افتتحت، أمس، بفندق «حياة ريجنسي» بالعاصمة، الاجتماعات السنوية لمنسقي أقسام التبادل في الهيئات الإذاعية والتلفزيونية العربية، التي يحتضنها المركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج في الجزائر، وتتواصل إلى غاية 4 مارس الجاري.
انطلقت الأشغال بحضور عمار بلحيمر وزير الاتصال الناطق الرسمي للحكومة، عبد الرحيم سليمان المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية ومحسن كريم سليماني مدير المركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج. بهذه المناسبة، أكد عمار بلحيمر، على ضرورة توحيد الجهود العربية في مجال الإعلام وعلى مكانة الاتصال في الجزائر الجديدة.
بلحيمر: الاتصال إحدى دعائم الجمهورية الجديدة
أشاد وزير الاتصال عمار بلحيمر، في كلمته، بالجهود التي يبذلها الاتحاد، منذ أزيد من خمسين سنة، بهدف تعزيز وتطوير علاقات التعاون بين هيئات البث في البلدان العربية. واعتبر أن هذا الاجتماع «فرصة ثمينة لتعزيز التنسيق والتكامل وتبادل الخبرات بهدف ترقية محتوى وشكل المادة الإعلامية وخدمات الاتصال التي تقدمها الهيئات العربية للإذاعة والتلفزيون».
واعتبر الوزير، أن «الطبعة الحالية للاجتماع التي تعقد والجزائر تعيش عهدا جديدا»، من أبرز مميزاته العمل على تجسيد مشروع بناء جمهورية جديدة قوامها الحكامة الراشدة والشفافية والديمقراطية. وأضاف، أن رئيس الجمهورية تبون جعل من الاتصال إحدى دعائم الجمهورية الجديدة من خلال العناية الخاصة التي يوليها للقطاع ولأصحاب الإعلام التقليدي والجديد، وذلك ببرنامج يرتكز على «ضرورة احترام الحق في المعلومة وحرية الممارسة في إطار آداب المهنة وأخلاقياتها، وتوفير كل الظروف الكفيلة بتعزيز الاحترافية والمهنية لدى وسائل الإعلام والصحافيين».
وأشار الى أن الجزائر قطعت أشواطا معتبرة في مواكبة الرقمنة والتحكم في تقنياتها، موضحا «ضمن هذا السياق، ان فتح قطاع الاتصال على ورشات إصلاحية جوهرية يهدف الى تمكين منظومة الإعلام شكلا ومضمونا، من مواكبة التحولات الداخلية والتطور التكنولوجي الفائق السرعة والدقة، لا سيما ما يتعلق منه بالإعلام الجديد وفي مقدمته الصحافة الإلكترونية».
ولكن، على الرغم من إيجابيات الطفرة التكنولوجية، إلا أنها «فتحت المجال واسعا أمام البعض للإساءة إلى سيادة الدول والمساس بحرمة الغير، كما مكنت الدول المنتجة للتكنولوجيات من بسط نفوذها في مجال الإعلام والاتصال على باقي دول العالم»، يقول بلحيمر، مؤكدا أن «هذا الوضع، بما يُحدثه من تأثير مباشر على تشكيل الرأي والوعي، خاصة لدى فئة الشباب، يحتم علينا كبلدان عربية، تفعيل دورنا كجبهة مهنية موحدة لإنتاج وتبادل محتويات مضمون إعلامية احترافية تهدف أساسا إلى الحفاظ على هويتنا والدفاع عن قضايانا المشتركة، وكذا التكفل باهتمامات المواطن في شتى مجالات الحياة».
ودعا بلحيمر إلى «العمل سويا من أجل تسخير الإعلام والاتصال لترقية حقوق الإنسان وقيم المواطنة وتحقيق التنمية المستدامة بالاعتماد على الاحترافية والتحكم في الرقمنة».
واختتم الوزير كلمته قائلا: «إننا نعوّل كثيرا على اتحاد إذاعات الدول العربية، لا سيما من خلال المركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج لترقية التعاون في مجال الإعلام والاتصال، من أجل التصدي للتحديات الكبرى التي تواجه أمتنا في ظل العولمة الشرسة، ومجتمع المعرفة القائم على بنية تحتية تكنولوجية متطورة على غرار تقنيات تبادل وتقاسم المعلومات».
سليمان: وتيرة متزايدة للتبادلات الإخبارية العربية
وفي كلمته، اعتبر عبد الرحيم سليمان، المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية، أن الاجتماعات المقررة خلال هذا الموعد السنوي «مناسبة لتقييم أوجه نشاط أقسام التبادل في الهيئات العربية، وعلاقات التعاون مع الشبكات الأوروبية والمتوسطية والآسوية والأفريقية». وأشاد بـ «الأدوار المحورية التي يلعبها مركز التبادل في الجزائر، بما يجعله رافدا مهما للحركة اليومية التي تعرفها أنشطة اتحاد إذاعات الدول العربية»، منوّها بالوتيرة المتزايدة التي تنساب بها عملية التبادلات الإخبارية بين الهيئات الأعضاء، كنتيجة لحرص الاتحاد على تطوير أنظمته الاتصالية وتحديثها، حيث فاق عدد الأخبار المتبادلة 15 ألف خبر سنويا، بمعدل يومي بلغ 25 ساعة للتبادلات التلفزيونية، و12 ساعة للإذاعية، وبلغ حجم التبادلات في المجال الرياضي 700 موضوع في السنة، ضمن أكثر من 20 صنفا رياضيا، «وسمح هذا النجاح الكمّي بمزيد العناية بجودة الخبر المتبادَل وإكسابه الآنية والمصداقية».
قبل ذلك، أشاد المدير العام بتجاوب الدولة الجزائرية العميق مع الخطط التي يرسمها الاتحاد ومشاريعه وبرامجه، «ومن مظاهر دعم الجزائر السخيّ للاتحاد وأجهزته الفنية منحها قطعة أرض تفوق 2800 متر مربع ورصدها اعتمادات مالية في حدود 5 ملايين دولار لتشييد المقر الجديد لمركز تبادل الأخبار والبرامج، ونسجّل بكل ارتياح تقدم الأشغال بنسق جيد لتصل الآن نسبة 50٪».