كشف وزير التربية الوطنية محمد واجعوط، أمس، أن قطاع التربية الوطنية يستقطب أكثر من 9.5 ملايين تلميذ، يتوزعون على 27634 مؤسسة تعليمية ويؤطرهم 729614 بين أساتذة وإداريين، مشيرا بشأن الجهود المبذولة لبلوغ مدرسة الجودة، إلى أن الأمر لم يتحقق بعد بسبب الاختلالات، خاصة من ناحية كثافة المناهج وقلة التحصيل العلمي والمعرفي للتلاميذ.
شدد واجعوط خلال لقاء جمعه بالأمين العام للنقابة المستقلة لأساتذة لابتدائي، على ضرورة العمل على تحقيق إصلاحات تنقل المدرسة الجزائرية من الكم إلى النوع، وهذا ما تضمنه مخطط عمل الحكومة من أجل تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية، في شقه التربوي، والذي يرتكز حول ستة محاور.
يتعلق الأمر بإجبارية التعليم، الإصلاح البيداغوجي، تحسين حوكمة المنظومة التربوية، احترافية المستخدمين في مجال التكوين، دعم التمدرس والحوار الاجتماعي، حيث استعرض الوزير أهم معالم تعزيز الحوار والتشاور مع الشركاء الاجتماعيين وتنظيم لقاءات منتظمة قصد التشجيع على توفير مناخ للتعبئة، وحل المشاكل وتحسين ظروف العمل، ما يعد سابقة من نوعها، حيث لم يسبق أن تضمن برنامج عمل الوزارة محورا مستقلا خاصا بالشراكة الاجتماعية.
من هذا المنظور، أكد أن الوزارة ستعمل مع الشركاء الاجتماعيين على إعداد خارطة طريق توافقية، من شأنها ضمان استقرار القطاع للتمكن من رسم استراتيجية وطنية شاملة ومتكاملة لتنفيذ مشروع النهوض بالتربية، تبدأ من تشخيص الاختلالات والفجوات، التي تعتري الحياة المدرسية، والتي ستمكن من اقتراح حلول عملية مجدية لمختلف مشاكل الجماعة التربوية وتوفير الظروف الاجتماعية والمهنية المناسبة لكافة مستخدمي القطاع.
وشدد واجعوط على إيلاء الأهمية البالغة لمرحلة التعليم الابتدائي، بالتركيز على تحسين التعليمات، باعتماد أدوات التقويم والمعالجة البيداغوجية مرفقة بإجراءات تجديد المحتوى، وتخفيف المحفظة، ودمج تكنولوجيات الإعلام والاتصال في القسم، مع العمل على تحسين ظروف عمل الأستاذ.
كما أبدى حرصه وإطارات وموظفي القطاع، على المضي قدما بمعية الشريك الاجتماعي، لتوطين وترسيخ ثقافة الحوار الجاد والصريح والتفاهم المتبادل والذي سيعزز حتما الحوكمة في القطاع ويساعد على مجابهة الصعوبات والتحديات، مع الأخذ بعين الاعتبار المصلحة العليا للبلاد والتحلي بحس عال من المسؤولية والتوافق.