طباعة هذه الصفحة

غياب الملصقات يعود إلى ضعف الميزانية والإمكانيات اللوجيستكية

قانون الانتخابات يمنع ويعاقب استعمال العنف اللفظي

حبيبة غريب

حملة انتخابية لم تعرف الحرارة المطلوبة منذ انطلاقتها يوم 23 مارس الجاري، حيث غابت الملصقات والصور الإشهارية للمترشحين الذين إنصب جل تركيزهم على المهرجانات الشعبية والأنشطة الجوارية، الأمر الذي رجحه الأستاذ عامر أرخيلة إلى « الوقت الضيق الذي بقي للمترشحين للتحضير لها، والذي لم يتعد الأسبوع فقط بعد إعلان المجلس الدستوري على قائمة المترشحين وتاريخ  انطلاق الحملة الانتخابية إذ لم يتسن لهم تحضير الملصقات والمطويات والصور التي من المفروض إلصاقها في الفضاء الرسمي المخصص لذلك.
 كما كشف العضو السابق بالمجلس الدستوري أن السبب الآخر في غياب الملصقات يعود إلى ضعف الميزانية والإمكانيات اللوجيستكية لدى بعض المترشحين، عير أنه نبه للمغالطة أو عدم الإدراك الذي يقع فيه كل من يعتقد أن كل مترشح سيستفيد من 6 ملايير سنتيم  وهو الأمر الذي تولدت عنه الهرولة الكبيرة على سحب استمارات الترشح للرئاسيات.
 كما تشهد الحملة من جانب آخر، لجوء البعض من المترشحين إلى القذف واستعمال التجريح والعنف اللفظي، عوض اهتمامهم بتقديم برامجهم الانتخابية وشرحها للمنتخبين والسهر على إقناعهم بها، وهو السلوك السلبي الذي وجد وللأسف طريقه للساحة السياسية الجزائرية خلال  المواعيد الانتخابية التي شهدتها الجزائر في السنوات الماضية.   
وتشكل الحملة الانتخابية، برأي المحامي عامر أرخيلة «تنافسا للبرامج والغاية منها إقناع الناخب بأهمية وبصلاحية وإمكان المترشح من تقلد مهام رئيس الجمهورية إذا ما فاز بالانتخابات»، لكن أضاف قائلا «هذا عكس ما تشهده الساحة حاليا، من سلوكات غير حضارية  تبتعد كل البعد عن قيم ومبادئ المجتمع الجزائري» .
ويرى، رخيلة وهو أستاذ بكلية العلوم السياسية أن « المترشح للانتخابات الرئاسية ملزم بموجب القانون على تقديم رسالة عقلانية، تحترم المستقبل، وقانون الانتخابات الذي ينبذ العنف اللفظي وكل أشكال التجريح والمساس بكرامة الأفراد وحياتهم الشخصية».
وأضاف الأستاذ الجامعي في ذات السياق، أن ذات القانون يلزم أيضا المترشح بالتنديد بأي شكل من أشكال العنف اللفظي والتصرفات المسيئة للأشخاص وكرامتهم والتي تخرج عن نطاق الاحترام».
 وإن كان هذا الفعل مستنكرا سياسيا ويعاقب عليه القانون، فإنه في شأن آخر يحول دون أن التمكن من تمرير الرسالة التي يحملها المترشح إلى المواطنين، يشير أرخيلة، مستنكرا في ذات  السياق «الدور السلبي الذي تلعبه بعض القنوات التليفزيونية والجرائد الخاصة في فتح مجالها لنقاشات يتنافس المشتركون فيها على استعمال أبشع الألفاظ غير المحترمة».
وتساءل ضيف «الشعب» عن أسباب لجوء بعض المترشحين  لهذا النوع من السلوك، واستعمالهم للعنف اللفظي في حين يلزمهم مركزهم  أن يكونوا أكثر حنكة وحرصا في اختيار العبارات التي يخاطبون بها الشعب والتي لابد أن» يراعوا فيها عدم المساس بالوحدة الوطنية، أو التمييز القبلي أو العشائري والمساس بالحياة الشخصية  للأخرين».