ثمّن حرفيو صناعة الذهب والمجوهرات بعاصمة الاوراس باتنة، إنشاء جمعية تعنى وتهتم بحرفتهم التي تشهد العديد من المشاكل وتواجه عراقيل مختلفة، حالت دون تحقيق وثبة تنموية محلية ووطنية في هذا المجال، الذي يعتبر من بين أكثر الحرف التي تدر مداخيل معتبرة.
أشار بعض الحرفيّين على هامش إشراف والي باتنة، توفيق مزهود، على تدشين المقر الرسمي للجمعية الوطنية لحرفيي وتجار المجوهرات، الكائن مقرها بحي الاخضرار بوسط مدينة باتنة، بحضور أغلب حرفيي صناعة المجوهرات قدموا من مختلف ولايات الوطن وآخرين على المستوى المحلي يمثلون مختلف بلديات ولاية باتنة 61 المشهورة بصناعة الذهب.
تميّز حفل الافتتاح بإقامة ورشات مختلفة لصناعة الحلي من الفضة والذهب أين تلقّى مزهود مختلف الشروحات حول هذه المهنة من طرف القائمين على هذه الورشات، وعن الهدف الأساسي من إنشاء هذه الجمعية، أكّد عيسى امغشوش رئيس الجمعية الوطنية لحرفيي وتجار المجوهرات، أنّه يرجع إلى محاربة الغش، وبالتالي تطوير وهيكلة هذا القطاع الذي يعتبر من أهم القطاعات الاقتصادية في الجزائر، مع الحرص الشديد على ضرورة الحفاظ على الأخلاق النبيلة للحرفي وتاجر المجوهرات.
أشار امغشوش إلى حرصه لتطوير هذا النشاط من خلال إدخال الآلات الحديثة في الصناعة، بالموازاة مع ذلك الحفاظ أيضا على الطابع المحلي الأصيل للمنتوج، وذلك للوصول إلى تشجيع الإنتاج المحلي وتطويره ليرقى إلى مصاف المنتوجات العالمية من ناحية الجودة والمواصفات العالمية، لاسيما فيما يتعلق بالصناعات التحويلية للمعادن الثّمينة.
وأكّد امغشوش أنّ تنظيم حرفيي صناعة الذهب لأنفسهم فرصة مواتية لتسليط الضوء على أهمية هذه الحرفة التي تتصدّر في وقتنا الراهن قائمة الحرف والتجارة لما تنتجه من الحلي التقليدية والعصرية من الذهب والفضة، محافظة بذلك على هذا الموروث الثقافي والحضاري مع مراعاة قيمة وخصوصية هاته المعادن، غير أنّ صناعة المجوهرات على المستوى الوطني أو بالأحرى هذه الحرفة حسب ذات المتحدث، تواجه العديد من المشاكل والتراكمات من بينها ندرة المادة الأولية، وعدم مسايرة القوانين التي تنظّم القطاع.
بالمقابل وفيما يخص المشاكل التّقنية التي تواجه تطور هذا القطاع، أكّد عيسى أمغشوش أن صعوبة الحصول على عتاد التصنيع العصري وانعدام مخابر التحليل وكذا وحدات الرسكلة، هو الأمر الذي جعل من هذا القطاع يعيش إن صح التعبير في فوضى ممّا شجّع ظهور القطاع الموازي، وهو ما أدّى إلى تفشّي الغش بصورة خطيرة، حيث يأمل حرفيو هذه المهنة أن يشمل قطاعهم إصلاحات الدولة الجديدة المتعلقة بإصلاح النظام الضريبي لبائعي المجوهرات للمساهمة في التنمية ودعم الاقتصاد الوطني.