طباعة هذه الصفحة

خلال ملتقى حول التبادل الجزائري ـ البريطاني

المملكة المتحدة  تعرض خدماتها في تنظيم التظاهرات الرياضيات الكبرى

وهران: براهمية مسعودة

 الشروط التنظيمية  والأمنية والترويجية على طاولة النقاش

 الجزائــر تنفق 644 مليون دولار لإنجــاح الألعـــاب المتوسطيــة

شكّلت مسألة تباحث التحديات التنظيمية والأمنية والترويجية الكفيلة بإنجاح الدورة 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط، محور فعاليات الملتقى الدولي حول تبادل الخبرات في تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى، الملتئمة أشغاله بوهران من 9 إلى 10 مارس بالتعاون مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية وسفارة بريطانيا بالجزائر.

هاهي عروس المتوسط، الباهية وهران، تكسب الرهان وتواصل بخطى ثابتة استعداداتها لاحتضان الألعاب المتوسطية بعد أقل من سنة ونصف، محقّقة بذلك انتصارا كبيرا، صحّحت من خلاله بعض المفاهيم الخاطئة الموروثة عن الأحداث الأخيرة التي شهدتها الجزائر.

 إلغاء الحدود الجغرافية وخاصية الأنا الآخر

وقد ثمّنت ممثلة السفارة البريطانية في الجزائر «باتريشيا كيفيتا» الجهود المبذولة من قبل الدولة الجزائرية لإنجاح الدورة 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، لتكون عاصمة الرياضة المتوسطية بهذا الأزرق الكبير الذي يوحدنا كأفارقة وأوروبيين وآسيويين في بلد الأمن والأمان، كما قالت، مؤكدة استعداد بلدها لمساعدة الجزائر على تنظيم الألعاب في إطار التعاون المشترك، وذلك على خطى دول أخرى سبق وأن نظمت مثل هذه التظاهرات.
من جانبه، أكّد والي وهران، عبد القادر جلاوي، قائلا: «الجزائر بلد الأمن والأمان والهدوء والاستقرار، لم يعد شعارا يردد، وإنما بات واقعا ملموسا، يجعلنا أكثر ارتياحا من هذا الجانب، خاصة بعد أن تمكنت البلاد بفضل مجهودات أبنائها ورجالها ونسائها المخلصين على جميع المستويات من استكمال بناء مؤسساتها الدستورية، متجاوزة بذلك مرحلة حساسة، أثارت الشكوك حول مزاعم شل التظاهرة ...».
واعتبر «جلاوي» في كلمته الافتتاحية أنّ انعقاد هذا الملتقى حول تبادل الخبرات في مجال تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى، سيما ما تعلق بجانبها الأمني، ليس لتدارس كيفيات وشروط تأمين هذه الألعاب، كما قد يتبادر إلى الأذهان، لأنّ الحديث عن الأمن بهذا المفهوم لا يكون إلا حيث لا يكون الأمن، ويفترض حسب تصورنا ضرورة البحث عن السبل الكفيلة بتوفير أقصى الشروط التنظيمية الممكنة من أجل خلق الجو المثالي للضيوف من رياضيين وزائرين ورسميين...».
كما تطرق نفس المسؤول إلى الأهداف المتوخاة من هذه التظاهرة الرياضية الهامة في إلغاء الحدود الجغرافية وخاصية الأنا الآخر وتسييد القيم الرياضية المشتركة ومبادئ السلام والأمان والتعاون والتكامل  بين شباب الأبيض المتوسط.

محاضرات تصب في إثراء التجربة الجزائرية وتثمين مقدراتها

 وقد حرص الملتقى رفيع المستوى حول التبادل الجزائري_البريطاني على تنوع المحاضرات كحجر أساس لتقريب وجهات النظر والرؤى، وبناء قواعد تنظيمية وأمنية وترويجية من تجارب الدول الناجحة في تنظيم مثل هذه التظاهرات، من أجل تبادل الخبرات وإثراء التجربة الجزائرية وتثمين مقدراتها.
وشهدت فعالياته مشاركة نوعية من الخبراء البريطانيين لنقل خبراتهم في مجال تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى، وآخرها ألعاب لندن الأولمبية 2012، وذلك من خلال برمجة عديد المداخلات الهامة بمشاركة السفارة البريطانية، وكذا رئيس اللجنة الدولية لتنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط وممثلي الطرف الجزائري ممثلا في وفد عن وزارة الداخلية وأعضاء اللجنة الأمنية الوطنية لتأمين ألعاب البحر الأبيض المتوسط، ومدير ألعاب البحر الأبيض المتوسط في نسختها الجديدة.

