أبرز الباحثون خلال اللّقاء العلمي بعنوان: «تسيير المشاريع في خدمة المؤسسات الناشئة وحاملي المشاريع»، والذي نظّمته أمس جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوار بالتنسيق مع الجمعية الجزائرية لتسيير المشاريع، ضرورة مرافقة الطالب المبتكر الراغب في إنشاء مشروع من أول سنة جامعية إلى ما بعد تخرّجه، ليساهم في التنمية الإقتصادية وبالتالي يقضي على شبح بطالة الجامعيين.
أكّد رئيس جامعة باب الزوار محمد بن شريف نور الدين، في تصريح صحفي على هامش اللقاء أنّ الهدف من تنظيم هذا اليوم العلمي هو تلقين الشباب الجامعي الذي سيتخرّج في السنوات القادمة، كيفية تسيير مشروعه بطريقة ناجحة انطلاقا من الفكرة، أي تهيئة الطالب للحياة العملية وجعله يؤمن بقدراته.
وأضاف بن شريف نور الدين أنّ المشروع اليوم هو علم، ودور الجامعة هو التعليم والتثقيف وتكوين رجل الغد له شهادة وأفكار غير متخوّف من شبح البطالة، خاصة وأن البطالة مسّت فئة من المثقفين، مشيرا إلى أنّ هناك أكثر من مليون و500 ألف طالب، وأن هذه الثروة البشرية يجب مرافقتها كي تنجح في إنشاء مشاريعها المبتكرة.
في هذا الصدد أبرز رئيس الجامعة المجهودات التي تبذلها هذه الأخيرة لإعطاء فرص للشباب ومرافقتهم لتسيير مشاريعهم، بحيث يقوم بهذه المهمة أساتذة ينشطون بصفة تطوعية لمواكبة طلبة الجامعة سواء خلال مكوثهم بالجامعة أو بعد تخرّجهم.
نفس الشيء أكّده نائب رئيس الجامعة مكلف بالعلاقات الخارجية محمد بودور، قائلا: «هذا اللّقاء موجّه لحاملي المشاريع لتعليمهم تسيير المشاريع بطريقة سليمة ومرافقتهم»، مشيرا إلى أنّ جامعة باب الزوار لديها العديد من الإبتكارات، لكن الرابط بين الفكرة وتجسيدها ميدانيا هو عدم معرفة طريقة تسيير المشروع.
وأضاف بودور أنّ هدف إدارة الجامعة وإستراتيجيتها التي سطّرتها منذ سنتين هو إطلاق مؤسسات ناشئة وتطويرها للمساهمة في التنمية الإقتصادية، والتي تصب في إستراتيجية الحكومة الجديدة، وحسبه فإنّ جامعة باب الزوار يمكنها أن تكون رائدة في إطلاق مشاريع المؤسسات الناشئة لأنّها تستحق ذلك كونها أكبر جامعة في مجال الموارد البشرية على مستوى الوطن ولديها كفاءات.
فرقاني: حاضنة المؤسّسات النّاشئة تدشّن شهر أفريل
من جهته، أوضح الأستاذ بلقاسم فرقاني ومدير مخبر بجامعة باب الزوار، وحاليا مسؤول حاضنة المؤسسات الناشئة على مستوى الجامعة، أنّ هذه الحاضنة نشأت بشراكة مع مؤسسة «إيكو سنات» وسوف تفتح أبوابها لحاملي المشاريع ذات الجودة، والتي تحتوي على شيء من الإبتكار من طلبة جامعة باب الزوار أولا ثم لجميع الطلبة، كاشفا عن تدشينها بمناسبة يوم العلم المصادف لـ 16 أفريل 2020.
وأضاف الأستاذ فرقاني أنّ الأهمية تعطى للمشاريع العلمية ذات علاقة بتطوير المحيط الجامعي أولا وحل مشاكله كالمشاريع التي تمكّن من إقتصاد الكهرباء والطاقة، وإنشاء البرامج التطبيقية التي تساعد الطالب في تحصيل المعارف، وتعود بالمنفعة على المجتمع والوطن، مؤكدا أنّ جامعة باب الزوار تعتبر خزّانا للكفاءات وبهذه الحاضنة سيجدون المحيط والأرضية الملائمة لتجسيد مشاريعهم وتطويرها، مشيرا إلى أن الحكومة الجديدة أعطت أهمية قصوى لتطوير المؤسسات الناشئة والحاضنات، ويتجلى ذلك من خلال إنشاء وزارتين منتدبتين للمؤسسات الصغيرة والناشئة وأخرى للحاضنات.
وتطرّق سمير بن محمد، رئيس الجمعية الوطنية لتسيير المشاريع، عن دور هذه الأخيرة في تعزيز ثقافة تسيير المشاريع باعتبارها قاطرة التنمية المهنية لنهضة المجتمع الجزائري في طريق الإمتياز، ومرافقة الشباب ذوي الموهبة والإبتكار لتحسين قدراتهم لإنجاز مشروع ناجح، مؤكّدا أن الجزائر تتوفّر على أفضل الطلبة وجلهم للأسف هاجروا للخارج، وأصبحت تلك الدول تستفيد من ابتكاراتهم وعقولهم.