورية الجديدة ستكون جامعة لشمل الجزائريين»لأننا لا نكن كرها لأحد ونؤمن أننا شعب ووطن واحد ومشروعنا واحد هو جزائر قوية بامكاناتها البشرية والطبيعية».
حذاري.. يجب أن نحافظ على وحدتنا
لم يقل الجو حماسة في عين الدفلى عن سابقه في الشلف ورقص الشيوخ والشباب داخل دار الثقافة معا لاستقبال مدير حملة المترشح عبد العزيز بوتفليقة، الذي شدد أمامهم على التماسك الوطني وطرد المتربصين بالأمن وزارعي الفتنة، وقال «صحيح لدينا شعب قوي وجيش قوي، لكن الظروف المحيطة بنا تجعل من التماسك ضرورة حتمية للحفاظ على المكاسب ودفع البلاد إلى الأمام أكثر، لذلك علينا بالحذر ولابد ان نتلاحم».
وكشف سلال أن التضامن مع الوطن، شكل دائما عماد سياسة عبد العزيز بوتفليقة، واعدا بمواصلة تحسين الوضعية الاجتماعية وتثمين المكاسب المحققة في هذا المجال، مفيدا ان القضاء النهائي على أزمة السكن يشكل احد الأولويات الرئيسية للمترشح الحر، حيث يوجد مليون و900 ألف وحدة قيد الانجاز والجزائر في حاجة إلى 750 ألف وستتواصل الانجازات.
واعتبر سلال، الفضل فيما بلغته البلاد اليوم يعود للاستقرار لكن ماذا يعني هذا الاستقرار اليوم؟ يتساءل الوزير الأول السابق، ليؤكد مجيبا انه يعني تحسين الظروف الاجتماعية للجزائريين.
ولم يحن الوقت حسبه فقط ليأخذ الشباب الجزائري المتعلم زمام الأمور، ولكن للاعتماد على سواعدنا وتحقيق الاكتفاء الذاتي والغذائي وفق مقتضيات المرحلة، لذلك وضع المترشح بوتفليقة في برنامجه دعم القطاع الفلاحي باستصلاح مليون هكتار من الأراضي الفلاحية ومضاعفة المساحات المسقية، ما من شأنه أن يقفز بنسبة الاكتفاء من 70 الى 100 بالمائة. ولمح الى ان الاقتصاد لا يجب ان يبقى مرهون بالغاز والبترول، واعلن عن فتح ثانويات جديدة متخصصة في الفلاحة.
وأكد لسكان عين الدفلى ـ الذين وصفهم بالجبال ـ أبناء بلد الجبال، أن بوتفليقة يريد ديمقراطية حقيقية وليس كلام، «وتعرفون انه اذا وعد وفىّ وأنه رجل قادرين له شعب ورجال واقفين معه»، وشدد على ان زمن الحقرة والتداخل بين صلاحيات المؤسسات وسيادة القوة قد ولّى، «ولا سيادة الا للقانون»، وفي السياق نفسه، أشار الى أن وعي الشعب الجزائري مكن البلاد من امتلاك جبهة داخلية قوية وبها نستطيع ان نكون رائدين متوسطيا وافريقيا.
هذا وحظي سلال باستقبال شعبي حافل بزاوية سيدي الشيخ بن عودة بولاية غليزان.