مساع متواصلة لكسب الرهان

 من جانبه، تطرق المدير العالم لألعاب البحث الأبيض المتوسط، وهران 2021 «سليم إيلاس» في مداخلته التي أجراها باللغة «الإنجليزية» لمجمل التحضيرات والترتيبات الخاصة بهذه الألعاب، بدءا بالمخصص المالي لهذه التظاهرة، والمقدر بـ 644 مليون دولار لإنجاز زهاء 39 مشروعا في مختلف القطاعات، من بينها 350 مليون دولار للمنشآت الرياضية.
وعرّج «إيلاس» على النواحي الرياضية والتنظيمية والتأطيرية والأمنية للنسخة 19 المقررة بوهران بين 25 جوان و 5 جويلية 2021 من خلال تخصيص 24 موقعا للتدريب و 23 موقعا رياضيا، سيحتضن 23 منافسة في 24 اختصاصا رياضيا، مؤكدا أنّ مساعيهم متواصلة لكسب الرهان وتمثل الجزائر أحسن تمثيل.
كما نوّه إلى مجهودات مختلف اللجان التي تعمل تحت لواء اللجنة التنظيمية للألعاب المتوسطية في نسختها الجديدة وخلقت للموازنة بين جميع الجوانب الضرورية لإنجاح هذا الهدف الهام، وعلى رأسهم لجنة التطوع التي اعتبرها من أهم اللجان لضمان نجاح الأحداث الرياضية، نظرا لاحتكاكها المباشر بجميع المشاركين، مشيرا إلى تسجيل 300 ألف متطوع.
وتضمنت أجندة اليوم الأول من اللقاء عديد المحاضرات الهامة، من بينها «المناجمنت المدمج وتخطيط التظاهرات الرياضية الكبرى»، وكذا محاضرة تحت عنوان «التخطيط العملياتي وتسيير أمن التظاهرات الكبرى» و»التظاهرات الرياضية كعامل رفع جاذبية الإقليم وتحقيق مكتسبات دائمة»، وغيرها من المقترحات والرؤى الجديدة  التي تستهدف أساسا الرفع من مستوى نجاعة التحضيرات الخاصة بهذه التظاهرة الرياضية العالمية.
وقد تطرق الخبير البريطاني «لان ميكستر» خلال مداخلته الموسومة بـ»المناجمنت المدمج وتخطيط التظاهرات الرياضية الكبرى» لأنجع السبل لتسيير وتأمين الحشود خلال ألعاب لندن 2012 وإسقاط ذلك على ألعاب البحر الأبيض المتوسط.
وأكّد في مداخلته على أهمية تكوين المتطوعين، مع ضمان التنسيق والتكامل بين مختلف الجهات المشاركة في تنظيم الحدث، معتبرا أنّ الوقت المتبقي يسمح بإجراء التجارب بناء على النمذجة والمحاكاة اللازمة من أجل ضمان التنظيم المحكم، ولاسيما من الجانب الأمني.
كما أبرز الخبير «إيجمان أونن» ضرورة بذل كل الجهود اللازمة لإنجاح حفل الافتتاح، معتبرا أنه العيار الأول لقياس مدى نجاح أي تظاهرة رياضية ويستدعي ذلك الاستعانة بالكفاءات القادرة على تحقيق التميّز».
ونوه المختص في سياق متصل إلى ضرورة التقيّد بآجال تسليم المنشآت الرياضية ومختلف الهياكل الأساسية وكذا التقيد بالوقت المحدد لتنظيم المنافسات والفعاليات المبرمجة لتفادي نفقات إضافية، كما تقدم بمقترح للجهة المنظمة لتحسيس المواطنين وتحفيزهم على المشاركة الفاعلة في إنجاح الألعاب المتوسطية والتسويق لصورة وهران والبلاد في العالم.