طباعة هذه الصفحة

مختصون من منتدى جريدة «الشعب»:

التربيــة المروريـة حجــر الزاوية لــــوقف «إرهـاب الطرق»

فتيحة كلواز

أعطاها المختصون اسم إرهاب الطرقات لما تسجله من أرقام مخيفة لضحاياها، تحولت في السنوات الأخيرة إلى ظاهرة مرعبة تهز في كل لحظة طرقاتنا التي تكاد تتلون بلون الدماء التي تسيلها حوادث المرور في إشارة واضحة إلى ضرورة التحرك وبسرعة للحد منها، منتدى «الشعب وفي إطار العمل التحسيسي للوقاية من حوادث المرور وبالتنسيق مع جمعية الممرنين المحترفين للسياقة، نظم، أمس، ندوة نقاش بعنوان: «أي خيارات بديلة للسلامة المرورية لوقف جرائم الطرق»، حيث اتفق المتدخلون على أهمية ثقافة السلامة المرورية التي ترتقي بقانون المرور لأن يتحول إلى سلوك يومي للسائق.

اختارت رئيسة جمعية الممرنين المحترفين للسياقة، نبيلة فرحات، شريطا مصورا صامت للتعبير عن ظاهرة مرعبة مسّت طرقاتنا، حتى تحولت حوادث المرور في السنوات الأخيرة إلى نوع جديد من الإرهاب يحصد يوميا عشــــــرات الضحايا، ما استوجب بحسبها تقليص عددها من خلال تفعيل القانون 01 /14المادة 60 المتعلقة بإدراج السلامة المرورية في التعليم الابتدائي.
قالت نبيلة فرحات إن تقليص عدد حوادث المرور أصبح الهدف الأول لمختلف الشركاء المعنيين بهذه الظاهرة المرعبة التي تكون وراء وفاة العشرات يوميا خاصة مع ازدياد عدد الحوادث التي يتسبب فيها النقل الجماعي الذي ضاعف الخسائر سواء كانت بشرية أو مادية. لذلك كانت الدقائق القليلة التي عرض خلالها الشريط المصور صادمة وكافية ليتفق الجميع حول ضرورة التحرك نحو تغيير الواقع بوضع أول خطوة بإدراج أو تفعيل القانون 01/14 المادة 60 بالتركيز على تربية النشء على ثقافة مرورية صحيحة بإدراج السلامة المرورية في المناهج الدراسية للتعليم الابتدائي.
 أرجعت نبيلة فرحات ارتفاع عدد حوادث المرور إلى غياب ثقافة مرورية تمنع تفاقم هذه الظاهرة المرعبة التي طغت على يوميات الجزائريين بسبب الآثار الكارثية التي تنعكس سلبا على المجتمع خاصة إذا تسببت في عاهة مستديمة أو وفاة قد تكون عائلة كاملة، لذلك كان من الضروري التفكير في حل جذري يعتمد على التربية وترسيخ مبادئ السلامة المرورية لبناء جيل مشبع بالثقافة المرورية.
واعتبرت أن المادة 60 من القانون 01/ 14 لب أو جوهر موضوع الخيارات البديلة للسلامة المرورية لوقف جرائم الطرقات وترقية الثقافة المرورية لدى الأطفال المتشبعين بمعارف مغلوطة عن سياقة السيارة فبدل اعتبارها مسؤولية هي بالنسبة لهم مجرد «برستيج» للتفاخر، وهذا أمر خطير يجب القضاء عليه، فكان الصمت اللّغة التي اختارتها نبيلة فرحات لإيصال الرسالة إلى كل المعنيين خاصة الأولياء لأنهم المربي الأول للطفل سائق الغد، لذلك يجب أن يكون الضمير و المسؤولية القاعدة الأساسية للتربية المرورية، كما يجب أن يتلقاها الطفل منذ الصغر حتى ترتقي من كونها قواعد مرورية إلى سلوك يومي له.
أما فيما يتعلق برخصة السياقة بالتنقيط، أكدت نبيلة فرحات أنها تندرج تحت غطاء قانون المرور لذلك فالشخص غير المطلع عليه لن تجديه نفعا من هنا كانت التربية المرورية حجر الزاوية للحد من ظاهرة حوادث المرور، لأن التنقيط سيكون عقاب مادي ونحن بحاجة إلى ضمير يمارس العقوبة المعنوية على الشخص حتى نتفادى مسببات حوادث المرور التي لن تعطي قوانين المرور في غياب ثقافة السلامة المرورية النتيجة المرجوة من وضعها.
بالموازاة مع تفعيل هذه المادة، قالت نبيلة إنه لا بد من تجسيد شارع السلامة المرورية في مساحات المدارس الابتدائية حتى يتعرف التلميذ على كل ما يتعلق بالسياقة في دروس تطبيقية وميدانية فيتعرف على مفترق الطرق، ممر الراجلين، إشارات المرور، بالإضافة إلى احتكاكه مع أعوان الأمن والدرك الوطني والحماية المدنية ما يعطيه رؤية واضحة عما تتطلبه سياقة السيارة من تركيز ومسؤولية،خاصة إذا علمنا أن معظم الأطفال يربطون السيارة بالألعاب الالكترونية لذلك مثل هذه التجارب الميدانية تمنحه القدرة على التفريق بين اللّعبة والواقع الحقيقي للسياقة.
كما كشفت نبيلة فرحات عن تجربتها في استبدال زي المهرّج بزي يحمل إشارات المرور في مختلف الحملات التحسيسية التي تشرف عليها جمعية الممرنين المحترفين للسياقة حتى يدرك الطفل دلالتها من خلال لونها، حجمها وشكلها، فمثلا السائد أن لون إشارة المنع هو الأبيض، بينما لونه الحقيقي هو «البيج»، كما دعت أيضا كاتبي أناشيد الأطفال التي تتناول موضوع السلامة المرورية إلى إعطائهم المعلومة الصحيحة حتى لا تترسخ لديهم معلومات خاطئة.
كشفت نبيلة فرحات أن وضعية السائق وطريقة إمساكه المقود تتسبب في الكثير من حوادث المرور وهي معلومة يجهلها الكثيرون، لذلك كانت تلعب تربية الطفل على الطريقة الصحيحة لركوب السيارة وكيفية إمساك المقود يجعلنا نتفادى السبب الأول وراء المجازر التي تحدث في طلباتنا.