تتجه الأنظار مرة أخرى الى العاصمة السويسرية جنيف التي تحتضن مفاوضات المسارات الثلاثة، السياسية والأمنية والاقتصادية حول ليبيا، والتي أكد المبعوث الأممي غسان سلامة عن شقها العسكري ووقف اطلاق النار، أنها تسير «في الاتجاه الصحيح»، فيما يرتقب أن يكون الأمين العام الأممي انطونيو غوتيريس حاضرا بالمدينة بدءا من يوم غد الاثنين لمتابعة المفاوضات.
أدلى غسان سلامة بتصريحات صحفية في جنيف تضمنت كما كبيرا من التفاصيل عن الوضع بليبيا وتطورات الأزمة بهذا البلد الى جانب مجريات التفاوض بجنيف. وتوقع سلامة انطلاق المحادثات السياسية في جنيف، الأربعاء المقبل، بعد إتمام إجراءات بناء الثقة»، كما قال.
كشف عن أن الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، سيكون في جنيف بعد الإثنين لمتابعة المفاوضات الجارية، مؤكدا عزم الأمم المتحدة على إطلاق العملية السياسية بالطريقة ذاتها التي انطلقت بها المحادثات الاقتصادية والعسكرية.
بخصوص محادثات وقف اطلاق النار، أكد المبعوث الأممي إلى ليبيا أنها «تسير في الاتجاه الصحيح، غير أن الأمر يواجه عقبات تتعلق بانتهاكات حظر الأسلحة والهدنة التي أعلنت شهر جانفي الماضي».
في تعليقه على شروط المشير خليفة حفتر، بشأن تثبيت وقف النار في ليبيا، والتي من بينها انسحاب القوات الأجنبية ووقف تسليح القوات في طرابلس قال سلامة، إنها شروط معقولة».
في نفس الاتجاه، رد سلامة عما إذا كان الطرف الآخر «حكومة الوفاق الوطني»، مستعدا لقبول تلك الشروط أو المطالب، حيث قال: «أعتقد أن هذه المطالب معقولة، وأعتقد أن الطرف الآخر يراها معقولة أيضا» .
قال إن الشروط التي وضعتها قوات خليفة حفتر تعتبر معقولة وأن الطرف الآخر يراها كذلك، مشيرا إلى أن المفاوضات مستمرة لتحديد موعد لتنفيذ تلك الشروط.
جاءت تصريحات غسان سلامة على هامش المحادثات العسكرية في جنيف والتي استؤنفت بعدما انسحبت منها حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج قبل أن تعود إليها مجددا .
برعاية أممية، تستمر المباحثات العسكرية «5+5» غير المباشرة بالعاصمة السويسرية لإنهاء النزاع في ليبيا مع ممثلين عن الأطراف المتنازعة، وذلك في إطار لجنة عسكرية مشتركة ترعاها الأمم المتحدة وبحضور ممثلين عنها.
فرصة ثمينة
اعتبر المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة أن الاجتماعات في جنيف تمثل فرصة ثمينة لتحويل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار.
أكد أن المحادثات بين الأطراف الليبية وعلى المسارات الثلاثة، السياسية والأمنية والاقتصادية، لا يحضرها « إلا الليبيون، من دون أي طرف خارجي»، كاشفا عن «إنشاء لجنة متابعة تجتمع شهريا ونقدم لها إحاطة بما اتفق عليه الليبيون».
«أعتقد أن مهمتي ممكنة، أنا لا أقول إنها سهلة. إنها صعبة جدا، لكنها ممكنة»، صرح سلامة على هامش محادثات جنيف والتي أعرب فيها عن سعادته «بمعاودة الوفدين العمل بعزم أكبر من أجل التوصل لاتفاق». وشدد على أهمية نجاح هذه المفاوضات .