أشرف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية كمال بلجود بمعية المدير العام للحماية المدنية العقيد بوعلام بوغلاف، على مراس م حفل تخرج الدفعة 17 للأطباء الضباط برتبة ملازم أول، و47 للضباط برتبة ملازم والدفعة 46 للأعوان، وذلك بالوحدة الوطنية للتدريب والتدخل بالدار البيضاء، بحضور إطارات من الدولة العسكرية منها والمدنية وشخصيات دبلوماسية.
تعززت مصالح الحماية المدنية، أول أمس، بـ3090 رجل حماية من مختلف الرتب منهم 31 طبيبا ضابطا برتبة ملازم و482 ضابط برتبة ملازم إلى جانب 2577 عنصر برتبة عون، تحصلوا على تكوين نظري وتطبيقي تمحور حول الإخماد، الإسعاف والإنقاذ وكذا الوقاية، إلى جانب وضع إستعمال لمخططات التدخل والتكفل بالتدخلات الخاصة بالمواد الخطيرة، مما يؤهلهم ويمكنهم من القيام بمهامهم بفعالية وإحترافية.
وختمت الدفعات المتخرجة تكوينها بدورة تربص تطبيقية على مستوى الوحدات العملية للحماية المدنية من أجل السماح للأعوان المتربصين بإدراك عمليات الإسعاف، الإنقاذ و الإخماد وكذا التأقلم والتحكم في الوسائل المستعملة الحديثة الموضوعة تحت تصرفهم أثناء التدخلات المتعلقة بالأخطار اليومية وبصفة خاصة حوادث المرور والحوادث المنزلية بالتحديد الإختناقات الناجمة عن إستنشاق غاز أحادي أكسيد الكربون في فترة فصل الشتاء، إضافة إلى التدخل في حالة الأخطار الكبرى منها الزلازل والفيضانات.
وفي كلمة لمدير المدرسة الوطنية للحماية المدنية العقيد كسال مالك، ألقاها عقب تفتيش الدفعات من طرف وزير الداخلية والجماعات المحلية، أكد أن المتخرجين تلقوا تكوينا متخصصا في الوقاية والتدخل لفترة تكوينية دامت السنة، شملت جل التخصصات والتدريبات التي تؤهلهم لأداء مهامهم بكل احترافية، سيما وان برنامج التكوين يشهد تحديثا مستمرا ليواكب آخر المستجدات والتطورات، ما ولد حسبه كفاءات بشرية على إستعداد تام للتأقلم مع أصعب التحديات والكوارث التي قد تواجهها البلاد خاصة في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم اليوم.
وفي هذا المقام أشار مدير المدرسة أن سلك الحماية المدنية قد قطع أشواطا كبيرة نتيجة تبني إستراتجية عصرية ترمي لتحقيق وتوفير الأمن والسلامة عن طريق التغطية العملية لمختلف أرجاء الوطن، وهو ما تعكسه الإحترافية والمهنية التي تطبع رجال الحماية المدنية، وهذا بعد أن وضعت المديرية صوب أعينها الرفع المستمر لمستوى الأداء المهني وجعل هدفهم الأسمى يتمثل في تطوير القدرات وتوجيههم لخدمة المجتمع وحمايته مع التحلي بالصبر وروح التضحية والمهنية في عملهم الذي يكتسي أبعادا إنسانية وأخلاقية بحكم ارتباطه بسلامة الأشخاص وممتلكاتهم، حيث أصبح لزاما يضيف كسال قائلا:« صون الوحدة من خلال جهاز عصري ومتطور.»
وأبرز كسال الأهمية التي يكتسيها التكوين والتأهيل الذي بات يتماشى مع التطورات الصناعية والتكنولوجية التي تعرفها البلاد، وهو ما يستدعي حسبه التحكم في التقنيات الحديثة، وفي هذا المقام حث ذات المسؤول كافة المتخرجين على المضي في العطاء والمثابرة في العمل والتحلي باليقظة الدائمة والمستمرة في سبيل تحقيق أمن المجتمع واستقراره المستدام.
واستطرد كسال يؤكد اكتساب القطاع لمهنية واحترافية عالية في إدارة وتسيير مختلف الحوادث والكوارث التي عرفتها بلادنا بالتنسيق مع مختلف قطاعات الدولة العسكرية منها والمدنية، هذه التجربة والاحترافية التي أضحى يتمتع بها القطاع على الصعيدين الوطني والدولي، مكنته من المساهمة في تقديم الدعم في إطار التضامن الدولي بالتدخل في مختلف الكوارث التي عرفتها البلدان الشقيقة والصديقة، حيث شهد لفرقة الجزائرية للتدخل بكل احترافية ومهنية عزز من مكانتها وأكسبها تقديرا واحتراما وجعلها تتحصل على شهادة التصنيف الدولي من المعيار الثقيل، المسلمة له من قبل الهيئة الدولية الإستشرافية للبحث والإنقاذ «إنساراغ» ما جعلها أنموذجا من خلال احتضانها لدورات تكوينية دولية في مجال إدارة وتسيير الكوارث.
وفي إطار التعاون الثنائي التونسي في مجال الحماية المدنية تم استضافة وفد من الحماية المدنية التونسية يتكون من خمسة عشر فردا من العنصر البشري، لمتابعة دورة تربص على مستوى الهياكل العلمية والإدارية والتكوين للحماية المدنية.
مراسيم حفل التخرج بدأت باستعراض الدفعات المتخرجة بساحة العلم، تبعها خروج الطلبة المتفوقين إلى وسط الساحة، حيث قام بلجود بتفتيشها رفقة المدير العام للحماية المدنية، تلاها أداء قسم الإخلاص، حيث تعهدت الدفعة بالسهر على خدمة الوطن وتخليد تقاليد ثورتنا المجيدة، ليفسح المجال بعدها لتكريم الطلبة المتفوقين قبل أن تحظى هذه الأخيرة بقبول وزير الداخلية باسم شهيد الواجب الوطني العريف عاشور محمد.
وعرف حفل التخرج جملة من المناورات، أظهرت من خلالها الدور البارز الذي يلعبه القطاع في مجال حفظ وحماية المواطنين وممتلكاتهم من خلال جملة من الاستعراضات المتمحورة حول طرق تدخل الفرق المختلفة للسلك خلال حوادث المرور وحرائق الغابات والزلازل وغيرها من الكوارث التي قد تهدد أمن الوطن، مستعرضين أهم الوسائل المادية التي تترجم بدورها اهتمام الدولة بعصرنة هذا القطاع.
ليفسح المجال بعدها لتكريم عائلة الفقيد العريف عاشور محمد من مواليد 6 مارس 1992، بولاية البويرة، والذي تعرض أثناء مناوبة العمل وتقديم يد المساعدة للمواطنين ممن كانوا محاصرين بالمياه المتجمعة بسبب الأمطار الغزيرة، حيث تعرض إلى حادث سقوط داخل مجرى مائي لتجره سرعة المياه القوية، وتشاء الأقدار أن يغادر الحياة عن عمر يناهز 27 سنة، رغم كل الإمكانيات المسخرة لإنقاذه من قبل زملائه.